حكومة اسرائيل ترسخ البناء في البؤر الاستيطانية على طريق تثبيتها

الحكومة تمتنع عن تنفيذ توصيات ساسون بخصوص البؤر "كي لا تدخل في مواجهات مع المستوطنين عشية تنفيذ الانفصال"* معدة التقرير ، طاليا ساسون، تؤكد ان الحكومة لم تفعل شيئا لتنفيذ توصياتها والجيش يؤكد بناء 197 وحدة جديدة في البؤر منذ مطلع العام

حكومة اسرائيل ترسخ البناء في البؤر الاستيطانية على طريق تثبيتها
يستدل من معطيات نشرت اليوم الاثنين، ان حكومة اريئيل شارون الاسرائيلية تواصل التغرير بالعالم في كل ما يتعلق بالاستيطان على الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبدل العمل على تفكيك البؤر والالتزام بتعهداتها بهذا الشأن، تعمل على ترسيخ الاستيطان حتى في البؤر العشوائية التي تعهدت بازالتها والتي بات الرئيس الاميركي بوش يشترط اخلائها باقدام الفلسطينيين على محاربة فصائل المقاومة وجمع أسلحتها، وهو ما ابلغه الرئيس بوش مؤخرا للرئيس الفلسطيني محمود عباس!

,أفاد تقرير نشر اليوم بانه تم تشييد عشرات الابنية الجديدة في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية خلال الاشهر الثلاثة الماضية ومنذ تقديم تقرير بهذا الخصوص الى الحكومة الاسرائيلية.

ويذكر ان المسؤولة السابقة في النيابة العامة الاسرائيلية المحامية طاليا ساسون كانت قد قدمت في الثامن من اذار/مارس الماضي تقريرا الى الحكومة الاسرائيلية حول البؤر الاستيطانية العشوائية جاء فيه ان كافة الوزارات والدوائر الحكومية الاسرائيلية ساهمت في اقامة 120 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قد أوكل الى المحامية ساسون اعداد تقرير البؤر الاستيطانية العشوائية في اعقاب مطالب متكررة من جانب الادارة الامريكية للحكومة الاسرائيل باخلاء البؤر الاستيطانية وفقا لما تنص عليه خطة خارطة الطريق.

ونقلت صحيفة هآرتس اليوم عن المحامية ساسون قولها انه "لم يتغير شيئا بعد مرور ثلاثة شهور على تقديم تقرير البؤر الاستيطانية العشوائية الى الحكومة والبناء في البؤر يتواصل كالمعتاد".

من جهتها قالت الصحيفة انها اجرت فحصا في الموضوع تبين من خلاله انه "على الرغم من ان جهاز الامن الاسرائيلي جمع معطيات حول البناء غير القانوني في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية بنجاعة اكبر بقليل، الا ان البناء يتواصل من دون أي عائق".

ولفتت الصحيفة الى ان الحكومة الاسرائيلية "لا تمارس ضغوطا من اجل تطبيق تقرير ساسون" الذي أوصى باخلاء وازالة هذه البؤر الاستيطانية بادعاء انها "لا تريد التصادم مع المستوطنين عشية تنفيذ خطة فك الارتباط".

وتفيد معطيات جهاز الامن الاسرائيلي بانه منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية شهر ايار/مايو الماضي تم تسجيل 197 حالة بناء غير قانوني في المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية.

واضافت ان ثلثي هذه الحالات تم تسجيلها بعد تقديم تقرير ساسون الى الحكومة الاسرائيلية.

وتم هدم 37 مبنى غير قانوني من اصل 197 غالبيتها هدمت على ايدي المستوطنين انفسهم وبناء على طلب من الجيش الاسرائيلي.

ونقلت هآرتس عن المحامية ساسون قولها في محاضرة القتها في جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع امس ان "التقرير حظي بنشر واسع في وسائل الاعلام، وهذا امر جيد، لكن كل شيء يستمر من دون تغيير.

"لقد كانت غاية التقرير وقف البناء غير القانوني واعادة قيادة الامور الى ايدي حكومة اسرائيل.

"وهذا ليس أمر متعلق بوجهات نظر سياسية".

يشار الى ان الحكومة الاسرائيلية قررت في اعقاب حصولها على تقرير ساسون حول البؤر الاستيطانية في اذار/مارس الماضي تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزيرة القضاء تسيبي ليفني للبحث في سبل تطبيق التقرير الذي صادقت عليه الحكومة.

ووفق قرار الحكومة الاسرائيلية فانه يفترض ان تنهي اللجنة الوزارية اعمالها حتى الاسبوع القادم.

لكن المحللين السياسيين الاسرائيليين يجمعون دائما على انه في حال عينت الحكومة الاسرائيلية لجنة لمعالجة أي قضية فان ذلك يعني ان الحكومة غير جدية في معالجة الموضوع.


ولا تشير المعطيات الى ان البناء غير القانوني في البؤر الاستيطانية يتواصل دون عائق فحسب بل ان اعمال البناء غير القانونية هذه تمت بعد تقديم تقرير ساسون بشكل اوسع بالمقارنة مع السنوات الماضية.

واكدت ساسون في محاضرتها على انه "لم يطرأ أي تغيير ميداني يشير للمستوطنين بان نهج الدولة الاسرائيلية تجاه البناء في البؤر الاستيطانية العشوائية قد تغير".

وقال هآرتس ان الجيش الاسرائيلي "يكتفي من الناحية الفعلية باصدار اوامر للمستوطنين تقضي بوقف البناء لكن الجيش لا يحاول حتى فرض هذه الاوامر".

ورغم ان الحكومة الاسرائيلية اعلنت عدة مرات انها ملتزمة باخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية بموجب خارطة الطريق الا انها لم تفعل شيئا في الموضوع سوى اخلاء عدد قليل للغاية من هذه البؤر فيما اشارت هآرتس الى ان المستوطنين عادوا للبناء في بؤر تم اخلاؤها.

وفيما فرض الجيش الاسرائيلي منع نقل بيوت متنقلة (كرافانات) الى البؤر الاستيطانية العشوائية الا ان المستوطنين بدأوا في اعقاب هذا المنع ببناء بيوت ثابتة في عدد كبير من البؤر "من خلال تغاضي واحيانا من خلال مساعدة غير مباشرة من جانب الوزارات الاسرائيلية.

وقالت هآرتس ان الجهاز الامني الاسرائيلي وصف البؤرة الاستيطانية عامونة القريبة من مدينة رام الله بانها "غير قانيونية بتاتا"، لكن هذه اليؤرة "تتوسع باستمرار وانتهت مؤخرا اعمال بناء تسعة بيوت جديدة فيها ويتم عرضها للبيع".

واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان "اعمال بناء بيوت ثابتة (وليس كرافانات) تتواصل في البؤرتين الاستيطانيتين بيلغي مايم وبروخين القريبتين من مدينة نابلس في عمق الضفة الغربية

من جانبها قالت حركة سلام الان الاسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان في الاراضي الفلسطينية ان طاقم مراقبة البناء في المستوطنات التابع لها سجل اعمال بناء بيوت ثابتة في 17 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية.

ونقلت هآرتس عن مصادر في الجيش الاسرائيلي توقعها ان يحاول المستوطنون توسيع البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية مع اقتراب موعد بدء تنفيذ خطة فك الارتباط بهدف اجبار الجيش الاسرائيلي على توجيه جزء من قواته الى الضفة ومحاولة عرقلة تنفيذ فك الارتباط.



التعليقات