تقرير: الشوارع الالتفافية في الضفة الغربية تتحول لساحة مواجهة يومية

عند كل اشتباك فلسطيني إسرائيلي تتحول الشوارع الالتفافية المشتركة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال ومستوطنيه إلى مسرح لاشتباكات أوسع ومفاجآت تزيد من حالة الاحتقان التي تنذر بانفجار أشد ضراوة بين طرفي الصراع

تقرير: الشوارع الالتفافية في الضفة الغربية تتحول لساحة مواجهة يومية

عند كل اشتباك فلسطيني إسرائيلي تتحول الشوارع الالتفافية المشتركة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال ومستوطنيه إلى مسرح لاشتباكات أوسع ومفاجآت تزيد من حالة الاحتقان التي تنذر بانفجار أشد ضراوة بين طرفي الصراع على الأرض التي صنفها اتفاق أوسلو السلمي بمناطق" C"، ولا يكاد يمر يوم إلا وتشهد هذه الشوارع اعتداء من قبل المستوطنين المسلحين بحماية جيش الاحتلال الذي أعاد الذاكرة الفلسطينية إلى أواخر الانتفاضة الأولى التي شهدت أوسع تواجد عسكري في الضفة الغربية.

يقول غسان دغلس مسؤول ملف مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية إن المستوطنين أعلنوا عن مسيرة لهم تضم كافة مستوطنات نابلس وشمال الضفة، لكننا لغاية اللحظة لا نعلم من أين ستنطلق مسيرتهم وأية شوارع ستسلك، وما نعلمه أن المواجهات اشتعلت بالأمس في قرية عوريف بعد الهجوم على المدرسة، والذي شارك فيه أكثر من 300 مستوطن، وامتدت ليلا إلى قرية بورين التي شهدت تحطيم أربع مركبات، وإلى بلدة حوارة التي شهدت اعتداءات مماثلة، إلا أن الوضع اليوم منذ ساعات الفجر يشهد توترا شديدا.

في المقابل، يرى مسؤول ملف المقاومة الشعبية في بيت لحم، حسن بريجية، أن حكومة الاحتلال لن تسمح بانتقال الأحداث إلى الضفة الغربية، وانتقال المواجهة بشكل واسع بسبب استهدافها للقدس ومحاولتها الاستفراد بالمقدسيين وهذه هي مصلحتها في الوقت الحالي.

وأكد بريجية على أن المستوطنين أغلقوا شارع "عتصيون" الذي يوصل مدينتي بيت لحم والخليل ببعضهما البعض كما أغلقت مفترق قرية بيت فجار على الشارع المذكور، وهو الشارع الذي يربط التجمع الاستيطاني "كفار عتصيون" بالقدس المحتلة، ويشهد انتهاكات واعتداءات مستمرة.

وكان مركز مدينة رام الله قد شهد مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال الذين اجتاحوا المدينة الخاضعة للسلطة الأمنية الفلسطينية عقب اندلاع مواجهات في جبل الطويل بين مستوطني مستوطنة "بساغوت" والمواطنين الفلسطينيين، والتي  أصيب خلالها الشاب إبراهيم ضراغمة (19 عاما) برصاص مستوطن بالقرب من الشارع الالتفافي (شارع 60)، ووصفت حالته بالمتوسطة، حيث أصيب في فكه، ونقل إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لتلقي العلاج.

وقال نعيم مرار، أحد نشطاء المقاومة الشعبية ومسؤول ملف مقاومة الاستيطان في رام الله، إن تحركات استفزازية لمستوطني مستوطنة "حلميش" صباح اليوم تنذر بانفجار الوضع، خاصة وأن محيط مستوطنة "بيت إيل" شهد ليلة أمس مواجهات مع المستوطنين الذين رشقوا المركبات العربية بالحجارة.

وتبدو الحالة الفلسطينية على الشوارع الالتفافية التي منحت المستوطنين الإسرائيليين الحماية على حساب الفلسطينيين صورة مناقضة لما كانت تشهده أوجه الاشتباك اليومي ما قبل اتفاق أوسلو، حيث كان المستوطنون يسلكون الطرقات المحاذية للمخيمات والقرى والمدن الفلسطينية، والتي كانت تكلف ميزانية وزارة الجيش الإسرائيلي مبالغ طائلة لحماية مستوطنيها من حجارة نشطاء الانتفاضة وما قبلها، إلا أن الاتفاق الأمني الذي يتضمنه اتفاق أوسلو حول الضفة الغربية، ومدنها الخاضعة للسيادة الفلسطينية جعلها مسرحا لجنود الاحتلال فيما حوّل القرى والبلدات الفلسطينية التي تخضع للسلطة الأمنية الإسرائيلية إلى مسرح لاعتداءات المستوطنين.

التعليقات