21/04/2014 - 14:44

غرفة العشاء الأخير في مركز اتفاق سري بين إسرائيل والفاتيكان

"تعامل البابوات مع إسرائيل متحفظ في أقل تقدير.. يشعرون أنهم أقرب إلى الإسلام من اليهودية، ولا يمانعون بناء المساجد في أوروبا.. يجب زعزعة التقارب مع الإسلام"...

غرفة العشاء الأخير في مركز اتفاق سري بين إسرائيل والفاتيكان

* الصحيفة الرسمية للفاتيكان تشير إلى الاتفاق على تسليم الموقع للكنيسة كما لو أنه نهائي وموقع عليه
* نائب وزير الخارجية الإسرائيلية إلكين يقول إن القضية لم تطرح في المفاوضات مع الفاتيكان منذ توليه مهام منصبه ويشير إلى أن القضية نوقشت خلال ولاية داني أيالون في منصبه
* مسؤول في الخارجية الإسرائيلية: "تعامل البابوات مع إسرائيل متحفظ في أقل تقدير.. يشعرون أنهم أقرب إلى الإسلام من اليهودية، ولا يمانعون بناء المساجد في أوروبا.. يجب زعزعة التقارب مع الإسلام"...


فيما تؤكد ذلك الصحيفة الرسمية للفاتيكان، وتنفيه إسرائيل أو تحاول الحكومة التغطية عليه، يجري الحديث عن توقيع اتفاق قريب بين إسرائيل والفاتيكان، بموجبه تتسلم الأخيرة مواقع في ما يسمى "قبر داوود" (مقام النبي داوود) في جبل صهيون في القدس.

وتناولت "معاريف" في موقعها على الشبكة القضية متسائلة عما إذا كان إسرائيل على وشك التوقيع على "اتفاق سري" مع الفاتيكان. وفي حين تحاول الحكومة الإسرائيلية التغطية على ذلك، فإن الصحيفة الرسمية للفاتيكان "فاتيكان إنسايدر" تشير إلى الاتفاق كما لو أنه نهائي وموقع عليه.

وبحسب مراسل "فاتيكان إنسايدر"، أندرا تورنيلي، فإن الاتفاق يتضمن مركبين: الأول "تنازل الحكومة الإسرائيلية عن دفع الضرائب، بما في ضريبة المسقفات (أرنونا)، لكافة الكنائس والأماكن المقدسة ودور العبادة والمقابر، والثاني تسليم "غرفة العشاء الأخير"، التي تقع فوق ما يسمى "قبر داوود" لإدارة الرهبنة الفرنسيسكانية.

وبحسب المراسل فإن مصير الموقع، الذي أقام فيه السيد المسيح العشاء الأخير، هو قضية جوهرية في المفاوضات بين إسرائيل والفاتيكان، مشيرا إلى أن ممثل الحكومة الإسرائيلية في الاتصالات مع الفاتيكان هو نائب وزير الخارجية زئيف إلكين.

من جهته يقول إلكين إن هذه القضية لم تطرح في المفاوضات مع الفاتيكان منذ أن تسلم مهام منصبه. وبحسبه فقد سبق وأن نوقشت القضية عندما أشغل داني أيالون منصب نائب وزير الخارجية، وفي حينه توصل الطرفان إلى اتفاق.

ويضيف إلكين إن خلفية الاتفاق هي اتفاق اقتصادي قديم يعود إلى عشرين عاما بين إسرائيل والفاتيكان، ويتطرق إلى قضية الضرائب وادعاءات الملكية المختلف عليها. ولدى إقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين جرى الحديث عن توقيع اتفاق اقتصادي لتسوية قضايا اقتصادية ذات صلة بنشاط الكنيسة.

ويقول أيضا إنه رغم مرور عشرين عاما لم يوقع على الاتفاق، وهو الآن في مرحلة متقدمة، بيد أن التوقيع عليه لن يكون خلال شهرين بالتأكيد، وإنما خلال سنة أو سنتين. كما يشير إلى أن الاتفاق يتضمن تسوية مكانة الكنيسة الكاثوليكية بحيث تكون مماثلة لمكانة باقي الطوائف الدينية في إسرائيل.

وردا على سؤال بشأن ادعاءات بملكية الكنيسة لما يسمى بـ"قبر داوود" المتضمنة في الاتفاق، قال إلكين إن أيالون هو الذي عالج هذه المسألة، بإشراك وزارة الداخلية ووزارة الأديان، وأن الاتفاق الأولى تم التوصل إليه استنادا إلى وجهة نظر إيلي يشاي، وأن الأخير طلب إجراء تغييرات في الاتفاق، وجرى فتحه مجددا في الفاتيكان.

ويشير إلى أن البابا لم يشترط زيارته بالتوقيع على الاتفاق، وإنما تأخر التوقيع عليه بسبب الفاتيكان الذي يطالب بإجابات واضحة على بعض القضايا المختلف عليها. كما ادعى أن الفاتيكان تنازل عن غالبية المطالب، وأنه جرى التفاهم بين الطرفين على إبقاء الاتفاق سريا لتجنب الضغوط داخل الفاتيكان والتي قد تؤدي إلى تجدد المفاوضات ووضع مطالب جديدة.

وأكد إلكين على أن الحديث عن اتفاق أولي لداني أيالون وإيلي يشاي مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والداخلية، وأن ما قيل عن موافقة إسرائيل على نقل ملكية "قبر داوود" غير صحيحة.

وعلى صلة، تقول الناطق بلسان ما تسمى "سلطة الآثار" الإسرائيلية إن موقع ما يسمى "مدينة داوود" التوراتية لا يزال في مركز الأبحاث الأثرية للقدس، وأن الرأي السائد يشير إلى أن المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد تقع شرقي القدس، في الموقع الذي يطلق عليه اليوم "مدينة داوود".

وتضيف أن المدينة توسعت غربا في القرنين السابع والثامن قبل الميلاد لتضم جبل صهيون الذي تدور حولة أساطير وقصص شعبية. وبحسبها فإن المسافة كبيرة بين عمل باحث الآثار وبين الأساطير.

في المقابل، يدعي د. يوآل اليتسور أن قبر داوود يقع في الموقع الذي تطلق عليه إسرائيل اليوم "مدينة داوود". وبحسبه فإن ملوكا آخرين لاحقين دفنوا في جبل صهيون في الموقع الذي يطلق عليه "قبر داوود".

وعلى صلة، نقلت "معاريف" عن مينه بنتون، وهي عضو في بلدية الاحتلال في القدس ورئيسة فرع منظمة "إيمونا" في القدس،  إن هناك صراعا رهيبا مع الكنيسة على السيطرة على القدس. وبحسبها فإن الكنيسة تريد السيطرة على الموقع لإقامة الشعائر اليومية وحشده بالحجاج المسيحيين الأمر الذي يزعج المصلين اليهود في "قبر داوود". على حد تعبيرها.

كما تدعي أن الكاثوليك معنيون بتعزيز قوتهم في المدينة، باعتبار أن الموقع مهم جدا بالنسبة لهم، ويريدون الانفراد بالسيطرة عليه في إطار صراعهم للسيطرة على القدس. على حد تعبيرها.

وفي سياق متصل، يقول د. يتسحاك مينرفي، الذي أشغل مناصب عليا في وزارة الخارجية الإسرائيلية مدة 35 عاما، وتخصص في علاقات إسرائيل مع الفاتيكان، إن إسرائيل التزمت خطيا في كانون الأول/ ديسمبر من العام 1993 بإعفاء المؤسسات الدينية المسيحية من الضرائب، ولكنها لم تنفذ ذلك حتى اليوم، حيث أن مسؤولي وزارة المالية يؤكدون أن الحديث عن مبالغ طائلة وأنه من المفضل ألا تنفذ إسرائيل الاتفاق. وبحسبه فإن "ما يمكن شراؤه بالمال أرخص من التنازل عن أملاك إستراتيجية ذات أهمية تاريخية لا يمكن استعادتها لاحقا".

وردا على سؤال حول العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان باعتبارها لا تقل أهمية عن السيطرة على الموقع على جبل صهيون، يقول منيرفي إن العلاقات بين الطرفين مستقرة، ولكن الفاتيكان يقود عمليات تثير المشاكل بالنسبة "لسيادة إسرائيل"، ففي النشرات التي توزع على الحجاج المسيحيين لا يوجد أي ذكر لـ"السيادة الإسرائيلية".

ويضيف أن تعامل البابوات في الفاتيكان مع إسرائيل هو "متحفظ" في أقل تقدير، وأنهم على استعداد لاستقبال رئيس الحكومة كيهودي وليس كإسرائيلي، وأن هناك فجوة كبيرة بين التعامل معه، وبين التعامل مع رئيس الحكومة الأردنية، على سبيل المثال.

ويضيف أنه في المجال الديني فإنهم يشعرون بأنهم أقرب إلى الإسلام من اليهودية. وأن الإسلام ينتشر في أوروبا والكنيسة لا تمانع بناء مساجد جديدة.

وردا على سؤال بشأن زعزعة التقارب مع الإسلام، رد منيرفي بالقول إنه يجب أن يشارك في اللقاءات شخصيات يهودية ثقافية ودينية وفكرية وليس حاخامات لا يعتبرون بارزين في إسرائيل نفسها وليس لديهم أي عمق فلسفي أو ثقافي. ويشير في هذا السياق إلى أن مسؤول "الدائرة المسيحية" في وزارة الخارجية هو "درزي" لا يفقه التاريخ.

ويضيف أن البابا فرانسيس ألقى مؤخرا عدة خطابات تحتوي على "مقاطع لاسامية"، وصف في إحداها اليهود بأنهم "مجموعة مغلقة واثقة بنفسها، وتبحث عن الأمن من خلال المفاوضات مع السلطة والتي تقوم على الرشوة المالية".  

التعليقات