31/10/2010 - 11:02

ماذا عن أخطر "غوانتانامو"في العالم!../ نواف الزرو

ماذا عن أخطر
وفق ما أوردته وكالات الأنباء المختلفة فان "أول قرارات الرئيس اوباما... كان "إغلاق معتقل غوانتانامو خلال عام وحظر استخدام العنف في التحقيقات مع المشتبه بضلوعهم في الإرهاب"، كما أمر أوباما بـ"إغلاق كافة مراكز الاعتقال التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) خارج الولايات المتحدة والمخصصة لاحتجاز المشتبه بضلوعهم في الارهاب/ ـ ا ف ب/2009/1/23"، وقال "إن على السي آي ايه ان تغلق بالسرعة الممكنة أي منشأة اعتقال تقوم بتشغيلها حاليا، وعليها ألا تشغل مثل هذه المنشآت في المستقبل".

إذن- وبعد سنوات من الأضواء المسلطة على هذا المعتقل الامريكي سيء السمعة والصيت، يأتي الرئيس الأمريكي الجديد ليغلق ملف هذا المعتقل في سياق قناعات وسياسة جديدة ترمي إلى"تجميل الوجه الأمريكي الأبشع الذي صقله الرئيس المغادر بوش بجدارة إرهابية نادرة...!.

ونتساءل في رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي الجديد:
ماذا أيها الرئيس بالنسبة لأضخم وأخطر"غوانتانامات" على وجه الكرة الأرضية ...!.

ماذا ايها الرئيس عن أكثر من إثني عشر ألف معتقل فلسطيني يرزحون في غوانتانامات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات وعقود، بل ان بعضهم خلف القضبان منذ اكثر من ثلاثين عاما...؟!.

بل ماذا أيها الرئيس أوباما عن أضخم "غوانتانامو- قطاع غزة" الذي وصفه العديدون بأنه "أضخم معتقل جماعي على وجه الكرة الأرضية"...؟!.

ولماذا لا تتضافر كل الجهود الأمريكية في عهدكم وكذلك الجهود الأوروبية والأممية من أجل إجبار "إسرائيل" التي تعتبر "أكبر دولة مارقة في العالم "على إغلاق كافة الـ"غوانتانامات" الموزعة على امتداد مساحتها...؟!
وعن معتقل غزة في ظل المحرقة الاسرائيلية الأخيرة شبهت الفاتيكان ظروف العيش في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي بـ"معسكر اعتقال كبير"، وقال وزير العدل والسلام بالفاتيكان الكاردينال ريناتو مارتينو في مقابلة نشرتها صحيفة إيطالية "انظروا ظروف العيش بغزة، إن ذلك يشابه بشكل متزايد معسكر اعتقال كبيرا/الجزيرة".

ومن جانب آخر، وصف رئيس الوزراء التركي أردوغان قطاع غزة، بالسجن الكبير الذي يقبع فيه جميع سكان قطاع غزة"، وأضاف: "أن إسرائيل حوّلت فلسطين إلى سجن في الهواء وغزة إلى كومة ركام (يو بي آي) الخليج".

وانضم رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني الفرنسي إلى وزير العدل والسلام بحكومة الفاتيكان في وصف قطاع غزة بـ"أنه شبيه بالمعتقلات النازية، مما أثار سخط اتحاد المنظمات اليهودية في البلاد"، فقد صرح جان ماري لوبن لصحيفة لونوفيل أوبسرفاتور قائلا" إن غزة معتقل نازي كبير -الناس فيه ممنوعون من وسائل يدافعون بها عن أنفسهم/ الجزيرة"، وأضاف: "إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الضخم على شعب أعزل "يعيش في غيتو مغلق لا يضاهيه إلا المعتقلات النازية، وهو أمر صادم".

ولذلك- عبر الدكتور عزمي بشارة عن هذه الحقيقة تعبيرا عميقا قائلا: "لأن غزة عبارة عن معسكر اعتقال مكتظ ومزدحم ومغلق، يعيش فيه الناس دونما تمييز بين غني وفقير، ومقاوم وغير مقاوم، ومنتم لحماس وغير منتم لها، لا غابة ولا جبل ولا نهر، ولا مناطق محيَّدة يلجأ إليها الناس كما في لبنان، وحتى عندما يكون القصف غير عشوائي في غزة، فإنه يكون عشوائيا بالنتيجة.. لا يمكن للحرب على غزة إلا أن تكون جريمة حرب"، مضيفا:"هذه حرب على معسكر اعتقال، تتواصل فيها غارات على "غيتو" ضخم، تستخدم فيها طائرات الـ"أف 15" وال"أف 16". كان هذا الفعل بحد ذاته غير ممكن التصور قبل عشر سنوات، كان بحد ذاته غير ممكن التنفيذ دوليا.. لقد صنع باراك هذه السابقة في بداية الانتفاضة الثانية/ عــ48ـرب /2009/1/1".

وكذلك الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي كان أعلن "أن أرضنا لم تتحرر وإنما شُوهت، غزة تحولت إلى سجن كبير والضفة إلى معازل حقيقية تحت حراب الإحتلال".

وكان مدير المركز خليل أبو شمالة قد أكد المضمون ذاته قائلا: "إن 1.5 مليون فلسطيني في القطاع أضحوا اليوم نزلاء سجن كبير، في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال وجرائمه وصمت العالم المشجع له، وعجز الدول العربية حيال معاناة الفلسطينيين وموت الآلاف منهم جراء الحصار الإسرائيلي".

وهكذا- فان كنا نتوقف في الخلاصة المكثفة في هذا السياق المتعلق بـ"قرار الرئيس الأمريكي بإغلاق "معتقل غوانتانامو" وكافة المعتقلات الامريكية الأخرى في العالم"، فإننا بالضرورة نتوقف أمام" الغوانتانامات الإسرائيلية الموزعة على أنحاء فلسطين المحتلة، التي يصل عددها الى اكثر من سبعة وعشرين غوانتانمو، ولعل الأهم أيضا أن نتوقف أمام أضخم واخطر "غوانتانامو" على وجه الكرة الأرضية/"غوانتانامو –غزة" الذي تعتقل فيه دولة الاحتلال مليون ونصف المليون فلسطيني، في ظل شروط وظروف حياة هي الأسوأ من تلك التي يعيشها نزلاء"غوانتانامو كوبا".

فإن كان الرئيس الامريكي الجديد الذي يحمل سياسات وتوجهات جديدة خاصة بالمنطقة كما أعلن، فإن عليه أن يضع حدا لظاهرة "الغوانتانامات الإسرائيلية" ولـ"غوانتانامو- غزة" على وجه الخصوص، كبادرة حسن نية تجاه العرب وأهل فلسطين....! .

التعليقات