الفتيات العربيات يحصلن على 40% ميزانيات أقل من اليهوديات

الميزانية التي تخصصها الوزارة سنويا للفتاة اليهودية تصل إلى 76551 شيكل، بينما معدل الميزانية التي تخصص للفتاة العربية لا تتعدى 30 ألف شيكل، ما يكشف عن عمق التمييز والإجحاف وفوارق بالميزانيات تصل لنحو 44954 شيكل.

الفتيات العربيات يحصلن على 40% ميزانيات أقل من اليهوديات

كشف تقرير صادر عن مركز الأبحاث التابع للكنيست الإسرائيلي، النقاب عن تمييز وإجحاف بكل ما يتعلق بالميزانيات المخصصة لمعالجة الفتيات العربيات بضائقة، مقارنة بالميزانيات التي تخصص للفتيات من ذات الشريحة الاجتماعية بالمجتمع الإسرائيلي.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة 'هآرتس'، فإن وزارة الرفاه الاجتماعي تستثمر ميزانيات أكثر لمعالجة الفتيات بضائقة بالمجتمع الإسرائيلي والتي تصل 70% أكثر من تلك الميزانيات التي تخصص للفتيات بالمجتمع العربي.

ويستدل من المعطيات الواردة بالتقرير، بأن الميزانية التي تخصصها الوزارة سنويا للفتاة اليهودية تصل إلى 76551 شيكل، بينما معدل الميزانية التي تخصص للفتاة العربية لا تتعدى 30 ألف شيكل، ما يكشف عن عمق التمييز والإجحاف وفوارق بالميزانيات تصل لنحو 44954 شيكل.

وتعرف وزارة الرفاه الاجتماعي 'الفتاة في ضائقة' على أنها كل فتاة عزباء بجيل 12 إلى 25 عاما ذات تصرفات تشكل خطرا عليها وتتواجد بحالة انهيار أو تدهور أو عرضة للتدهور والانحراف بسبب أحداث مأساوية عاشتها وتمر بها.

ويتضح من الإحصائيات الرسمية الواردة بالتقرير، أنه خلال عام 2015 تم تشخيص وتحديد 4500 فتاة عربية التي تستجيب للمواصفات التي حددتها الوزارة لتحديد 'الفتاة في ضائقة' وبموجب هذه المواصفات تحصل على الميزانيات ومختلف الخدمات.

بينما في المجتمع الإسرائيلي، فالفتيات اليهوديات اللواتي عرفن كـ'فتيات في ضائقة' 11700 فتاة، لكن فارق الميزانيات الذي خصص للفتيات الإسرائيليات كان شاسعا ووصل لنحو 900 مليون شيكل سنويا، بينما للفتيات العربيات بضائقة بلغت الميزانية السنوية 200 مليون شيكل.

قضية أخرى سلط التقرير الضوء عليها والتي لا تقل أهمية عن التمييز والإجحاف في الميزانيات، هي أن 59% من الفتيات العربيات في ضائقة يتم توجيههن للرعاية والمبيت في مؤسسات مغلقة، وذلك على الرغم من اعتراف الجهات المختصة في وزارة الرفاه بأن إطار المؤسسة المغلقة غير مناسب للفتيات العربيات ولا يتلاءم مع احتياجاتهن، بحيث أن 9% من الفتيات العربيات بضائقة فقط يصلن للحصول على الخدمة والرعاية والمبيت في المؤسسات المغلقة.

 هذه الحقيقة، عززتها مديرة خدمات الأطفال والشبيبة في وزارة الرفاه الاجتماعي، داليه ليف سديه، مؤكدة أن العائلات العربية التي لديها فتاة بضائقة تتحفظ بل وتعارض أن تحصل ابنتها على الخدمة والرعاية والمبيت في المؤسسة المغلقة.

وتفضل العائلة، بحسب المديرة ليف سيده، أن تحصل ابنتها على الرعاية والخدمة والاستئمارة خلال تواجدها بالمنزل، ما يؤكد أن توفير إطار علاجي يومي لهذه الشريحة من الفتيات هو الأنسب، لكن إلى الآن تتواجد فقط مؤسستان للرعاية والخدمة اليومية للفتيات العربيات في ضائقة.

مختلف الأطر العربية التي توفر الرعاية والخدمات للفتيات في ضائقة هي الأخرى تعاني الإجحاف والتمييز في الميزانيات التي ترصدها الوزارة مقارنة مع ميزانيات الأطر والمؤسسات بالمجتمع الإسرائيلي.

مشروع 'البيت الدافئ' الذي يقدم خدمات يومية للفتيات بالمجتمع العربي يحصل فقط على 17% من الميزانيات التي من المفروض إن ترصد له، وذلك على الرغم أن هذا الإطار هو الأفضل للفتيات العربيات في ضائقة، لكن على الرغم من ذلك لا يتم تطوير 'البيت الدافئ' وتوسيعه وتوفير الميزانيات له.

التمييز والاجحاف لا يقف عند وزارة الرفاه الاجتماعي، ثمة معلومات وارد في تقرير مركز الأبحاث التابع للكنيست تؤكد أن وزارة الصحة وبدون أي مبرر تمتنع عن تمويل الخدمات العلاجية ولا توفر الأطر والبرامج في المجتمع العربي للفتيات بضائقة، بحيث لا يوجد أي خدمات علاجية لهذه الشريحة من الفتيات.

التعليقات