رمضان في القدس المحتلة: "قيود على مصلين.. أجواء حزينة وحركة تجارية شحيحة"

الحلواني: "صحيح أن الحكومة الإسرائيلية نفت عبر الإعلام وجود تقييدات ولكننا نرى ونلاحظ التقييدات التي تفرض على أرض الواقع من خلال تحديد الأعمار في بعض الأحيان أو منع الأهالي من الدخول إلى المسجد".

رمضان في القدس المحتلة:

من باحات المسجد الأقصى (عرب 48)

شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان فرض قيود على المصلين قبل دخولهم إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وفي حالات أخرى جرى السماح بدخول المصلين دون تحديد الجيل؛ وذلك بخلاف ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية بعدم فرض قيود على الأهالي والمصلين خلال شهر رمضان.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتشهد ساعات الصباح تقييد وتحديد أعمار المصلين الذين يسمح لهم بالدخول إلى الأقصى، وذلك بسبب اقتحامات المستوطنين إذ يتم منع المصلين الشباب من دخول المسجد حتى يخرج المستوطنون من باحات الأقصى.

ومع مرور الأيام تزداد أعداد المصلين في المسجد الأقصى وتحديدا في صلاتي العشاء والتراويح؛ ووفقا للأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة فقد أدى صلاة التراويح في اليوم الأول 5 آلاف مصل، فيما ارتفع في اليوم الثاني إلى 45 ألف مصل وفي اليوم الثالث أدى 40 ألف مصل صلاتي العشاء والتراويح، بينما في اليوم الرابع أدى 70 ألفا صلاتي العشاء والتراويح.

"أجواء حزينة"

وقال الحاج هاشم السلايمة من القدس، لـ"عرب 48"، إن "أجواء رمضان في المدينة والبلاد عموما حزينة هذا العام بسبب ما نشهده، إذ أنه لأول مرة لا تكون تحضيرات وتجهيزات وزينة في القدس لاستقبال شهر رمضان كما كل عام بسبب ظروف الحرب".

هاشم السلايمة (عرب 48)

وأضاف "معروف أن الاحتلال في الإعلام يقول شيء وعلى أرض الواقع يكون شيئا آخر، إذ نلاحظ أنهم يسمحون بدخول الأهالي إلى المسجد والبلدة القديمة وفجأة يمنعون الجميع من ذلك. نحن نعلم أنهم يخافون من رهبة رمضان ولا يريدون التصعيد ولكنهم يستفزون الأهالي بذات الوقت ومن الأفضل لهم أن لا يتواجدوا داخل البلدة والحرم القدسي أبدا".

وأشار السلايمة إلى أنه "في حال أجرينا مقارنة بين رمضان هذا العام وما سبقه، نلاحظ فرقا بين السماء والأرض. صحيح أن الاحتلال موجود وكان يضيق على الأهالي لكنهم كانوا يختلقون الطرق للفرح، ولكن هذا العام لا يوجد تحضيرات لرمضان والزينة التي كانت تميز أحياء القدس معدومة بسبب الحرب وحدادا على الأهل في غزة، حيث لا يمكننا أن نقارن بين هذا العام وما سبقه ولكن نتمنى أن يكون العام المقبل أفضل".

"تقييدات بخلاف ما أعلنت الحكومة الإسرائيلية"

وذكر توفيق الحلواني وهو صاحب محل تجاري في البلدة القديمة، لـ"عرب 48"، أنه "في الأيام الأولى من شهر رمضان نصف الأجواء بالضعيفة والإقبال متواضع والحركة التجارية شحيحة، وبالنسبة لعدد المصلين في الأيام الأولى فهو قليل مقارنة بالسنوات السابقة".

توفيق الحلواني (عرب 48)

وحول تأثير منع أهالي الضفة الغربية المحتلة من الدخول إلى القدس، أوضح أن "منع أهالي الضفة الغربية من الدخول إلى القدس والمسجد الأقصى أثر بشكل كبير على الحركة في المدينة، وعلى ضوء ذلك نناشد أهالي الـ48 بشد الرحال إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس وذلك من أجل سد جزء من الفراغ الذي حصل بسبب منع أهالي الضفة من الدخول".

وأضاف أن "شد الرحال إلى المسجد الأقصى ينعكس على الحركة التجارية في مدينة القدس، وأيضًا يخلق نوعا من الحياة في المدينة والمسجد في ظل التقييدات التي يتم فرضها. صحيح أن الحكومة الإسرائيلية نفت عبر الإعلام وجود تقييدات ولكننا نرى ونلاحظ التقييدات التي تفرض على أرض الواقع من خلال تحديد الأعمار في بعض الأحيان أو منع الأهالي من الدخول إلى المسجد".

وتابع الحلواني أنه "يوجد أيام كان يتم بها تحديد عمر المصلين وفي بعض الأحيان لم يكن تقييدات على الأعمار، وفي المقابل مرت أيام كان يتم فيها السماح للمصلين بالدخول إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة، إذ كانت الأوضاع جيدة نوعًا ما خلال الأيام الأولى ونتمنى أن تستمر الأوضاع على هذا الحال والسماح بحرية العبادة".

"أوضاع جيدة"

وقال التاجر خالد تفاحة من منطقة الواد في القدس، لـ"عرب 48"، إننا "نقيّم الأوضاع خلال الأسبوع الأول من رمضان بالجيدة ونأمل أن تستمر على هذا الحال، إذ أننا نلاحظ أن الشرطة تحاول عدم الاحتكاك والاختصار ونرى أن أبواب المسجد الاقصى المبارك مفتوحة أمام المصلين، والأهالي والعائلات تأتي وتصلي وتجلس في منطقة باب العمود".

خالد تفاحة (عرب 48)

وحول الحركة التجارية والاقتصادية، ذكر "أنا كتاجر حقيقةً بالنسبة لي أن يأتي الأهالي إلى المسجد هذا يكفي ويغنيني عن المال، الأوضاع مستورة والحركة جيدة، نأمل أن يأتي الأهالي من مختلف المناطق إلى المسجد الاقصى المبارك ويبقى المسجد مليء بالأهالي والمصلين، وهذا غنى حقيقي عن كل شيء".

التعليقات