تقرير: المستوطنون يصعدون اعتداءاتهم تحت حماية أمنية ورسمية

أن الضفة الغربية شهدت الأسبوع المنصرم سلسلة اعتداءات همجية لقطعان المستوطنين في مناطق مختلفة بينها القدس وبيت لحم والخليل ونابلس وطولكرم وجنين والأغوار

تقرير: المستوطنون يصعدون اعتداءاتهم تحت حماية أمنية ورسمية

 قال تقرير صادر صباح اليوم، السبت، عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض أن الضفة الغربية شهدت الأسبوع المنصرم سلسلة اعتداءات همجية لقطعان المستوطنين في مناطق مختلفة، تمثلت بالاعتداء على الأماكن الإسلامية المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى، والاعتداء على المواطنين في موسم قطاف الزيتون بقطع وحرق أشجارهم والسطو على محاصيلهم. فقد فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارا مشددا على المسجد القبلي (المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك)، بهدف تأمين اقتحامه وتدنيسه من قبل المستوطنين والمتطرفين اليهود بمناسبة ما يسمى أعياد العرش اليهودية، كما اقتحمت قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى عبر بابي السلسلة والمغاربة، وألقوا القنابل الصوتية والغازية والأعيرة المطاطية باتجاه المصلين، لتأمين اقتحامات المستوطنين بقيادة نائب رئيس الكنيست المتطرف موشية فيغلين متذرعين بعيد العرش العبري، وحطمت عددا من النوافذ والأبواب التاريخية. واعتلى جنود الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة سطح الجامع القبلي، عقب الاعتداءات العنيفة التي شنتها على المصلين داخل الأقصى. كما حرقت عصابات المستوطنين الطابق الأول لمسجد أبو بكر الصديق في عقربا، جنوبي نابلس، واعتدت على الحرم الإبراهيمي في الخليل، حيث ا قتحم عشرات المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال منطقة الإسحاقية المخصصة لصلاة المسلمين في الحرم الإبراهيمي الشريف وسط مدينة الخليل، لأول مرة منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

وأضاف التقرير، الذي تلقاه موقع عرب48، "كما هي العادة في كل عام لم يسلم المواطنون الفلسطينيون من اعتداءات المستوطنين على حقول الزيتون في موسم قطاف الزيتون في ظل الحماية الكاملة، التي توفرها قوات الاحتلال لهذه الاعتداءات، والتي تراوحت بين قطع أشجار الزيتون، كما حصل على سبيل المثال لا الحصر في قرية بورين الى الجنوب من مدينة نابلس، وبين محاولة منع المواطنين من الوصول إلى حقولهم لقطف ثمارها، كما حصل في قرية العرقة إلى الغرب من مدينة جنين، أو سرقة محصول الزيتون، كما حصل في قريتي شوفه وكفر اللبد في محافظة طولكرم".

وقال: في ذات الوقت استمرت حكومة نتنياهو في سياستها الرامية إلى تهويد ما يمكن تهويده وفرض حقائق ناجزة على الأرض حيث بدأت باقامة ستمائة وحدة استيطانية جديدة في أربع مستوطنات شرقي القدس المحتلة، ومصادرة عشرات الدونمات الزراعية في بيت لحم، بينما مارس جيشها دور الحماية لقطعان المستوطنين الذين استباحوا كل ما طالت يداهم ضد المزارعين الفلسطينين مع بدء موسم الزيتون، حيث قطعوا وحرقوا الأشجار وسرقوا المحصول، وأطلقوا النار على المزارعين الفلسطينين دون أن يحركوا ساكنا، بل على العكس وفروا الغطاء لهم في كافة الإعتداءات، وكانوا شركاء أيضا في الجرائم بإطلاقهم النار العمد وبدم بارد والذي أدى إلى استشهاد الطفل الفلسطيني بهاء سمير موسى بدر (13 سنة) متأثرا بإصابته بعيار ناري في الصدر اخترق الظهر، أطلقه الاحتلال صوبه خلال اقتحام بلدة بيت لقيا غرب رام الله خلال لعبه كرة القدم في ملعب البلدة.

وأورد التقرير ما كشفته التقارير الإسرائيلية ذاتها عن التعاون بين المستوطنين والمستويات الرسمية الإسرائيلية، في عمليات تزوير المستوطنين لوكالات بيع أراضي من فلسطينيين إلى مستوطنين في الضفة الغربية لبناء مستوطنات على أراضي ملكية خاصة للفلسطينيين من خلال تشكيل شركة عقارية لهذا الغرض، والتي كانت تظهر عند صدور قرار بإخلاء هذه المباني بهدف إعطاء فرصة للمستوطنين لكسب مزيد من الوقت لتثبيت أنفسهم في المستوطنات أكثر وأكثر، وقد أشار التقرير بأن أربعة مستوطنات على الأقل أقيمت عن طريق تزوير وكالات بيع أراضي من طرف شركة "الوطن"، وهي مستوطنات "جفعات آساف"، "عمونة"، "ميجرون"، ومستوطنة "جفعات ليفونة".

وفي السياق أيضا هدد وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال، أوري أريئيل، بانسحاب حزب البيت اليهودي من الحكومة في حال تم تجميد اعمال البناء في المستوطنات. وجاءت أقواله خلال مشاركته بتدشين كنيس يهودي في مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي المواطنين من محافظة نابلس، فيما أكد وزير الأمن موشي يعالون، على استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، مؤكدا أنه لا يحصل أي تأخير في المصادقة على مشاريع البناء، وإنما قد يحصل تأخير في النشر عن مشاريع البناء، وكان قد أدلى أيضا بتصريح سابق إنه لن تقام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وإنما حكم ذاتي منزوع السلاح.

كما أورد التقرير مجموعة الانتهاكات الأسبوعية التي رصدها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الأستيطان فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير :

القدس: كشفت مصادر إسرائيلية، النقاب عن بدء إقامة حوالي ستمائة وحدة استيطانية جديدة في أربع مستوطنات شرقي القدس المحتلة، حيث أنهت شركة "ع. أهارون" بنجاح تسويق وبيع مشروع جديد فاخر في مستوطنة "بسغات زئيف"، باسم "نتيب همزلوت" شمالي القدس، يتكون من 24 وحدة سكنية، كما سوقت ذات الشركة مشروع "نوفي هبسغاه" في مستوطنة "بسغات زئيف" ويقع على الشارع الرئيس قرب القطار الداخلي و"كينيون هسغاه"، ويتضمن المشروع 22 وحدة سكينة إضافة إلى تسويقها مشروع "توفي أدوميم" في شارع "هتسور" في مستوطنة "معاليه أدوميم"، ويجري الدخول والخروج من وإلى المشروع من شارع جديد يرتبط بالشارع الرئيس ويتضمن المشروع 14 وحدة سكنية في مبنيين. ومن المقرر أن تبدأ الشركة المذكورة قريبا بمشروع جديد في مستوطنة "غيلو" باسم "مدورغي غيلو"، يتضمن 88 وحدة سكنية في أربعة مبانٍ، يتكون كل منها من 22 وحدة سكنية. ويشار إلى أن شركة "دونا" تقوم ببناء 165 وحدة سكنية في مستوطنة "نافيه يعكوف"، و 48 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "بسغات زئيف"، فيما تقوم شركة "تسرفاتي شمعون" بتسويق مساكن في مستوطنة "هار حومه" - جبل أبو غنيم - ويتضمن المشروع الجديد 142 وحدة سكنية. وحصلت الشركة على عطاء لبناء 92 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "بسغات زئيف"، وقامت بشراء الأرض بمبلغ 263 ألف شيكل بما في ذلك مصاريف التطوير كما قالت "كول هعير". وحاولت مجموعة من المستوطنين اختطاف الطفل مجد ماجد حزينة (4 سنوات)من مدخل بنايته في حارة السعدية إلا أن يقظة والدته حالت دون ذلك، فيما أصيب الشاب محمد فيصل عزام ( 20 عاماً)، من قرية شعفاط شمال القدس المحتلة بجروح ورضوض بعد اعتداء متطرفين يهود عليه، في مكان عمله في القدس الغربية.

بيت لحم: أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن استيلائها على عشرات الدونمات الزراعية جنوب بلدة الخضر في محافظة بيت لحم تقدر ب 79 دونما زراعيا في منطقة رأس صلاح و"الثغرة" المحاذيتين لمستوطنة "دانيال" المقامة على أراضي البلدة، وتحويلها من أراض زراعية إلى مناطق للبناء وحدائق عامة، إضافة لشق طرق زراعية فيها وإقامة كنيس. وأمهل الاحتلال أصحاب الأراضي 60 يوما من أجل تقديم طعن بالقرار لدى المحكمة العليا الإسرائيلية مع إحضار الأوراق الثبوتية، فيما نصب مستوطنون، خيما ورفعوا أعلاما إسرائيلية في أراضي زراعية جنوب غرب بيت لحم في منطقة "سرب التين" البالغة 3 دونمات والواقعة بمحاذاة مستوطنة "دانيال" الجاثمة على أراضي المواطنين في بلدة الخضر وأغلقوا طريق "كيلو 17" المار بمحاذاة المستوطنة، واعتدوا على عدد من المواطنين، عدا عن احتجاز عدد آخر لفترات قبل إطلاق سراحهم. ومنعت مجموعة من مستوطني البؤرة الاستيطانية "سدي بار" الجاثمة على أراضي قرية العقبان، المواطنين من الوصول إلى أراضيهم المجاورة لقطف ثمار الزيتون وحراثة الأرض، وقام مستوطنو مستوطنة"بات عاين"(ضمن مجمع "جوش عتصيون") بتكسير عشرات أشجار الزيتون للمواطنين في قرية الجبعة جنوب بيت لحم تحت حماية جيش الاحتلال.

الخليل: اعتدى مستوطنو "بيت ياتير" المقامة على أراضي بلدة يطا جنوب الخليل، بالضرب المبرح على الفتى صقر محمود أبو قبيطة (17عاما) في قرية منيزل جنوب شرق يطا ما تسبب بإصابته بجروح ورضوض. وحولت قوات الاحتلال منزل المواطن سالم السلايمة في منطقة البقعة شرق الخليل إلى ثكنة عسكرية. وأغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف بشكل كامل في وجه المصلين المسلمين، بحجة عيد العرش اليهودي، واستباحت جميع أروقة الحرم للمستوطنين للصلاة فيه، حيث اقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين منطقة الإسحاقية في القسم الخاص للمسلمين في المسجد الإبراهيمي الشريف بمساعدة الجيش الإسرائيلي، في سابقة خطيرة جداً.

نابلس: فوجئ المزارعون في قرية بورين الذين توجهوا إلى كروم الزيتون بمشهد مروع حيث قام المستوطنون بقطع 16 شجرة زيتون معمرة في كرم أقيمت بمحاذاته بؤرة استيطانية عشوائية باسم "غفعات رونين"، وتكرر الاعتداء على كرم زيتون تابع لأحد سكان قرية كفر ياسوف أقيمت بمحاذاته بؤرة استيطانية عشوائية باسم "تبوح معراف"، وتبع هذا الاعتداء قطع 16 شجرة زيتون تابعة لأحد سكان قرية عقربا القريبة من مستوطنة "إيتمار"، و هاجموا عددا من المزارعين خلال قطفهم ثمار الزيتون بمنطقة خلة العين في القرية، واعتدوا بالضرب على المواطنة هناء، ما أدى إلى إصابتها في قدمها، نقلت إثرها إلى مستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، كما حطموا مركبة زوجها، واندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت برفقة المستوطنين قبر يوسف شرق مدينة نابلس حيث عزز جيش الاحتلال من تواجده في محيط القبر، وأقام نقاطا عسكرية لتأمين دخول وخروج المستوطنين خلال المواجهات التي اندلعت مع الشبان الذين رشقوهم بالحجارة. واضرم عدد من المستوطنين النار في مسجد أبو بكر الصديق بقرية عقربا جنوب نابلس و حطموا أبواب ونوافذ المسجد، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه وأضرموا النار في أرجائه.

رام الله: منع مستوطنون متطرفون مزارعين من قرية دير عمار غرب رام الله من قطف ثمار الزيتون في الناحية الجنوبية الشرقية من القرية، وأقام مستوطنو مستوطنة "تلمون" والبؤر الاستيطانية المحيطة بها "عريشا" بمناسبة عيد "العرش" اليهودي قرب القرية، ومنعوا المزارعين من قطف ثمار الزيتون في المكان بعد طردهم منها، واستشهد الطفل بهاء سمير موسى بدر (13 سنة) متأثرا بإصابته بعيار ناري في الصدر اخترق الظهر، أطلقه الاحتلال صوبه خلال اقتحام بلدة بيت لقيا غرب رام الله، وبشكل عمد أثناء لعبه كرة القدم ما أدى إلى إصابة الطفل المذكور بجروح بالغة الخطورة، وتم نقله للمستشفى، وحاول الأطباء إنقاذ حياته دون جدوى.

طولكرم: أقدم مستوطنو مستوطنة "أفني حيفتس" المقامة على أراضي قريتي شوفة وكفر اللبد شرق طولكرم، على سرقة محصول الزيتون من أرض المواطن عبد الرحمن أسعد عبد الله رجب من كفر اللبدوقامو بسرقة 10 أكياس كبيرة (شوالات) ممتلئة بالزيتون، تركها لحظة الاعتداء عليه من قبل المستوطنين قبل يومين،، وجهاز خلوي وسلالم وأغراض أخرى كانت معه أثناء قطفه للزيتون.

جنين: أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع على الموطنين أثناء قطف الزيتون في قرية العرقة غرب جنين، الذين كانوا داخل أراضيهم المحاذية لجدار الضم والتوسع العنصري ومستوطنة "شاكيد"، لمنعهم من قطف الزيتون، وحولت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل المواطن وليد مسعود أبو بكر في بلدة يعبد جنوب غرب جنين إلى نقطة مراقبة، كما داهمت عددا من المنازل ومحلا تجاريا في البلدة، ونكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعشرات قاطفي الزيتون في مناطق مختلفة من محافظة جنين واعتدت على المواطنين واستجوبتهم ميدانيا حيث أوقفت عشرات المزارعين ومتطوعين في أراضي قرية زبوبة غرب جنين، واحتجزتهم قبل أن تطلق سراحهم، بسبب قيامهم بقطف الزيتون بالقرب من معسكر سالم المقام على أراضي القرية.

الأغوار: هاجم عشرات من المستوطنين الإسرائيليين عددا من الآبار الارتوازية الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين في خربة سمرا التابعه لقرى المالح والمضارب البدوية في منطقة الاغوار الفلسطينية حيث هاجموا أكثر من سبع آبار مياه في منطقة المالح في خربة سمرا، وقاموا بتخريب الأغطية الخاصة بالآبار وتدمير جزء من هذه الآبار والعبث بمحتوياتها.

التعليقات