أم الفحم: عوائل الشهداء تروي ذكرياتهم لـ"عرب 48"

أعرب أقارب الشهداء الثلاثة محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضي جبارين (19 عاما)، من مدينة أم الفحم عن امتعاضهم وتذمرهم الشديدين في أعقاب ما عانوه بسبب احتجاز جثامين أبنائهم،

أم الفحم: عوائل الشهداء تروي ذكرياتهم لـ"عرب 48"

هنا يرقد شهداء أم الفحم (عرب 48)

أعرب أقارب الشهداء الثلاثة محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضي جبارين (19 عاما)، من مدينة أم الفحم عن امتعاضهم وتذمرهم الشديدين في أعقاب ما عانوه بسبب احتجاز جثامين أبنائهم منذ الاشتباك المسلح التي وقع في المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة بتاريخ 14.7.2017.

 

وانتقدوا بشدة المماطلة التي انتهجتها المؤسسة الإسرائيلية في تسليم جثامين الشهداء لذويهم وأسرهم، حيث جرى مواراتهم الثرى في مسقط رأسهم، أم الفحم، فجر الخميس الماضي بمشاركة أكثر من 10 آلاف مشيّع من أم الفحم والمجتمع العربي الفلسطيني.

استشهد قبل زفافه بشهر

وقال عم الشهيد محمد أحمد محمد جبارين، الحاج موسى جبارين، لـ'عرب 48'، إن 'الشهداء الثلاثة كانوا كغيرهم من الشباب الذين أحبوا القدس والمسجد الأقصى'.

وأضاف أن 'ابن شقيقي كان يستعد لحفل زفافه الذي كان من المفترض إقامته بتاريخ 25.8.2017، علمًا أن المرة الأخيرة التي شاهدته فيها كانت قبل استشهاده بنحو ستة أيام، حينما طلب من والده ووالدته آنذاك بأن يرافقاه لزيارتي، وذلك ما حصل بالفعل'.

وعن كيفية تلقيه نبأ وقوع الاشتباك، استذكر قائلًا إنني 'كنت نائما فجر يوم الجمعة الماضي، قامت ابنتي بإيقاظي وأبلغتني بنبأ استشهاد ابن شقيقي في المسجد الأقصى، حيث قمت مفزوعا آنذاك ولا أتذكر ما حدث بعدها'.

وأعرب عن تذمره من تعامل الشرطة، حيث قال إنها 'تتعامل مع المواطنين العرب ككل بشكل مستفز، مع الإشارة إلى أن قواتها قامت في اليوم الأول من وقوع الاشتباك بمحاصرة منزل شقيقي وأقدمت على اعتقال أحد أبنائه وهو متزوج ولديه 5 أولاد، حيث أنه لا يزال رهن الاعتقال منذ الرابع عشر من الشهر الجاري حتى اليوم دون أن نعلم الأسباب'.

ووصف أوضاع ذوي الشهداء بالقول، إن 'الحسرة في قلوبهم، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان بفقدان أبنائهم'.

وختم جبارين بالقول إن 'الشهداء خرجوا من منازلهم في جنازة مهيبة يفتخر بها، ومن هنا نتوجه بالشكر لكل من وقف إلى جانبنا في مأساتنا وقدم لنا واجب العزاء، سواء إن كان من أم الفحم أو خارجها'.

أدى مناسك العمرة واستشهد قبل زفاف أخته

وذكر خال الشهيد محمد أحمد مفضي جبارين، محمود إغبارية، لـ'عرب 48' إن 'ابن شقيقتي كان شابا صاحب أخلاق حميدة وكانت تربطه علاقة طيبة مع كل من عرفه، كما أنه كان متدينا ومواظبا على أداء الصلوات والصوم مثله كمثل الشهيدين الآخرين'.

وتابع أن 'ابن شقيقتي كان قد أدى مناسك العمرة في شهر رمضان الفضيل، وكان من المفترض أن يشارك شقيقته بحفل زفافها بعد نحو شهرين إلا أن القدر شاء غير ذلك'.

وعن المرة الأخيرة التي شاهد فيها الشهيد، قال إنها 'كانت صباح يوم الإثنين الذي سبق وقوع الاشتباك، حيث طرح علي السلام عندما كان في طريقه للعمل آنذاك، وفي يوم الجمعة أثناء تواجدي في العمل تلقيت اتصالا يفيد باستشهاد ابن شقيقتي، حيث لم أستوعب وأصدق للوهلة الأولى إلا أنه سرعان ما تأكدت من صحة النبأ في وقت لاحق'.

وعن الجنازة التي أقيمت للشهداء، أشار إلى أنها 'كانت بمثابة مهرجان وعرس لم تشهد البلاد مثله من قبل، الحمد لله على كل شيء، ونسأل الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان'.

جنازة مهيبة وعرس فلسطيني

وقال قريب الشهداء، أدهم جبارين، لـ'عرب 48'، إن 'الأجواء التي تسود أم الفحم، اليوم، أفضل بكثير مما كانت عليه قبل تشييع جثامين الشهداء، حيث سبق ذلك قضاء أوقات عصيبة مشحونة بالترقب والغليان على مدار 13 يوما إلى أن استلمنا جثامين الشهداء وقمنا بتشييعهم'.

وتطرق إلى سيرة الشهداء الثلاثة، حيث قال إنهم 'كانوا شبانا طيبين وأصحاب سمعة حسنة وصفات حميدة، فقد اجتهدوا في عملهم وأيضًا في أداء صلواتهم والرباط في المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى ممارستهم لرياضة 'الكيك بوكس'، ولم نعرف عنهم سوى أنهم من خيرة شباب أم الفحم'.

وأكد أننا 'حتى الآن نكاد لا نصدق ما حصل ولسنا على دراية بأسباب ودواعي ذلك، ففي النهاية لا يسعنا سوى أن نقول قدر الله وما شاء فعل، نسأل الله أن يتغمد الشهداء الثلاثة بواسع رحمته وأن يلهم عائلاتهم الصبر والسلوان'.

وختم جبارين بالقول إن 'الجنازة التي أقيمت للشهداء كانت مهيبة وبمثابة عرس فلسطيني، فعلى الرغم من الشروط التي وضعتها الشرطة بمشاركة 480 شخصا فقط، رأينا بأن عدد المشيعين بلغ أكثر من 20 ألف شخص لتتحول تلك الليلة إلى نهار في أم الفحم، وبدون شك أن هذه المشاركة الحاشدة ساهمت في رفع معنويات عوائل الشهداء والتخفيف من المصاب الأليم الذي حل عليهم'.

التعليقات