وفاة شاب من النقب متأثرا بإصابته الخطيرة جراء اعتداء رجال شرطة قبل ثلاثة أشهر

وفاة صبري الجرجاوي من وادي النعم بعد اعتداء أفراد الشرطة عليه * الشاب سليمان العتايقة من وادي النعم لقي مصرعه بعد أن صدمته مركبة شرطة في أعقاب مطاردة..

وفاة شاب من النقب متأثرا بإصابته الخطيرة جراء اعتداء رجال شرطة قبل ثلاثة أشهر
توفي الشاب صبري عطوة الجرجاوي ( 26 عاما)، وهو أب لطفلة، من قرية وادي النعم في النقب، بعد أن رقد في المستشفى مدة ثلاثة أشهر، حيث كان في حالة غيبوبة تامة، منذ أواخر شهر آذار/مارس الماضي وحتى مساء يوم الأربعاء من هذا الاسبوع، وذلك إثر اعتداء رجلي استخبارات ( تابعة للشرطة) عليه في منطقة شاطئ عسقلان. ونظرا لخطورة وضعه الصحي فقد تم تحويله في ذات ليلة الاعتداء من مستشفى "برزيلاي" في عسقلان إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع.

يذكر في هذا السياق أن الشاب سليمان العتايقه من نفس سكان قرية وادي النعم، قد توفي دهسا اثر صدم مركبة تابعة للشرطة له أثناء مطاردة في شهر شباط/فبراير الماضي.

وكان شقيقه إبراهيم الجرجاوي قد صرح في حديث خاص أن أخاه صبري قد "خرج برفقة شاب من اللقية يدعى إسماعيل أبو محارب ( 21 عاما) إلى نزهة إلى شاطئ عسقلان،وبينما هما جالسان في المكان وإذا برجلي استخبارات يقتربان منهما فجأة، ويشرعان بضرب الشابين. واعتقل الشاب إسماعيل على الفور. بينما استمر الرجلان بضرب صبري بأعقاب المصابيح المحمولة التي كانت بحوزتهم على منطقة الرأس، والوجه وبالركلات، وبالأيدي، واستمر الضرب حتى سقط صبري مغشيا عليه، واستمر الضرب له وضربه بعنف في منطقة الصدر..

ويتابع الشقيق أنه جراء الضرب المبرح أصابت صبري إغماءة، وسكته قلبية وفق تقرير الأطباء، واستدعى رجلا الاستخبارات قوة إضافية من الشرطة بدلا من الإسعاف، ولم يقدم الإسعاف لصبري في اللحظات التي كان بأمس الحاجة للإسعاف فيها، علما أن عدم تقديم الإسعاف في الوقت المناسب ضاعف من مخلفات الإصابة وفق أقوال الأطباء، الأمر الذي زاد من حالته الصحية سوء.

ويتابع "وكما علمنا فقد تم نقل أخي للمستشفى بسيارة الإسعاف بعد أن كان ملقى على الأرض لمدة تزيد عن 20 دقيقه، وما أن وصل صبري مستشفى بارزلاي فقد بدأ الأطباء بصعقه بالضربات الكهربائية لأنه كان في حالة موت، وقاموا بإجراء عمليات إحياء لمدة من الوقت، وعندما أفاق حوله الأطباء إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لخطورة حالته الصحية وكون مستشفى سوروكا أكثر تخصصا في مثل هذه الحالات".

وحول الإصابات التي يعاني منها صبري، قال: "هناك إصابات عديدة تركزت في منطقة الرأس والصدر، حيث يعاني صبري من عدة كسور في الجمجمة، وعظام الوجه، وكسور في أضلاع الصدر، وإصابة في الرئة، ويتنفس من خلال جهاز التنفس الاصطناعي، وهناك إصابة في المخ كما يقول الأطباء نظرا لعدم وصول الأكسجين إلى المخ لمدة طويلة".

وأضاف إبراهيم:" كانت النية من ضرب أخي صبري هي قتله، ولهذا الكلام أدلة كثيرة، أولا: عدم وجود أي خدوش في منطقة الأيدي أو الجسم السفلي، وهذا يعني انه لم تكن محاولة لاعتقاله. ثانيا: جميع الضربات والإصابات في منطقة الوجه، والرأس والصدر أي القلب، الرئتين،والمخ، وهذا خير دليل على حقد هؤلاء المجرمين، الذين قاموا بفعلتهم هذه لمجرد كرههم للعرب ليس إلا، ثالثا: من يحافظ على القانون يعمل وفق القانون علما أن للاعتقال قوانين وأسس، ولم يعمل بها. فهم أرادوا قتله لا غير".

وبخصوص الإجابة عن السؤال هل تم الاتصال بالعائلة من قبل الشرطة؟، قال إبراهيم:" على الإطلاق لم يتوجه لنا أي إنسان، ولم يتصل بنا أحد".

وبدوره قال الحاج عطوة الجرجاوي، والد الشاب صبري: "إن ما أقدمت عليه الشرطة هو جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا يوجد في الدنيا أي مبرر يؤدي إلى للاعتداء بهذه الوحشية على ابني. واعتقد أن هناك مسلسل لاستهداف كل ما هو عربي في النقب. فقبل شهر قاموا بقتل الشاب سلمان العتايقة من نفس القرية ".

يقول إبراهيم:" لم نسمع إلا ادعاءات الشرطة الباطلة، المتناقضة، وفي كل مناسبة يدعون ادعاء آخر، فللصحافة قالوا، إن صبري رفض الانصياع للأوامر بالتفتيش، نظرا لوجود شك بحيازة المخدرات، ومن ثم ادعوا أن صبري وزميله اعتديا على رجال الاستخبارات. ومن ثم قالوا إن صبري وقع على الأرض مما سبب له الإصابات، والسؤال هل يعقل أن تكسر جمجمة إنسان عدة كسور، وان تكسر عظام وجهه، وان تكسر أضلاعه لمجرد وقوعه على الأرض؟!! هذا هراء وكذب وتغطية على الجريمة من قبل الشرطة".

وفي حديث للمحامي الذي تولى قضية الشابين قال :"إن ما قام به أفراد الشرطة من اعتداء على صبري هو مخالف للقانون ولا يوجد أي مبرر له وبالنسبة لادعاء الشرطة بوجود سموم نحن ننفي هذا الادعاء، ولم تقدم لائحة اتهام ضد إسماعيل وهذا يدعم توجهنا، ومن خلال التحقيق الذي أجريته عدة مرات مع إسماعيل ابو محارب تبين انه لم يتم أبدا الاعتداء على أفراد الشرطة وان الإصابة التي أصيب بها الشرطي ناتجة من شدة الاعتداء على صبري، وليس من صبري".

وحول السؤال عن الإجراءات التي اتخذتها العائلة قال إبراهيم:" قدمنا شكوى في قسم التحقيق مع رجال الشرطة بواسطة المحامي، ونحن سننتظر التحقيق، وسنتابع القضية إلى أن نتوصل إلى الحقائق، ومعاقبة هؤلاء المجرمين".

لم تكن لصبري الجرجاوي، أو لرفيقه إسماعيل أبو محارب أي سوابق جنائية لدى الشرطة. ويقول إبراهيم الجرجاوي شقيق صبري:" أخي وصديقه بريئان من جميع التهم والادعاءات التي تدعيها الشرطة، والدليل أن الاثنين لم تكن لهم أي سوابق جنائية، وإطلاق سراح إسماعيل من الاعتقال بدون تقدم لائحة اتهام ضده، حيث تم اعتقال إسماعيل أبو محارب في يوم الاعتداء وقد أطلق سراحه من قبل المحكمة بدون أي قيد أو شرط، نظرا لعدم وجود أي دليل على حيازة المخدرات كما ادعت الشرطة، وعدم إثبات انه اعتدى على رجال الأمن، ولذلك لم تقدم ضد إسماعيل لائحة اتهام، رغم اعتقاله لمدة ستة أيام، حيث أطلق سراحه يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع. ويلاحظ الجميع أن الاعتقال لإسماعيل لم يكن إلا لتغطية الجريمة، وما ينطبق على إسماعيل في هذه الحالة ينطبق على أخي صبري، الأمر الذي يعني أن الاعتداء على أخي لم يكن على وجه حق، وان الاعتداء جاء نظرا لوجود الكراهية الحقد على العرب لدى رجلي الاستخبارات".

وادعى ناطق باسم الشرطقة أن "أحد أفراد الشرطة تعرض للاعتداء من قبل صبري الجرجاوي، وتم نقل الشرطي للمستشفى، وقد استعملت القوة القانونية مع صبري بعد رفض الانصياع لأوامر الشرطة للتفتيش لشبهة وجود مخدرات".

التعليقات