قوات الاحتلال اعتقلت 250 فلسطينيًا خلال أيار الماضي

-

قوات الاحتلال اعتقلت 250 فلسطينيًا خلال أيار الماضي
أكد مركز الأسرى للإعلام خلال تقريره الشهري على أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تزال ماضية في سياسة اعتقالاتها، حيث أقدمت على اعتقال 250 مواطنًا فلسطينيًا خلال شهر أيار الماضي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، من دون تسجيل أية حالة اعتقال في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن مدينة الخليل جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد المعتقلين حيث بلغ عدد المعتقلين فيها 35 مواطنًا. ونوّه التقرير إلى أنّ معظم المعتقلين اعتقلوا خلال مظاهرات سلمية ضد الجدار الفاصل.

وجاء في تقرير المركز: "بالرغم من كل الاتفاقات المنصوص عليها والقوانين المشرعة في الدفاع عن الإنسان والإنسانية، ما زالت إسرائيل تستخدم سياسة الاعتقال اليومية كوسيلة أولى ورئيسة لإذلال الشعب الفلسطيني والحدّ من عزيمته. وفي الإحصائيات الأخيرة يتضح أنّ أعداد الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ارتفع إلى (8,814) أسيراً ومعتقلاً، يعيشون ظروفا إنسانية قاهرة تمارس بحقهم كافة الانتهاكات والمضايقات من قبل إدارة السجون التي تتعمد تعكير صفو حياتهم وسحب انجازاتهم التي اكتسبوها بالدماء والإضرابات."

وأضاف المركز: "لم تتوقف الاعتقالات في جميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم حالة التهدئة السائدة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. ولا زالت سلطات الاحتلال تمارس حملات الاعتقال العشوائية ضد المواطنين، وإيقافهم لأشهر أو ربما تصل عملية الاعتقال لسنوات، من دون توجيه تهمة أو مبرر لهذا الاعتقال، الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ السجون والمعتقلات بالأسرى الفلسطينيين."

و من بين الأسرى عدد كبير من المرضى يصل إلى ألف أسير مريض يعانون أمراضًا مختلفة، منهم من يحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة، فيما تماطل إدارة السجون في تقديم العلاج اللازم لهم أو حتى في إجراء عمليات جراحية لهم داخل سجون الاحتلال.

ومن جهة أخرى سجّلت الإحصائيات الأخيرة الخاصة بمركز الأسرى للإعلام 61 حالة اعتقال للنساء الفلسطينيات من مختلف محافظات فلسطين، من بينهم زوجات أسرى وشهداء. وشـملت الاعتقالات 14 قاصرًا، أعمارهن أقل من 18 عاماً، أصغرهن الأسـيرة هبة الله محمد إسـحاق (14عاماً) من سكان محافظة الخليل, والتي اعتقلت يوم 28-2-2005، ليصل عدد الأسيرات الفلسطينيات منذ بداية هذا العام وحتى الآن إلى 140 أسيرة فلسطينية موزعات بين سجني الرملة وتلموند للنساء.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعتقلت خلال الأربع سنوات الماضية 2000 قاصر فلسطيني، بقي منهم حتى الآن 350 قاصراً، بينهم 15 فتاة قاصرا يتوزعنَ على سجون مختلفة مثل "تلموند" و"عوفر" و"النقب" و"عتصيون" و"مجدو" و"حوارة" و"سالم" وغيرها من السجون ومراكز التحقيق...

وفي تقرير صادر عن مركز الأسرى للإعلام جاء فيه أنه ومنذ إعلان الهدنة في شرم الشيخ قبل نحو ثلاثة شهور، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي في أرجاء الضفة أكثر من 800 أسير فلسطيني. ويبين التقرير التالي عدد المعتقلين الذين اعتقلوا خلال شهر أيار 2005، بالإضافة إلى أسماء المعتقلين التي حصل المركز عليها وأهم الانتهاكات التي مارستها سلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب خلال هذا الشهر, وطرق التعذيب التي تستخدمها إسرائيل حيالهم والنتائج النفسية المترتبة عليها.

وحول أهم الاعتقالات التي نفذها الاحتلال الاسرائيلي، جاءت من المركز هذه المعطيات:

1- اعتقل في مناطق متفرقة من الضفة الغربية نحو 250 معتقلاً، ولم ترصد أي اعتقالات في قطاع غزة خلال الشهر الماضي.

2- شكلت مدينة الخليل المرتبة الأولى من حيث عدد المعتقلين بـ 35 معتقلاً.

3- عدد المعتقلين يشمل 75 معتقلاً احتجزتهم قوات الاحتلال في مظاهرات سلمية ضد جدار الفصل العنصري في الضفة خلال شهر أيار.

* شهيد جديد داخل المعتقلات الإسرائيلية وآخر يتهدده الموت: الأسير الشاب عبد الفتاح يوسف محمود رداد (22 عاماً)، من بلدة صيدا شمال محافظة طولكرم، استشهد في تاريخ 5-5-2005، داخل مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي, إثر تفاقم إصابته في القدم أثناء اعتقاله دون تلقي العلاج اللازم, مما عجّل بتدهور حالته واستشهاده.

وأفادت شقيقة الأسير بأنّ الشهيد رداد كان أصيب قبل ثلاثة أيام من استشهاده برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء اجتياحها لبلدة صيدا، قبل أن يعتقل وهو مصاب.

والجدير بالذكر أنّ عدد الشهداء الأسرى الذين سقطوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى جراء الإهمال الطبي بلغ 7 شهداء كان آخرهم الأسير راسم سليمان غنيمات، من رام الله، في سجن مجدو.

وقال الأسير الفلسطيني مراد أبو ساكوت من سكان الخليل المعتقل في مستشفى سجن الرملة، الذي كان يرقد بجوار الشهيد، بأنه يتهم حكومة إسرائيل بتصفية الأسير الفلسطيني عبد الفتاح رداد من طولكرم الذي سقط شهيداً في المستشفى يوم 5/5/2005. وقال أبو ساكوت إنّ الأسير الشهيد وصل مستشفى الرملة وهو مصاب في رجله فقط، وكان يقظاً ووضعه جيدٌ جداً، وبقي يومين في المستشفى وفي اليوم الثالث أخذوه إلى التحقيق وبعد عودته أصبح يعاني من أوجاع في البطن وخلال الليل بدأ يتقيأ قطعا من اللحم الأحمر وكأنّ هناك انفجارًا في داخل بطنه، فقاموا بنقله إلى مستشفى "أساف هروفيه" وفي الصباح علمنا أنه استشهد.

* أسير يفقد النطق نتيجة التعذيب في سجن إسرائيلي: الأسير محمد علي رشايدة (35 عامًا) من بيت لحم والذي فقد النطق في تاريخ 4-5-2005، جراء عمليات التعذيب التي مورست بحقه داخل المعتقلات وتعرضه للضرب المبرح وإطلاق النار بالقرب من أذنيه أدت إلى حدوث صدمة عصبية شديدة جعلته يفقد النطق.

* سحب المواطنة المقدسية من أربعة أسرى: شهد الشهر الماضي قرار وزير الداخلية الإسرائيلي أوفير بينيس، سحبَ المواطَنَة المقدسية من أربعة أسرى مقدسيين هم وسام عباسي ووائل قاسم ومحمد عودة وعلاء الدين العباسي من حي سلوان جنوبي الحرم القدسي الشريف، والذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ أكثر من ثلاثة أعوام بعد اتهامهم بتنظيم عمليات تفجيرية قتل فيها 35 إسرائيليًا. وزعم بينيس أنّ الأسرى الأربعة "استغلوا بطاقات الهوية الإسرائيلية التي بحيازتهم وتمكنهم من التنقل بحرية في أنحاء إسرائيل وهو ما يشكل خرقا لولائهم للدولة"- حسب تعبيره.

وأمهلت سلطات الاحتلال الأسرى الأربعة مدة 30 يوما للرد على القرار أو التوجه إلى القضاء ضد قرار سحب مواطنتهم. واستنكرت قوى ومؤسسات وفعاليات دينية ووطنية في القدس القرارَ، وأكدت في بيان مشترك على أنّ هذا الإجراء يندرج في إطار مخططات سلطات الاحتلال لتفريغ مدينة القدس من أهلها الفلسطينيين وتهويدها بشكل نهائي وكامل. وطالب البيان المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل من أجل إلغاء هذا القرار الجائر والعنصري.

* اعتقال طفل أسير بعد يومين من إجراء عملية استئصال لعينه المصابة: الأسير الطفل زكي منصور البالغ من العمر 15 عاما والذي تعرض لإصابة بالغة أفقدته عينه اليسرى، وقد اعتقلته قوات الاحتلال بعد يومين من إجراء عملية استئصال لعينه، وهو الآن معرض لفقدان عينه الأخرى بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج اللازم له. وقد ناشدت أسرته السلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات الإنسانية المعنية بشؤون الأسرى التدخل السريع لإنقاذ حياة ابنهم قبل أن يتفاقم وضعه الصحي داخل المعتقل.

- الحرمان: تتألف هذه الطريقة من حرمان الضحية من كل محرضات الأحاسيس مثل " الصوت، الضوء، النوم " أو كل الاتصالات الاجتماعية.

- العزل: العزل في زنزانات صغيرة جدا لا تزيد أبعادها عن 6 × 5 أقدام، وقد تكون غير مضاءة على الإطلاق أو مضاءة على الدوام، وفي حالات كثيرة يتم وضع قناع على رأس الضحية، التي يتم إطعامها في مواعيد مختلفة خلال 24 ساعة، مما يفقدها الإحساس بالوقت، ولا يكون هناك سبيل إلى الاغتسال أو الذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة، وتكفي أيام قليلة من انعدام النوم لتحطيم مقاومة الضحية مما يخلق لديه يأسًا وفقدان أمل وانحطاطًأ، ويؤدي بالبعض إلى الهلوسة.

- التهديدات: يجري تهديد الضحية بالتعذيب باستمرار، بالإعدام أو بتعذيب احد أفراد العائلة أو احد الأصدقاء أمام عينيه.

- الإكراه على مشاهدة تعذيب الآخرين: كثيرًا ما يُعذب بعض الأسرى إلى حد الخطر أمام أعين زملاء لهم لا حول لهم ولا قوة مما يؤدي بهم إلى انهيارات نفسية صعبة وغالبا لا يستطيع الأسير نسيان هذا المنظر المؤلم ولا يود تذكره أو الحديث عنه.

- الإذلال أو التعذيب والتحرش الجنسي: من خلال اعتداءات جنسية متكررة على الأسرى وتحرشات شاذة خصوصًا على الأطفال أو النساء منهم أو التلفظ بألفاظ تخدش الحياء أو ممارسة بعض الأفعال الشاذة أمام أعينهم أو ذكر ذويهم أو أسرهم وتصويرهم بصور شاذة ومؤلمة.

- رش المعتقلين بالمياه المثلجة في فصل الشتاء.

- جلسة القرفصاء مع منع الأسير من ملامسة رأسه للجدار أو الارتكاز على ركبتيه بهدف إرهاقه واستنفاذ ما لديه من قوى.

- ضرب الرأس بالحائط لعدة مرات وما ينتج عنه من أثار على الرأس.

- بطح الأسير على ظهره ويداه مكبلتان من الخلف مع استمرار الضغط على الصدر بالهراوات وبالضرب المبرح.

- حرق الأسير بأعقاب السجائر وقلع الأظافر، التعرية الكاملة مع تقييد اليدين من الخلف.

- أسلوب الضرب بالهراوات والأقدام على الصدر والمعدة. أسلوب التفتيش الدقيق المستفز المستخدم مع الأسيرات.

- إجبار الأسيرات على خلع الحجاب أو الدخول عليهن فجأة في الزنازين.

- شتم الذات الإلهية أو الرسول والتلفظ بألفاظ مهينة للدين الإسلامي.

الاعتقال الإداري: " عملية قيام السلطة باعتقال شخص ما دون توجيه تهم محددة إليه ودون تقديمه إلى المحاكمة وذلك عن طريق استخدام إجراءات إدارية ".

وقد عمدت السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة إلى تحويل أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين إلى الاعتقال الإداري وتجديد مدة الاعتقال لبعضهم لفترات متتالية وصلت في بعض الأحيان لأربع عشر مرة متتالية متذرعة بوجود ملفات سرية ومتجاهلة بذلك كافة القوانين والأعراف الدولية.

إنّ هذه الإجراءات هي إجراءات تعسفية تلجأ إليها السلطات الإسرائيلية كإجراء عقابي ضد أشخاص لم تثبت ضدهم مخالفات أمنية، في حين تدعي السلطات الإسرائيلية انه إجراء وقائي احترازي.

ويلاحظ من خلال هذه السياسة التعسفية ما يلي:

1. معظم المعتقلين الإداريين هم معتقلو رأي وضمير تم اعتقالهم نظرا لاعتناقهم أفكار وأراء سياسية معارضة للنهج السياسي الراهن بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

2. إن عدد كبيراً من المعتقلين الإداريين تعرضوا لفترات طويلة من التحقيق ولم تثبت ضدهم أي تهم أمنية إسرائيلية.

3. عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى تحويل عدد من المعتقلين الفلسطينيين إلى الاعتقال الإداري بعد انتهاء مدة محكوميتهم في السجون الإسرائيلية.

و حسب الإحصائيات الأخيرة فإن 150 أسيراً جُدّد لهم الاعتقال الإداري أكثر من 4 مرات حتى وصل التجديد لبعض الأسرى إلى 8 مرات متتالية كحالة الأسير إسماعيل شكشك من قطاع غزة المعتقل في سجن "كفار يونا".

وتعتبر سياسة الاعتقال الإداري سلاحاً غير شرعي وغير قانوني تستخدمه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني من دون أية اعتبارات قانونية وإنسانية فهو اعتقال تعسفي ينتهك كافة مواثيق حقوق الإنسان الدولية.

وارتفع عدد المعتقلين الإداريين من 850 معتقلاً إداريًا في عام 2002 إلى 950 معتقلاً حتى عام 2004، وقد سحب معظم المعتقلين ونزلت بحقهم لوائح اتهام من دون توجيه تهمة محددة إليهم ودون الوقوف أمام المحكمة والتحقيق معهم.

كما تُعتبر هذه السياسة من أكثر الطرق الإسرائيلية المستخدمة في تحطيم الأسرى معنويا ونفسانيًا, فالأسير يجهل متى سيفرج مما يعرضه لنتائج نفسية وعصبية سيئة...

كما شمل الاعتقال الإداري 23 طفلاً قاصراً, أعمارهم أقل من 18 عاماً محتجزين في الاعتقال الإداري, وقد شمل الاعتقال الإداري النساء الفلسطينيات أيضا حيث يوجد 4 أسيرات فلسطينيات في الاعتقال الإداري من معتقلات قاصرات.

النتائج النفسانية للتعذيب المستمر:
إن النتائج النفسانية للتعذيب هي المعيقة حقاً لممارسة الأسير حياته الطبيعية، وتكون هذه النتائج موجودة دوما عند الناجين من وسائل التعذيب وأكثر النتائج سيطرة الشعور السائد بأنّ هويته قد تغيرت وبأنه "ليس هو".

- الكآبة وسرعة الغضب بعد أن كان إنسانا سويًا ومتسامحًا تجاه الآخرين.

- أن من أكثر النتائج خطورة أن يقوم الأسير الخارج من الأسر بعزل نفسه عن الآخرين لأنهم يشعرون بأنهم فقدوا تقديرهم لأنفسهم وثقتهم بالآخرين.

- الشعور دوما بالقلق وتَميُز نومهم بصعوبة الإغفاء، وكونه متقطعاً تصاحبه بشكل متكرر كوابيس مزعجة تستعيد أيام التعذيب والألم، ويتعرض الكثير منهم لصداع مزمن لا تفيده المسكنات.

والمقصود بالآثار النفسانية الجسدية للتعذيب هي حدوث أوجاع وآلام جسدية في مناطق متفرقة تكون أسبابها نفسية لا جسدية و من أبرزها الصداع المستمر والذي يعود لعدة أسباب:

1- الضرب المتكرر على الرأس، الكآبة، الضعف الوظيفي لعدد من الأعضاء نتيجة التعذيب.

2- آلام مبرحة في منطقة القلب وخفقان شديد لا تفسير له ولا يكشف الفحص الجسدي الدقيق أي مرض يمكن التحقق منه موضعياً.

3- صداع مستمر يعود لعدة أسباب منها الضرب على الرأس, الكآبة, الضعف الوظيفي لعدد من الأعضاء نتيجة للتعذيب.

4- آلام في الجهاز الهضمي: حرقة في المعدة، سوء هضم الطعام، التهاب شديد في المعدة والاثني عشر.

5- وهناك الكثير من الأمراض العضوية التي يعاني منها الأسرى من جراء استخدام سياسات التعذيب الجسدي والنفسي معهم، و ما ينتج عنها من إعاقة دائمة أو أمراض عضوية متعددة.

حيث تكشف التقارير عن وجود 250 أسيرًا معاقًا لسبب إصابتهم بالرصاص على يد الجيش الإسرائيلي قبل الاعتقال، منها 25 حالة مصابة بشلل نصفي و45 حالة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وصرع بسبب التعذيب داخل مراكز التحقيق.


(عن "الأسرى نت "- رشا فرحات، بتصرّف)

التعليقات