31/01/2011 - 20:23

الإنتفاضات العربية ضربة قاسية للقاعدة

وجهت الثورتان في مصر وتونس ضربة لدعوة القاعدة لاستخدام العنف كوسيلة للاطاحة بالحكومات المستبدة مظهرتين ان "قوة الشعب" سلاح اكثر فعالية.

الإنتفاضات العربية ضربة قاسية للقاعدة

وجهت الثورتان في مصر وتونس ضربة لدعوة القاعدة لاستخدام العنف كوسيلة للاطاحة بالحكومات المستبدة مظهرتين ان "قوة الشعب" سلاح اكثر فعالية.

ويقول محللون ان القاعدة التي لها جذور قوية في مصر ستعمل على استغلال اي مشاعر احباط اذا لم تسفر النتيجة النهائية للانتفاضة في مصر عن حياة افضل لاكبر الدول العربية من حيث عدد السكان.

ولكن ليس لدى القاعدة في الوقت الحالي اجابة سهلة على البرهان الذي قدمته شاشات التلفزة العربية بان ما يفعله الرجال والنساء العاديون لاضعاف حكم الرئيس حسني مبارك الذي بدأ قبل 30 عاما اكبر من سنوات من هجمات الجماعات المسلحة.

ولا يوجد ارتياح كبير هنا بالنسبة للاستراتيجيين الغربيين الذين يقولون انه يتعين على الغرب دعم الحكام المستبدين العرب والا رأوا المنطقة يسيطر عليها اسلاميون راديكاليون مناهضون للغرب يميلون للعنف.

وقال نعمان بن عثمان وهو منظم سابق لجماعة متحالفة مع القاعدة في ليبيا انها هزيمة كبيرة للقاعدة في بلد ذي اهمية محورية بالنسبة لصورتها فقد جرحت مصداقيتها لدى انصارها المحتملين.

وقال بيتر كنوب مدير المركز الدولي لمكافحة الارهاب في لاهاي ان"هذه المظاهرات من جانب اناس عاديين تثبت افلاس ايدولوجية القاعدة."

واضاف ان انتحار التونسي محمد البوعزيزي في ديسمبر كانون الاول احتجاجا على انعدام الفرص الاقتصادية والذي ساعد على اشعال الثورة التونسية اثبت انه اكثر قوة من دعوة القاعدة لشن هجمات على الحكام العرب الذين يدعمهم الغرب.

واردف قائلا ان الانتحار الحقيقي لشخص كان يائسا ادى الى تعبئة الجماهير.

واصدر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بيانا اشاد فيه بالانتفاضة التونسية ودعا الشبان الى الانضمام الى قواعده في الجزائر للتدريب.

ولكن كثيرين من المتعاطفين مع القاعدة ينتظرون الاستماع الى قيادتها المتمثلة في اسامة بن لادن ونائبه المصري الجنسية ايمن الظواهري اللذين يعتقد انهما متمركزان في باكستان.

وهناك صمت حتى الان.

وقالت انا موريسون وهي خبيرة في الجماعات الاسلامية المسلحة في مؤسسة "لندن للتحليلات الحصرية" ان هذا تأخير"غير مؤثر جدا" من جانب الزعماء الايدولوجيين للقاعدة .

واضافت ان ما نشره رجل الديني الموريتاني المؤيد للقاعدة ابو المنذر الشنقيطي على احد المواقع في الاونة الاخيرة قد يعطي لمحة لما قد تقوله القيادة الاساسية للقاعدة.

ونقلت موريسون عن الرسالة قولها انه اذا كان هناك اي مجاهدين في مصر فمن الافضل ان يتحولوا من الجهاد الى المشاركة في هذه الثورة المباركة.

ونقلت موريسون عن الشنقيطي قوله انه لن يرى اي مشكلة اذا قام المحتجون ايضا بهجمات انتحارية.

وقالت ان من المرجح ان تكون الحجة هي ان الجماهير استجابت لما تقوله القاعدة على مدى العشرين عاما الماضية ولكنها اضافت ان من غير المرجح ان تلاقي مثل هذه اللغة "الانتهازية" استحسانا بين الحشود في وسط القاهرة.

وللقاعدة جذور عميقة في مصر من خلال الظواهري الذي قاد حملة فاشلة في منتصف التسعينات لاقامة دولة اسلامية في مصر ومن خلال اعضاء رئيسيين كثيرين.

ومن بين هؤلاء محمد عطا الذي شارك في هجمات 11 سبتمبر ايلول في الولايات المتحدة وسيف العدل وهو قائد عسكري سابق للقاعدة افرج عنه في الاونة الاخيرة من الاعتقال المنزلي في ايران ويعتقد الان انه في باكستان.

ويقول محللون انه على الرغم من هذه النكسة الايدولوجية ربما توفر هاتين الانتفاضتين بعض الفرص التكتيكية المؤقتة للقاعدة.

وقال بن عثمان ان التقلب السياسي ومناخا تتوفر فيه حرية تعبير اكبر قد يوفران للقاعدة فرصا ثمينة خلال الاشهر القليلة المقبلة لاعادة بناء شبكات غابت طويلا.

وشهدت مصر هجمات متقطعة خلال العشر سنوات الماضية مثل التفجيرات المدمرة لمنتجعات سياحية فيما بين عامي 2004 و2006 ولكنها تفادت اي عودة الى العنف الدائم الذي شهدته في التسعينات.

وقالت موريسون "ستكون هناك فرصة للعودة الى البلد لتعزيز الاتصالات مع بعضها." واضافت ان الهروب من السجون في كل من الدولتين هذا الشهر اثبت ان اجهزة الامن تحت ضغوط.

وقال ساجان جوهيل من مؤسسة اسيا والمحيط الهادي للابحاث الامنية انه علاوة على ذلك فان القاعدة ستجد فرصا اذا تمكن مبارك من التشبث بالسلطة او خلفته حكومة تشبه بشكل كبير الحكومة السابقة.

وقال جاريت براتشمان وهو امريكي متخصص في مكافحة الارهاب ان" افضل شيء بالنسبة للقاعدة سيكون هو ان تتصاعد هذه الانتفاضة ثم تخيب بعد ذلك التوقعات الشعبية.

"كلما استطاعت القاعدة ان تقول ان صوت الشعب مازال غير مسموع وتصبح مدافعا شعبيا عن (مصر جديدة) كلما تعزز موقفها."

التعليقات