حتى الخيول تعاني من الحصار في قطاع غزة

كل ما يحلم به الغزي حازم أبو زايد، أن يمتطي صهوة جواده، في رحلة خارج منزله في قطاع غزة المحاصر، في هذه المساحات الشاسعة شبه الخالية، وهو من مجموعة قليلة في القطاع، تعكف على تربية الخيول والاعتناء بها، على الرغم من أنهم يعانون من الحصار

حتى الخيول تعاني من الحصار في قطاع غزة

كل ما يحلم به الغزي حازم أبو زايد، أن يمتطي صهوة جواده، في رحلة خارج منزله في قطاع غزة المحاصر، في هذه المساحات الشاسعة شبه الخالية، وهو من مجموعة قليلة في القطاع، تعكف على تربية الخيول والاعتناء بها، على الرغم من أنهم يعانون من الحصار المضروب عليهم منذ سنوات.

ويبدو مشهد "الفارس"، وهو يقفز بفرسه الذي أسماه "الأشقر" بخفة ومهارة، مثيراً لإعجاب من يراه، وسط مصاعب الحياة التي تعصف بأهالي القطاع.

ويصف أبو زايد اللحظات التي ينطلق فيها صوب سباقات الخيل التي ينظمها مع أصحابه بأنها "أجمل فترات حياته".

ويقول أبو زايد، "ورثت حب تربية الخيل وركوبه عن والدي الذي ورثه عن جدي".

ويعتني أبو زايد بفرسه ذو السبعة أعوام، داخل منزله، موفراً له الطعام والمبيت وكل ما يحتاجه من زينة.

ويحتاج أبو زايد للاهتمام بجواده نحو 100 دولار أمريكي شهرياً، كما يقول.

ومؤخراً، كان لافتا انتشار عدد من الأندية الخاصة برياضة الفروسية، في قطاع غزة، وهي التي تعتبر من الرياضات "المكلفة".

ويتابع أبو زايد، "في ظل الحصار والأوضاع المعيشية القاسية يعد الأمر ترفاً، فهو يحتاج لعناية فائقة وتكلفة عالية".

ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، (حكومي)، فإن معدل البطالة في قطاع غزة، بلغ 43%، فيما تقول الأمم المتحدة، إن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.

ويشير أبو زايد إلى أن تربية الخيول والاعتناء بها ليس أمراً سهلاً، ويحتاج لمتابعة جيدة إضافة إلى توفير الدواء والطعام والشراب والعديد من المستلزمات الخاصة بها (إكسسوارات).

والإكسسوار للخيل يشمل اللجام والقلادات، والسروج التي تختلف حسب نوع الحصان وعمره ووزنه.

ويمضي بالقول "هناك أنواع مختلفة وبأسعار مغايرة، وقد تتجاوز كسوة الخيل بالزي التراثي المخصص له 300 دولار أمريكي".

ويشعر أبو زايد بالحزن لعدم وجود مساحات مخصصة لركوب الخيل، وعدم وجود سباقات على نطاق واسع وكبير.

ويعرب عن أمانيه في المشاركة بفرسه الذي يجيد الرقص على أنغام الموسيقى والقفز عن الحواجز في مسابقات عربية.

لكنه يضيف بلهجة ساخرة "للأسف الحصار وإغلاق المعابر يحول دون حلمنا، ويحرمنا من كثير من السباقات ودخول أنواع نادرة من الخيول وخاصة الخيل العربي الأصيل".

وعلى مسافة ليست بعيدة من أبو زايد، يقفز الشاب العشريني، محمد أبو معيلق، بفرسه التي تحمل اسم "الغولة"، على مساحات من الرمال الأصفر.

ويحاول أبو معيلق، هو ورفاقه البحث عن تلك الأراضي لممارسة هوايتهم في السباق وركوب الخيل.

ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة في يونيو/ حزيران 2007.

وورث أبو معيلق هو الآخر حب الخيل وركوبه والاعتناء به، عن والده وأجداده، وامتلك الخيل منذ أن كان في الثانية عشر من عمره.

ويبدو العشريني مهتماً كثيراً بفرسه، البالغة من العمر 9 سنوات.

ويتابع، "ارتبط بها كثيرا، أوفر لها ثلاث وجبات في اليوم، ويتراوح أكل الحصان من 8 لـ 10 كيلوجرام يوميا، من شعير ونخالة، وذرة ـ عسل، جزر".

ولا يوجد في قطاع غزة بحسب أبو معيلق أنواع جديدة من الخيل، إذ تعرقل إسرائيل، بحسب قوله، إدخالها.

ويضيف:" بالسابق كانت أنواع من الخيول تدخل من مصر عن طريق الأنفاق".

ويتمنى أبو معيلق المشاركة بسباقات عربية ودولية، وهي ذات الأمنية التي شاركه إياها رفيقه محمد لبّد

ويقول لبّد (21 عاما) إنه يتمنى ارتداء خوذته وزي الخيول، في إحدى السباقات الدولية.

ويتابع "الحصار خنقنا، ولا يوجد أماكن كبيرة والإمكانيات محدودة".

ويلتقي لبد مع رفاقه (نحو 20 شخصا) مرة أسبوعيا لركوب الخيل، والانطلاق في سباقات محدودة.

التعليقات