نساء الفراعنة حظين بمساواة كاملة مع الرجال!

ووصلت المرأة الفرعونية لدرجة أنها كانت ربة تُعبد وملكة تحكم وقاضية تفصل بين المتخاصمين، وامرأة عاملة وصانعة ماهرة في حرف ومهن ربما صارت معظمها اليوم، حكرا على الرجال فقط.

نساء الفراعنة حظين بمساواة كاملة مع الرجال!

نفرتيتي (أ ف ب)

يَحِلُ في الثامن من شهر آذار/ مارس في كل عام، اليوم العالمي للمرأة، وفى هذا اليوم، يدور الحديث عن حقوق المرأة، وطموحاتها وأحلامها، وما يعوق مسيرة تقدمها، لكن المدهش كما يروي كثير من علماء المصريات، أن الفراعنة سبقوا بلدان 'العالم الأول' والكثير من الحضارات في منح المرأة كافة حقوقها، قبيل آلاف السنين.

فعلى الرغم من ذلك التاريخ الطويل الذي يفصلنا عن عصور الفراعنة، والحياة اليومية لقدماء المصريين، وبرغم ما يطرح اليوم عن حرية المرأة وعن حقوقها، فإن أمام نساء العالم المعاصر رحلة قد تطول من الكفاح لنيل ما نالته المرأة في مصر القديمة من حقوق، وما وصلت إليه من مكانة اجتماعية، ومن مساواة بين الرجل والمرأة، ربما لايزال حلما يداعب خيال كثير من النساء في بلدان العالم المتحضر اليوم.

ووصلت المرأة الفرعونية لدرجة أنها كانت ربة تُعبد وملكة تحكم وقاضية تفصل بين المتخاصمين، وامرأة عاملة وصانعة ماهرة في حرف ومهن ربما صارت معظمها اليوم، حكرا على الرجال فقط.

ويقول المدير العام الأسبق لآثار الأقصر ومصر العليا، الباحث والأثري المصري سلطان عيد: إنه بخلاف أي حضارة أخرى، فقد حظيت النساء في مصر الفرعونية بالمساواة الكاملة مع الرجال وتمتعن باحترام كبير، وكان الوضع الاجتماعي لكل شخص يحدد من خلال خبراته وعلمه دون النظر لنوع الجنس.

ولفت إلى أن نساء مصر القديمة تمتعن بقدر أكبر من الحرية والحقوق والامتيازات، بالقياس لحضارات أخرى.

ويضيف سلطان أن المرأة الفرعونية تمتعت بالعديد من الحقوق القانونية، مثل المشاركة في التعاملات المالية، وامتلاك الأراضي والعقارات، وصياغة التسويات القانونية، والشهادة أمام قضاة المحاكم، ورفع الدعاوى القضائية ضد أشخاص آخرين، وتمثيل أنفسهن في المنازعات القانونية، دون الحاجة لحضور زوج أو أخ أو قريب.

وعملت المرأة في مصر القديمة، وزيرة وقاضية ومستشارة للملك، وعملت خبازة ونساجة وطبيبة وكاتبة وكبيرة للكهنة أيضا.

كما يقول الباحث والأثري المصري علي رضا: إن الفتاة في مصر القديمة تمتعت بحق اختيار الزوج، وعرفت عقد الزواج الذى يحفظ لها حقوقها، وأنه على الرغم من أن الطلاق لم يكن شائعا في مصر القديمة، إلا أنه في حال حدوثه، كانت تحتفظ الزوجة المطلقة بما كانت تملكه عند زواجها، بالإضافة لثلث العقارات والممتلكات المشتركة مع الزوج أثناء فترة الزواج، أما حضانة الأبناء فكانت للأم، وبعد الطلاق يصبح الزوجان حرين، ولكل منهما الحق في الزواج ثانية.

ويشير إلى أنه في حالة وفاة الزوج، كان من حق الزوجة أن ترث ثلثي أملاكهما المشتركة، ويقسم الثلث الباقي بين الأبناء، يليهم أشقاء الزوج المتوفى.

ومن الطريف، كما يقول الباحث رضا، إنه كان يجوز للزوج في مصر القديمة أن يتبنى زوجته كابنة له، حتى ترث نصيبا أكبر من تركته، وتحصل على حقها كزوجة وحقها كابنة أيضا.

ويشير إلى أن الأنثى في مصر القديمة كانت ربَةً تُعبدُ، مثل 'عنقت' إلهة المياه، التي اتخذت من الغزال حيوانا مقدسا لها، وكانت تتجلى وهى ترتدى تاجا من الريش، أو الحطب فوق رأسها، وكانت تعرف أيضا باسم الحاضنة، حيث كانت تحتضن النيل.

وهناك الإلهة إيزيس، زوجة وشقيقة أوزيريس، وكانت من أهم الربات التي تُعبد في مصر القديمة، وواحدة من أربع ربات للموتى، وكانت أيضا سيدة السحر وحامية الأطفال.

والإلهة 'واجت' أي السيد الخضراء، والإلهة الكوبرا، زوجة حابي إله النيل، وحامية ملوك الوجه البحري.

وتقول الباحثة والأثرية المصرية، منى فتحي: إن المرأة في مصر الفرعونية، حظيت بما لم تحظى به النساء في كثير من حضارات العالم، وأن عدة ملكات مصريات حكمن مصر القديمة، مستقلات عن أزواجهن، وكثيرات حملن لقب أميرات، وحمل من تزوجهن من الرجال لقب ملك، وكان هناك الملكة الزوجة، التي كانت تتولى إدارة قصر الملك، وبعضهن حصلن على سلطات في إدارة شؤون الدولة.

وتشير فتحي إلى أن هناك ملكات عرفتهن مصر القديمة، ولم ينلن الشهرة التي تليق ومكانتهن التاريخية، مثل الملكة 'نيتكريتي' أو 'نيتو كريس'، التي كانت ملكة جميلة في عصر الأسرة السادسة بمصر القديمة، وكانت أول امرأة تمارس سلطة سياسية في مصر، وربما تزوجت من 'مرن رع' أو 'بيبي الثاني'.

وحسب الباحثة، يعتقد أنها سعت لتولي السلطة في البلاد، بهدف الثأر لمقتل أخيها، وتمكنت بالفعل من تحقيق هدفها في الثأر والانتقام من قتلة شقيقها، حيث دعت من كانت تظن أنهم متورطون في قتله إلى مأدبة طعام فاخرة ثم أغرقتهم جميعا، وتروى الكتب التاريخية، أنها لجأت للانتحار في نهاية فترة حكمها لمصر آنذاك.

التعليقات