31/10/2010 - 11:02

النكبة ومحاولات إنجاح ما لم تحققه إسرائيل!../ نزار السهلي*

النكبة ومحاولات إنجاح ما لم تحققه إسرائيل!../ نزار السهلي*
بعد العام الحادي والستين على نكبة الشعب الفلسطيني بتهجيره واقتلاعه من أرضه، لا يزال الشعب الفلسطيني يعيش أيام النكبة المتواصلة التي عصفت بالمنطقة العربية وشعوبها، مهددا السلم الدولي كيان غاصب استيطاني عنصري فاشي زرع في المنطقة بمساعدة القوى الاستعمارية الكبرى كأداة لتفتيت شعوب المنطقة، تقوده الحركة الصهيونية التي بذلت الجهد في تسويق أساطيرها الخرافية ليدفع الشعب الفلسطيني الثمن ممتدا في فصول الدماء وافتراس الأطفال والأرض في أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية ضد سكان فلسطين العرب وأصحابها التاريخيين

مات الكبار ولم ينس الصغار، كما تمنى بن غوريون، وغزة شامخة، ولم يبتلعها البحر كما تمنى رابين، والناصرة وأم الفحم وعكا وسخنين ويافا والقدس وعرابة والمجدل وترشيحا وكل قرية داخل فلسطين 48 بسكانها الأصليين العرب نمت كشوكة في حلق الاحتلال إلى اليوم.

منذ قرن ونصف والشعب الفلسطيني يقاوم محاولات شطبه وإلغائه من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها التي قادت أبشع الجرائم التي رافقت اسم إسرائيل أينما ذكرت، ومن خلال سياسة استعمارية استيطانية تهدف إلى إضعاف وتهميش سكان البلاد الأصليين وإعاقة تطورهم، وصولا إلى إنهاء وجودهم الذي يتمناه عتاة اليمين المتطرف أمثال الصهيوني ليبرمان ونتنياهو الذي فرض شرط الاعتراف بيهودية الدولة كمدخل لأي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني لتسهيل عملية ترانسفير جديدة ونكبة جديدة مضافة إلى أعوام العدوان الحادية والستين ضد الشعب الفلسطيني.

المقاربة الإسرائيلية للسلام التي تحدث عنها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، والتسريبات التي جرى التطرق لها حول الصياغة الجديدة لرؤية الأطراف العربية للحل السلمي، تقود بمجملها إلى نفس الرؤية التي تراها المؤسسة الصهيونية الحاكمة في تنفيذ سياسات العدوان المتواصل والحصول على جوائز من العالم العربي والإسلامي في استمرار النكبة وآثارها الممتدة عبر تاريخ الصراع.

ومما قاله نتنياهو: "ثمة تحدٍ كبير أخذ ينشأ لكنه يحمل في طياته أيضاً فرصاً كبيرة. لقد أصبح صدى الخطر المشترك يدوّي على ألسنة القادة العرب في كافة ربوع الشرق الأوسط مثلما تردده إسرائيل مراراً وتكراراً ومعها الأوروبيون وحكومات مسؤولة كثيرة في أنحاء العالم. لو كان عليّ اختصار هذا الخطر بجملة واحدة لقلت ما يلي: لا يجوز السماح لإيران بتطوير السلاح النووي؛ ولو كان عليّ اختصار الفرصة المتاحة بكلمة واحدة لكانت هذه الكلمة هي "التعاون" بمعنى التعاون بين إسرائيل والعالم العربي، والتعاون بين إسرائيل والفلسطينيين وبالتالي أود الحديث بمنتهى الوضوح – إننا لن نتخلى عن أمن دولة إسرائيل أبداً؛ ثانياً: لكي يتسنى التوصل إلى تسوية سلمية نهائية يترتب على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية أي كالدولة القومية للشعب اليهودي".

التعاون الأمني والسلام الاقتصادي والسلام مع الدول العربية أبرز النقاط التي طرحها نتنياهو دون ذكر للحقوق الفلسطينية الثابتة وعدم الاعتراف بحق العودة للاجئين، وتكراره عدم الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة، وعدم اعترافه بالقرارات الدولية المتصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، التي ضجر البعض منها كتسمية وأخرج نفسه من معادلة الصراع ظانا أنه بمنأى عن الخطر رغم المعاهدات "السلمية" التي لا تحمي من أطماع التوسع والسيطرة الإسرائيلية لخلق مناخ عربي أكثر انهزاما وأقل تطورا وأكثر خضوعا.

وما تشهده قبلة العرب "واشنطن" في الأيام والأسابيع القادمة لأطروحات بدأ اللعاب العربي والفلسطيني يسيل لها لا تقل خطورة عما سبقها من محاولات فرض الأجندة الإسرائيلية والأمريكية على الطرف الفلسطيني والعربي. وكثرة الجعجعة عن الحكومة اليمينية الصهيونية المتطرفة المتمثلة بأقطاب العنصرية دون أن نرى طحينا لن توقف المشروع الصهيوني في إكمال السيطرة على الأرض التي انبرت المؤسسة الصهيونية في حملة التهويد الضخمة لمدينة القدس ومحاولات فرض الاعتراف بيهودية الدولة وما يتعرض له الفلسطينيون في أراضي 48 والعدوان المتواصل على كل نواحي الحياة في الضفة وغزة وإدامة الحصار والتجويع والحواجز والاستيطان. كلها تؤشر إلى منح الصهيوني الفرصة والوقت لإنجاح وإتمام فصول النكبة المستمرة بعد أن نجحت الحركة الصهيونية في تقديم نفسها للبعض العربي على أنها دولة ديمقراطية تعيش بين مجموعة من الإرهابيين الحاقدين الذين يعكرون صفو السلام في المنطقة وحان الوقت للضغط عليهم للقبول بالسلام الإسرائيلي الذي مدت إسرائيل يدها لهم..
وهم يرفضون "إنجاح نكبتهم" وسيقاومون لواحد وستين عاما أخرى..

التعليقات