جفرا تحيي ذكرى صمود غزة بمحاضرة لحنين زعبي، وبالصور والفنّ والأفلام

اختتمت "جفرا"، الذّراع الشّبابي للتجمّع الوطني الدّيموقراطي في جامعة تل أبيب، فعاليّات إحيائها لذكرى الحرب على غزّة الثانية وصمود أهلها، والتي استمرّت على مدار يوميّ الاثنين والثلاثاء الماضيين، 3و4/12/2010.

جفرا تحيي ذكرى صمود غزة بمحاضرة لحنين زعبي، وبالصور والفنّ والأفلام

اختتمت "جفرا"، الذّراع الشّبابي للتجمّع الوطني الدّيموقراطي في جامعة تل أبيب، فعاليّات إحيائها لذكرى الحرب على غزّة الثانية وصمود أهلها، والتي استمرّت على مدار يوميّ الاثنين والثلاثاء الماضيين، 3و4/12/2010.

وجاءت فعاليّات إحياء الذّكرى لهذا العام مكثفة ومتنوعة، إذ نصبت خيمة اعتصام أمام البوابة الرئيسية لجامعة تل أبيب، علقت فيها صور من واقع الحرب على غزة، عكست حجم الدمار والقتل والترويع الكبير الذي شهدته غزة خلال أيام الحرب الـ 22.

ثلاثة أفلام توثق مجزرة غزة ومأساة أهلها وصمودهم

كما تضمنت الفعاليات عروض ثلاثة أفلام من واقع الحرب غزة، عنوان أولها "To shoot an elephant"(113 دق)، وهو من إعداد ألبرتو آكري، ومحمد رجيلة، والذي يظهر الحصار الاقتصادي على القطاع قبل الاجتياح، واستهداف طواقم الاسعاف، ويفنّد ادعاء الجيش الاسرائيلي أنه كان يستهدف حماس، إذ يظهر استهداف المدنيين مباشرة.

أما الفيلم الثاني فعنوانه "شهود على المجزرة"(75 دق)، وهو عبارة عن 15 شهادة مختلفة لأطفال ونساء وشيوخ ورجال مدنيين، نجوا من الحرب، وأصيبوا خلالها، أو فقدوا أفرادا من عائلاتهم، ومنهم من فقد عائلاته كاملة، وهو من إنتاج قناة الحوار؛ أما الفيلم الثالث والرئيسي، فكان عنوانه "غزّة.. الجرح النّازف"(50 دق)، وهو من إخراج ميلود مختار، وإعداد وتعليق ربيع بركات، وقد تناول الفيلم تجربة المتطوعين العشرة الوحيدين الذين كانوا في غزة خلال الحرب، إضافة إلى تسليطه الضوء على القصف العشوائي وإصابة المدنيين واستهداف المساجد والوحدات الطبية، وقتل الأطفال، والانقسام وأثره على المقاومة، وعمليات المقاومة والمقاومين خلال الحرب؛ وقد عرضت الأفلام على شاشة كبيرة خارج الخيمة.

نشرة بالعربية والعبرية تضمنت معلومات إحصائية وحقوقية عن الحرب

وأصدرت "جفرا" بمناسبة الفعاليات، نشرة بالعربية والعبرية وزعتها على  طلاب جامعة تل أبيب، تضمنت بيانا سياسيا ومعلومات إحصائية ورقمية عن واقع الخسائر الانسانية والاقتصادية خلال الحرب، والحصار، بهدف تعريف الطالب العربي واليهودي في آن على حقيقة الحرب، وهي معلومات مستقاة من تقارير لمنظمات حقوق الانسان وتقرير غولدستون، وتضمنت النشرة مطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب وكسر الحصار فورا انطلاقا من الواجب الانساني والوطني والأخلاقي.

الطلاب عبروا عن مشاعرهم كتابة ورسما، وأشعلوا الشموع

وتضمنت الفعاليات أيضا تعليق جدارية حائط قماشية، كتب الطلاب عليها ووقعوا شعارات ونداءات أبدوا من خلالها توحدهم مع ألم غزة، ومطالبتهم بتحقيق السلام العادل والشامل، وإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني، من بينها كانت شعارات مثل: "غزة حرّة"، "إرفعوا الحصار عن غزّة"، و"في غزّة.. حين تسرق البسمة من شفاه الأطفال"، "فلسطين حبيبتي"، و"نعم لكسر الصّمت الدّولي".

وأشعل الطلاب المشاركون على مدار يومين عشرات الشموع لغزة، وذلك تعبيرا منهم عن توحدهم مع أبناء شعبهم.

وشهدت الخيمة زيارة لطلاب أجانب، ومناقشات عديدة مع الطلاب اليهود حول رؤية التجمع السياسية، والحلول التي يطرح حول القضية الفلسطينية، وقضية اللاجئين، والحصار، والجدار، والاحتلال، والنكبة، والموقف من حماس، ومن الدول العربية، وما إلى ذلك.

حنين: النضال ضدّ العنصرية والحصار والمجازر مسؤولية من مسؤوليات الحركة الطلابيّة

أما الفعالية الرئيسية، فكانت محاضرة لعضوة الكنيست عن التجمع، حنين زعبي، تناولت فيها الأهداف السياسية للحرب على غزة وتداعياتها، افتتحت بترحيب الطالب علي مواسي بالحضور ومباركته مشاركتهم باسم التجمع وجفرا، ومرحبا بحنين زعبي، قائلا إنها "تدعى اليوم لا لأنها ممثلة للتجمع والتجمعيين فقط، إنما أيضا، وبالأساس، لجهودها في فضح الممارسات الاسرائيلية ومساهتمها في كسر الصمت الدولي على الحصار والحرب، وذلك من خلال مشاركتها في أسطول الحرية، وحملة كسر الحصار الدولية، وعشرات الندوات والمحاضرات واللقاءات والمؤتمرات الدولية والاعلامية"، كما رحب مواسي بالسيد مراد حداد، عضو المكتب السياسي في التجمع ومسؤول الحركة الطلابية، وبالسيد ممدوح اغبارية، مركز الحركة الطلابية التجمعية.

ثم وقف الطلاب دقيقة حداد على أرواح شهداء غزة، واحتراما لتضحيات أهلها وصمودها، لتبدأ بعد ذلك زعبي محاضرتها التي حضرها عشرات الطلاب العرب، ومجموعة من الطلاب اليهود المؤيدين لخطابها، وبمشاركة سامي أبو شحادة، سكرتير التجمع في يافا، ومجموعة من أعضاء التجمع الشباب في يافا.

وتناولت زعبي في محاضرتها، الأسباب السياسية الحقيقية التي وقفت وراء إعلان إسرائيل حربها على غزة، في مناخ يكتظ بالعنصرية وإلغاء الآخر تماما، وذلك بعد أن أثقلت أهل غزة بحصار وتجويع هدف إلى إضعافهم لتكون ضربتها قاضية، فتجبر الفلسطينيين حينها على تقبل شروطها السياسية تحت قصف الطائرات.

ونوهت زعبي إلى أن التعامل مع المناسبة، يجب ألا يكون من منطلق إحياء "لذكرى حرب"، إنما "لذكرى صمود وثبات وصبر أهل غزة، وتضحياتهم التي قدموها لنا جميعا لتظل رؤوسنا مرفوعة"، فنؤكد على ما قدمه أبناء شعبنا من تضحيات أفشلت المساعي الاسرائيلية.

واعتبرت زعبي أن التركيز الاعلامي الضخم على "أسطول الحرية" آلمها، ولم يفرحها أو يفرح المنظمين، وذلك لأن القضية الأساسية هي غزة وأهلها وجراحها، وليس الأسطول والمشاركين فيه، لكنها أكدت على الدور الكبير الذي أدته حملة الأسطول وحملات سابقة ولاحقة في فضح الصمت الدولي، وتذكير العالم أن هناك سجن ضخم محاصر اسمه "غزة"، وأن العالم يتحمل مسؤولية مواطنين الأبرياء. وتطرقت إلى الآليات الممكنة للمساهمة أكثر في كسر الحصار، على الصعيد المحلي والدولي.

وعن دور الطلاب العرب في الجامعات، أشارت زعبي إلى أن الطلاب يمكنهم فعل الكثير وتغيير الكثير، وذلك لأنهم على احتكاك وتعامل مباشر ويومي مع المجتمع الاسرائيلي، ومن واجبهم أن يقوموا بأنشطة وفعاليات وخطوات عملية، يوحدون من خلالها صفوفهم بصفتهم جماعة أقلية أصلانية، وأن يسمعوا صوتهم المغيب للجانب الآخر، وأن يذكروا دائما بعضهم والمجتمع الجامعي الاسرائيلي بقضيتهم العادلة، وبمأساة شعبهم، وبجرائم الحرب، والحصار. وطلبت منهم أن يبادروا دائما للرد على أي مظاهر عنصرية يواجهونها في الجامعة، وأن يعترضوا عليها بالأساليب القانونية ومن خلال وسائل الاعلام والمؤسسات الحقوقية.

كما أكدت زعبي خلال إجابتها على أسلئة الطلاب حول رؤية التجمع السياسية، أن التجمع يطالب بإقامة حكم ذاتي ثقافي للأقلية العربية في الداخل الفلسطيني، والاعتراف بهم أقلية قومية، كما هو الحال في نماذج غربية ديموقراطية حقيقية، وأن خطاب التجمع تمكن من رفع السقف السياسي بمطالبته تغيير طابع الدولة وجوهرها اليهودي لتكون دولة "كل مواطنيها"، وليتم إلغاء الامتيازات التي تمنح لليهود واسئصال العنصرية نهائيا، وأنه طرح الأسئلة الأصعب على المؤسسة الاسرائيلية، وأن مطالبه لم تقتصر على المساواة المدنية، مؤكدة أن وجود التجمع ألغى ظواهر عديدة كانت تظهر نوعا من التشويه والبلبلة في الانتماء، مثل معايدة رئيس الدولة في عيد الاستقلال، ورفع العلم الاسرائيلي في المناسبات العامة وما إلى ذلك.

ميرنا متّى وخضر شاما يغنيان للوطن والقضية

هذا وقدم كل من الفنانين ميرنا متّى (غناء)، وخضر شاما (عزف على العود)، أمسية غنائية ملتزمة، قدما خلالها مجموعة من الأغاني الوطنية والقومية، وقد افتتاحاها بنشيد "موطني" الذي وقف عليه الطلاب، ألحقاه بمجموعة من الأغاني مثل "شدوا الهمة"، "على طريق عيتيت"، و"منتصب القامة أمشي"، وغيرها، وذلك وسط مشاركة الجمهور وغنائهم. 

التعليقات