بلال بدر: خبير متفجرات تحول لقائد مجموعة متطرفة بعين الحلوة

لم تخل التقارير الإخبارية الواردة من لبنان، طوال أربعة أيام مضت، من اسم بلال بدر، الذي يتزعم مجموعة متشددة خاضت اشتباكات طيلة الأيام الأربعة مع "القوة المشتركة" التي تضم عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

بلال بدر: خبير متفجرات تحول لقائد مجموعة متطرفة بعين الحلوة

لم تخل التقارير الإخبارية الواردة من لبنان، طوال أربعة أيام مضت، من اسم بلال بدر، الذي يتزعم مجموعة متشددة أسماها 'فتح الإسلام'، خاضت اشتباكات طيلة الأيام الأربعة مع 'القوة المشتركة' التي تضم عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

ورغم صغر سنه، شكل بدر مجموعة من المقاتلين المتطرفين عرفت باسمه، وخاض، وهو البالغ من عمره 30 عامًا، معارك ضد القوة المشتركة وتحدى سلطة فتح وسيطرتها على المخيمات، انتهت بسيطرة القوة المشتركة على مربعه الأمني في حي الطيرة في المخيم حيث كان يتحصن، فيما لم يعرف مصيره.

وكانت توجهات بدر ومجموعته إسلامية متطرفة، تعتمد على أيدلوجية تنظيم 'القاعدة'، ولكنه لا يعلن اسمًا لمجموعته، فتارة يقول إنه جزء من جبهة النصرة، وتارة أخرى إنه جزء من 'فتح الإسلام' أو 'جند الشام'.

ولم تنشر صورة لبدر حتى اليوم بسبب تحصنه في مربعه الأمني وعدم ظهوره، وكذلك بعده عن وسائل التواصل الاجتماعي. وكان بدر عضوًا في إحدى الفصائل الفلسطينية حيث تدرب على تصنيع المتفجرات قبل إنشاء مجموعته الخاصة، التي دربها على السلاح والمتفجرات بنفسه.

وأفاد موقع LBC اللبناني، أن مجموعة بدر التي تضم بين 50 إلى 60 مسلحا متشددا كانت وراء اغتيال عناصر من 'فتح' وفلسطينيين بتهمة التعاون مع الاستخبارات اللبنانية.

وتردد اسم الفلسطيني بلال بدر طوال السنوات الماضية، في أرجاء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وفي أروقة المحكمة العسكرية الدائمة في العاصمة بيروت، وهو المطلوب بعشرات الجرائم بين اغتيال مسؤولين في الفصائل الفلسطينية ومتعاونين مع الأجهزة الأمنية والاعتداء على مراكز الجيش اللبناني في مدينة صيدا وتحضير عبوات ناسفة والتواصل مع مجموعات إسلامية مُتشددة في سوريا.

وقال  أ.ح.، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاما، إنه أُخذ إلى منزل قائد 'فتح الإسلام'، وهو الاسم الذي أطلق على المجموعة، في مخيم عين الحلوة آنذاك بلال بدر (في حي الطيرة)، حيث طلب منه الانتماء إلى مجموعته مقابل راتب شهري يبلغ 100 دولار، وأن يتردّد عليه في البداية ليلا كي لا ينكشف أمره.

وعلى مدى شهر ونصف الشهر، تكفل بلال بدر بإعطاء دورات عسكريّة في منزله إلى عدد من أفراد مجموعته، وبينهم أ.ح، لتعليمهم كيفية فك وتركيب السلاح واستخدامه، قبل أن ينتقل إلى الدروس التطبيقية عبر إطلاق الرصاص على أهداف محددة يضعها بدر في مكان مجاور لمنزله.

وبعدما بدأ أ.ح. يتردد إلى منزل بدر، تعززت الثقة، وأوكلت اليه مهمة حراسة منزله مع آخرين.

وبدأ أ.ح. يصبح من الدائرة الضيقة لمجموعة بدر، الذي سرعان ما كلفه بمراقبة أشخاص منتمين إلى 'فتح' أو محسوبين على 'اللينو' (العميد محمود عيسى)، ليتحول بعدها شاب العشرين إلى مشارك في تصنيع العبوات الناسفة.

وعلى مرأى من عيون الشاب، صنّع بدر بلال 60 عبوة ناسفة كانت واحدة منها من نصيب قائد كتيبة 'شهداء شاتيلا' في قوات الأمن الوطني الفلسطيني، العقيد طلال الأردني، حينما تم وضعها في سيارة كانت متوقفة قرب المحطة في شارع حطين (بالقرب من مكتب الأردني)، وتم تفجيرها لاسلكيا بعد ثوان من مرور سيارته ومن دون أن يفلح في اغتياله، ليتم اغتيال المسؤول 'الفتحاوي' بعد حوالي عام في المكان نفسه.

ويبدو أن بدر كان مصرًا على اغتيال 'أبو حزين السوريّ'، وإذا كان 'الترامال' غير نافع، فإن القتل المباشر سيؤتي النتيجة الأسرع، ولذلك، طلب بدر أن يأتيه أ.ح. ليلة 15 كانون الأول/ ديسمبر 2015 وكلّفه بالتنسيق مع (عمر.ن) بغية اغتيال الرجل القاطن في البركسات، طالبًا منه استلام مسدس 'غلوك' من (طه .ع) (28 عامًا) والتوجّه فورًا إلى مفرق الصفوري، لأن 'الهدف' سوف يمرّ من هناك.

وبالفعل، ذهب الشاب إلى 'مقهى الحنان' حيث تسلّم من (طه. ع) المسدّس ثم انطلق إلى المكان المتّفق عليه، فخاف الشاب من التورّط في جريمة قتل ولم يتجرأ على إطلاق النار، فما كان منه إلّا أن شاهد أحد المقربين من 'اللينو' فسّلم نفسه، راويًا له المخطّط.

وسرعان ما قام 'الفتحاوي' بتغطية رأس الشاب بقناع أسود كي لا يتمّ التعرّف عليه، واقتاده إلى أحد المقار التابعة لـ'اللينو'، قبل أن يعمد إلى تسليمه لمخابرات الجيش اللبناني التي أوقفته.

التعليقات