مقدسيون: أجواء رمضانية منقوصة في باب العامود إثر الحرب على غزة

يتجمع الأهل ومجموعات شبابية في منطقة باب العامود في مدينة القدس خلال ليالي شهر رمضان المبارك في لقاءات اجتماعية مميزة على الرغم من الأجواء الرمضانية المنقوصة في ظل الحرب على غزة.

مقدسيون: أجواء رمضانية منقوصة في باب العامود إثر الحرب على غزة

منطقة باب العامود في مدينة القدس (عرب 48)

تختلف ملامح باب العامود هذا العام عن الأعوام السابقة، إذ يلاحظ الزائر اختفاء زينة رمضان التي كانت تزين سماء المنطقة، بعد أن قرر أهالي البلدة القديمة في مدينة القدس عدم تزيين الأحياء ومنطقة باب العامود، بسبب الحرب على قطاع غزة.

يجتمع الأهالي في منطقة باب العامود في المدينة المقدسة، يوميًا وتحديدًا خلال شهر رمضان الفضيل، بسبب ارتباطهم بهذه المنطقة التي تعد مكانا يجمع الأهالي من مختلف الأحياء وأيضًا الفلسطينيين من مناطق الـ48، والضفة الغربية، ولكن بسبب التقييدات التي فرضت على أهالي الضفة الغربية هذا العام لا يسمح لمن هم دون 55 عامًا من الوصول إلى القدس.

قال الشاب محمد حوشيه من سكان القدس لـ"عرب 48" إن "منطقة باب العامود هي البيت الثاني لأهالي القدس، وأنا شخصيًا أشعر أن منطقة باب العامود هي الروح والحياة للمدينة، وسنبقى صامدون فيها ومتشبثون بالقدس مهما حصل، إذ أنه صحيح هذا العام لا توجد أجواء كالأعوام السابقة في منطقة باب العامود والبلدة القديمة، ولا توجد زينة رمضان التي كانت تمييز الأزقة ومنطقة باب العامود بسبب الحرب على غزة".

محمد حوشية

وأضاف أن "منطقة باب العامود تعطي روحا وأجواء خاصة للقدس، فالكثير من الزائرين يدخلون البلدة القديمة والمسجد الأقصى من باب العامود، وهذه المنطقة هي الحياة للأهالي وأيضًا لكل من يصل المدينة".

وختم حوشية حديثه بالقول إن "منطقة باب العامود في رمضان وغير رمضان هي المكان الذي يجمع أهالي القدس، والأجواء فيها مميزة ومفعمة بالحياة على الرغم من التضييقات والتقييدات".

وقالت الحاجة أم فادي الصياد من القدس لـ"عرب 48" إنه "أتوجه في غالب الأحيان عبر باب العامود إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة، وذلك بسبب الارتباط الروحاني بهذه المنطقة، وأيضًا الأجواء المميزة في باب العامود خلال شهر رمضان".

أم فادي الصياد

وأضافت أنه "كنا نتخوّف من أن يتم الإبقاء على إغلاق منطقة باب العامود وعدم السماح لنا بالدخول أو الجلوس في منطقة باب العامود، كما كان قبل شهر رمضان المبارك".

ولفتت إلى أنه "على الرغم من كل التضييقات التي نشهدها والحصار المشدد في أيام معينة والملاحقات وفرض مخالفات السير وغير ذلك، نأتي ونجلس في منطقة باب العامود حيث تكون الأجواء مميزة واجتماعية تجمع الأهالي. الأجواء هذا العام ليست كالأعوام السابقة والزينة معدومة في منطقة باب العامود وأحياء القدس بسبب الحرب على أهلنا في قطاع غزة".

وختمت الحاجة أم فادي الصياد حديها بالقول إنه "نجلس في منطقة باب العامود، لكن قلوبنا مع الأهل في غزة، خاصةً أن ما يحصل معهم لا يتصوره ولا يتقبله العقل البشري. نأمل أن يعود رمضان العام المقبل بظروف أفضل".

عزت جمجوم

وقال الشاب عزت جمجوم من القدس لـ"عرب 48" إنه "على الرغم من الأوضاع والظروف التي يعيشها أبناء شعبنا في كل مكان وفي غزة بالتحديد، إلا أننا صامدون والأهالي لبوا النداء، والمسجد الأقصى المبارك عامر بالأهل والأحباب. وعلى الرغم من العراقيل والحواجز والتفتيشات المستمرة على البوابات والحواجز إلا أن الأهل يتواجدون، ونأمل أن يستمر هذا التواجد إلى ما بعد شهر رمضان لدعم الأهالي والمسجد الأقصى".

وعن علاقة المقدسي بمنطقة باب العامود، أوضح جمجوم أن "العلاقة باختصار كعلاقة الأم بالأبناء، والبلدة القديمة والقدس تمثل الجميع، هذه العلاقة بين الأهالي في القدس ومنطقة باب العامود والبلدة القديمة لا توصف بالكلمات ولا توجد كلمات من الممكن أن تعبر عن هذه العلاقة".

وختم جمجوم حديثه بالقول إنه "نأمل أن تتوافد الناس إلى القدس أيضا بعد شهر رمضان، وأن يكون الفرج قريب على أهلنا في غزة".

أمير جعبري

وقال الشاب أمير جعبري من القدس لـ"عرب 48" إن "أعداد الزائرين في القدس مقارنةً بالعام الماضي هي أقل بكثير، ولكنها أجواء جيدة حتى اللحظة وتحديدًا في منطقة باب العامود التي تجمع الأهالي، إذ أن هذه اللمات الحلوة في منطقة باب العامود على الرغم من كل المآسي والصعوبات التي يعيشها أخوتنا في مختلف المناطق".

وختم جعبري حديثه بالقول إنه "نأمل أن تأتي الناس إلى مدينة القدس بشكل أكبر، لدعم أهالي المدينة وأيضًا للصلاة في المسجد الأقصى، لأن المسجد بحاجة أن يأتي إليه الأهالي للصلاة والعبادة. صحيح أن الأعداد تزداد، ولكن يجب أن تكون أكثر كالأعوام السابقة، ونأمل أن يكون الفرج قريب وتحديدًا على الأهالي في غزة الذين يذوقون الويلات".

التعليقات