"جهنّم فعلا... أطلقوا علينا الكلاب": شهادات أهال من غزّة اعتقلتهم إسرائيل

أكد أحد المفرج عنهم سوء المعاملة وتعرّضه لـ"الضرب والإهانات"، وقال إنه بقي نحو شهرين "مقيد اليدين ومعصوب العينين، جالسا على ركبتي من الساعة الخامسة صباحا حتى العاشرة مساء".

غزيّ كان الاحتلال قد اعتقله، خلال تواجده بمشفى برفح (Getty Images)

أعلنت هيئة المعابر في قطاع غزة، إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، عن نحو 150 معتقلا من غزّة، اليوم الإثنين، مؤكدة تعرّضهم للتنكيل خلال فترة الاعتقال، التي كانت وكأنها "جهنّم فعلا"، بحسب ما وصف بعضهم.

وتمّت عملية الإفراج عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع، وشملت 150 من الأسرى الذين اعتقلهم الجيش أثناء عملياته البرية في قطاع غزة، بينهم مسعفان يعملان ضمن كوادر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وبعد إعادتهم عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، اليوم، تم نقل بعضهم إلى المستشفى في رفح جنوب القطاع لتلقي العلاج.

وقال الناطق باسم الهيئة، هشام عدوان، إنه "تم الإفراج منذ ساعات الصباح الأولى عن 150 أسيرًا من مختلف انحاء قطاع غزة، اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف عدوان: "هناك تنكيل كبير جدا بهؤلاء الأسرى، وتم إرسال عدد منهم إلى مستشفى أبو يوسف النجار لتلقي العلاج".

وأكد أحد المفرج عنهم لوكالة "فرانس برس" سوء المعاملة وتعرّضه لـ"الضرب والإهانات".

وقال إنه بقي نحو شهرين "مقيد اليدين ومعصوب العينين، جالسا على ركبتي من الساعة الخامسة صباحا حتى العاشرة مساء".

وأضاف أنه بعدما تحدث إلى شاب آخر كان بجانبه "أطلقوا علينا الكلاب وهاجمونا".

وأكد أن ما تعرّض له "عذاب شديد جدا لا يُوصف، جهنم فعلا"، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" نقلا عنه.

ونقلا عن عددٍ من المفرج عنهم، فقد تعرض المعتقلون لـ"جولات طويلة من التحقيق والتعذيب والتنكيل والشبح المستمر لساعات"، لتقديم معلومات عن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأشاروا إلى تنقلهم بين العديد من المعتقلات والسجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية في فترة الاعتقال.

بدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الجيش الإسرائيلي أفرج عن مسعفين اثنين بعد اعتقال دام 50 يومًا عن حاجز عسكري بخانيونس جنوب قطاع غزة، أثناء إجلاء المرضى من مستشفى الأمل.

وأوضحت الجمعية أن الجيش يواصل اعتقال 6 من طواقم الجمعية حتى اللحظة، ولا يزال مصيرهم مجهولا.

(Getty Images)

ومنذ أن بدأت العملية البرية في قطاع غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اعتقل جيش الاحتلال آلاف الأشخاص، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، جرى الإفراج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

والشهر الماضي، قالت هيئة المعابر إن إسرائيل أفرجت عن 56 معتقلا فلسطينيا "ظهرت عليهم آثار تعذيب" خلال اعتقالهم.

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الشهر الماضي، إن سكان غزة الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية يعودون "مصدومين بشكل كبير"، ويتحدثون عن "أساليب عدة من سوء المعاملة".

وبحسب لازاريني فإن الانتهاكات المبلغ عنها شملت التهديد بالصعق بالكهرباء، وتصوير المعتقلين عراة، وحرمانهم النوم واستخدام الكلاب لترهيبهم.

التعليقات