02/01/2015 - 12:53

ملهى صباحي للرقص قبل العمل في لندن

يتوجه ناتانيال هون (26 عاما) للعمل في حي كاناري وارف للأعمال في لندن، إلا أنه صحى اليوم عند الفجر للانضمام إلى مئات الأشخاص الذين يرقصون في الصباح الباكر قبل العمل على أنغام موسيقى هاوس متناولين العصير والقهوة فقط.

 ملهى صباحي للرقص قبل العمل في لندن

 يتوجه ناتانيال هون (26 عاما) للعمل في حي كاناري وارف للأعمال في لندن، إلا أنه صحى اليوم عند الفجر للانضمام إلى مئات الأشخاص الذين يرقصون في الصباح الباكر قبل العمل على أنغام موسيقى هاوس متناولين العصير  والقهوة فقط.

إنها الساعة السادسة والربع صباحا في حي بيثنال غرين في شرق لندن، والذي تنتشر فيه قاعات العرض الفنية ولا يزال بمنأى عن الزحف السكني في العاصمة البريطانية واجتياح متاجر الماركات المعروفة.

لا يزال الليل يلقي بظلاله فيما الشوارع التي يتساقط فيها المطر الخفيف شبه خالية، وفي آخر ممر تحيط بجانبيه رسوم غرافيتي لطيور بوم بعيون جاحظة، تعلو جدول رييحنتس كانال غير المعروف بنية فولاذية على شكل مدرج.

هنا تقع قاعة أوفال سبايس البالغة مساحتها 560 مترا مربعا، وهي تشبه مستودعا قديما وتستضيف بانتظام الحفلات الموسيقية والمعارض. ويمتد أمام القاعة طابور من الأشخاص الفرحين، فهم سيشاركون في "مورنينغ غلوري فيل" أو كيف "يسهر" المرء في الصباح من دون مشروبات كحولية قبل التوجه إلى العمل.

وتوضح سامانثا مويو، إحدى مؤسسات المشروع، لوكالة فرانس برس: "بدأنا قبل سنة ونصف السنة مع 26 شخصا فقط، أما الآن فالعدد يصل إلى آلاف عدة في كل حفلة ولنا وجود في 16 مدينة مثل باريس ونيويورك وبانغالور وطوكيو".

وتضيف مويو: "بعض القبائل كانت تحتفي في ما مضى بالحياة بالرقص عند ساعات الفجر الأولى، وهذا ما نقوم به بعد آلاف عدة من السنين في المدينة، والفكرة تقوم أيضا على السهر من دون مخدرات أو كحول".

وفي غياب المشروبات الكحولية يمكن للساهرين الاختيار من بين مشروبات "سموذيز"، إحداها "إنكريدبل هالك" وهو مشروب أخضر يجمع بين التفاح والموز وليمون الحامض الأخضر والسبانخ ونوع من الطحالب التي تقدم على أنها "غذاء خارق" غني جدا بالبروتين.

وفي القاعة ، يتولى تنسيق الموسيقي "دي جاي مايلز متريك" الذي يرتدي بزة ضيقة زهرية لماعة فيما يتوافد المشاركون تباعا. البعض اختار المجيء بلباس النوم الطويل، فيما ارتدى آخرون ملابس متعددة الألوان على طريقة إزياء الكرنفال، أو أزياء تنكرية على هيئة نمر أو دب أو حصان. أما مجموعة صغيرة من الشباب الذين يجذبهم إلى الحدث الجانب الصحي والسليم، فقد ارتدى أفرادها أحذية رياضية وسراويل قصيرة.

ويصيح أحد منظمي الحفلة عبر مذياع "صباح الخير! هل أنتم مستعدون؟"، فترد مئات الأصوات المتحمسة ب "نعم" تطغى عليها سريعا أنغام الموسيقى الصاخبة.

وتقول كاي (35 عاما)، التي ارتدت سروالا ذهبيا لماعا وحذاء زهريا وأجنحة فراشة بألوان قوس القزح: "الاستيقاظ في الصباح الباكر كان صعبا لكننا نستمتع بوقتنا مع الأصدقاء هنا".

وفي حين ترتعش المدينة من البرد في الخارج، تدب الحماسة في صفوف المشاركين في الداخل فيما الموسيقى العالية تؤدي إلى ارتجاج الجدران خصوصا بعدما تولى تنسيق الموسيقى "بايزمنت جاكس" النجم العالمي في موسيقى هاوس.

ويقول منسق الموسيقى: "إنها المرة الأولى التي استفيق بها عند الخامسة صباحا لأتوجه للعمل من دون أن أشرب أي شيء آخر غير القهوة والسموذيز".

ويوضح مايلز ميتريك: "نظرا إلى كوننا في الصباح الباكر استعنت بموسيقى مختلفة أكثر خفة وسهولة لأن المشاركين استفاقوا للتو". إلا أن نور الصباح بدأ يسطع على لندن وحان الوقت ليغوص المشاركون في عالم آخر.. عالم العمل.

ويخرج ثنائي فرنسي هما سيدريك توما (37 عاما) وماري كارولين بوتي ( 28 عاما) من القاعة، وتقول الشابة التي أعجبتها التجربة: "الآن سأتوجه إلى عملي، كان الأمر خارجا عن المألوف ولذا اتينا، هنا جو الصباح الخاص جدا فهو أكثر دينامية وسليم أكثر ومن دون كحول أيضا".

التعليقات