ارتفاع أسعار الخبز.. كيف سيؤثر على المجتمع العربي؟

تعتبر الطبقات الفقيرة ومنها المجتمع العربي الأكثر تضررا من رفع أسعار الخبز في البلاد، باعتباره منتجا أساسيا في سلة الغذاء للعائلة العربية، وذلك في ظل ارتفاع أسعار الحبوب والقمح بسبب الحرب في أوكرانيا وانحسار الصادرات منذ شباط/فبراير الماضي.

ارتفاع أسعار الخبز.. كيف سيؤثر على المجتمع العربي؟

"المجتمع العربي سيتضرر بشكل مباشر وصعب" (عرب 48)

تعتبر الطبقات الفقيرة ومنها كثير من العائلات في المجتمع العربي، الأكثر تضررا من رفع أسعار الخبز في إسرائيل، باعتباره منتجا أساسيا في سلة الغذاء للعائلة العربية، وذلك في ظل ارتفاع أسعار الحبوب والقمح بسبب الحرب في أوكرانيا وانحسار الصادرات منذ شباط/ فبراير الماضي.

وقررت وزارة المالية الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، رفع سعر الخبز بنسبة 20% حيث من المقرر أن تشمل زيادة الأسعار، الخبز الأسود والأبيض، المقطع إلى شرائح، أو الكامل. على سبيل المثال، سيرتفع سعر الخبز الأسود المقطع ليصل سعر المنتج على المستهلك من 7.10 إلى 8.5.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" رجل الأعمال ونائب الغرفة التجارية في حيفا، إلياس مخول، حول تداعيات ارتفاع أسعار الخبز على المستوى المحلي والعالمي.

إلياس مخول

"عرب 48": كيف ستتأثر العائلة العربية من جراء ارتفاع أسعار الخبز؟

مخول: يجب أن نعي أن المشكلة عالمية، ولكن المجتمع العربي سيكون متضررا بشكل كبير كوننا نعيش على هامش الاقتصاد الإسرائيلي، لذلك سنتأثر بشكل مباشر وصعب، والارتفاع سيكون بمقدار 20%، وأتوقع أن تقدم الحكومة الإسرائيلية على تدعيم أسعار الخبز، وبالتالي هذه الزيادة إن حصلت ستقابلها عودة الأسعار إلى سابق عهدها وربما تنخفض.

"عرب 48": ما أسباب ارتفاع أسعار الخبز، وهل من علاقة للحرب في أوكرانيا؟

مخول: ارتفاع أسعار الخبز لا يمت بصلة مباشرة بارتفاع أسعار القمح أو قلة وجوده، وإنما يعود بالأساس إلى ارتفاع أسعار الطاقة التي تؤثر بنهاية المطاف على أسعار التصنيع والنقل، وكذلك عملية إنتاج الخبز وإيصال القمح إلى الأسواق، وهذا يعني أن جميع الأسواق تتأثر من ارتفاع الطاقة التي ارتفعت على جميع المستويات بصورة عرضية، ما أدى إلى عدم إنتاج المزيد من الطاقة وارتفعت الأسعار، وكذلك الأمر بالنسبة للقمح.

العالم غير مهيئ للظروف التي نعيشها الآن فهي ظروف فجائية، والمثال هو إلغاء العمل بمخازن الطوارئ لأن العالم أصبح قرية كونية واحدة والتعامل التجاري سهل وسريع، وبالتالي العالم اليوم يواجه حالة طارئة وهي الحرب الدائرة في أوكرانيا.

"عرب 48": هل ستتأثر الأسواق العالمية بنقص القمح باعتبار أوكرانيا مصدرا أساسيا في العالم؟

مخول: الأنواع الحديثة والمستحدثة للقمح في العالم سواء مهجنة أو غير مهجنة تعطي غلة ضعفي إلى 3 أضعاف أو أكثر مما كانت تعطي قبل عقدين أو ثلاثة عقود، على سبيل المثال الهكتار (10 دونمات) الذي كان بين من 2.5 إلى 3 أطنان ينتج اليوم من 7 إلى 8 أطنان مع جودة قمح عالية، لذلك فإن كثرة سكان الأرض لا تعني أننا أمام نقص في القمح والطحين، لأن هناك تحسنا في الإنتاج، على الرغم من وجود احتكار وسيطرة عالمية على إنتاج القمح، وهذه أمور مخفية، وبعض الأسواق لا يسمح لها بإنتاج أكثر من جزء من حاجتها المحلية.

السياسة العالمية تقرر هذه الأمور، والنيل الأزرق جنوب السودان قادر على إنتاج ما يكفي كل إفريقيا مثلا، لكنها مناطق تحتاج الاستيراد وحتى لو زرعت تقوم بزراعة حبوب وأصناف لا تعطي الغلة الموجودة في الدول المتقدمة، وهناك احتكار للإقماح ومشكلة واضحة للعيان في روسيا وأوكرانيا، وطبعا هناك أميركا الشمالية وأوروبا الغربية، ولا يخفى على أحد أن الصين والهند لديهما اكتفاء ذاتي، لذلك أعتقد أن القمح لن ينقص في العالم، لأن الزراعة لا تحدث في موسم واحد، والحصاد ليس في شهر واحد في العالم، فهي على مدار السنة، فإن حدث نقص في منطقة هناك حصاد في منطقة أخرى وهكذا، وهناك منظمة الغذاء العالمية التي تسعى دائما إلى إحداث توازن في العرض والطلب.

"عرب 48": إذن لماذا نشعر أن القمح قد ترتفع أسعاره بشكل لافت؟

مخول: إن القمح تحدد أسعاره في البورصة العالمية المتواجدة في نيويورك وهناك يتم التحكم بأسعار القمح والكميات على المستوى العالمي، وبإمكان أي دولة في العالم أن تقوم ببيع أو شراء كميات من القمح من هذه البورصة وتحدد أسعارها، وعلى سبيل المثال إسرائيل قدمت هذا العام سعرا منخفضا عن العام السابق بما يعادل 300 شيكل تقريبا، وهذه البورصة عمليا لا تتأثر مباشرة مع الارتفاع لأن السعر جرى تحديده سلفا في وقت سابق، وما يتغير هو النقل والطاقة والتوقع أن يرتفع أيضا سعر حب القمح المخصص للزراعة للسنة القادمة لأن تكلفة الإنتاج ارتفعت.

النقطة الأساسية هي الحاجة إلى إدارة اقتصاد العائلة، علمًا بأن العائلة الفلسطينية المتوسطة تحتاج من 400 إلى 500 كلغم من القمح سنويا، وثمن ذلك بالحد الأقصى 800 شيكل، هذا لا يشكل عبئا إذا ما تخلت العائلة عن شراء الخبز الجاهز، وشخصيا آمل أن نعود إلى الخبازة الصغيرة في البيت مع الحفاظ على الخبز بطبيعته وقشرته فهناك فائدة القمح.

"عرب 48": على الأقل في المجتمع العربي هذا غير ممكن؟

مخول: نعم هذا صحيح، المرأة خرجت إلى العمل وهذا حقها في المساواة بالعمل، ولا زال الخبز منتجا أساسيا للعائلة العربية رغم تراجعه كثيرا عن السابق، ولا شك أن المجتمع العربي والمتدينين اليهود بالإضافة إلى بعض الفئات الأخرى، الأكثر تضررا من جراء هذا الارتفاع.

من أجل مكافحة هذا الارتفاع يجب إعادة تدعيم الأسعار وكذلك العودة إلى ما كان معروفا سابقا بمخازن الطوارئ لمثل هذه الظروف، اليوم الحرب محصورة ولكن ماذا لو امتدت إلى مناطق أخرى، عندها سيكون نقص في الغذاء ومع ذلك رغم ارتفاع الأسعار أتوقع أن يكون القمح متواجد بشكل أكبر في العالم بالسنة القادمة لأن العالم يتأهب ويزرع وفقا لحاجات السوق العالمي.

التعليقات