17/03/2022 - 15:01

إسرائيل وقطف ثمار الحرب على أوكرانيا

إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الحرب على أوكرانيا، فقد تحولت إلى ملجأ لمليارات الأولغارشيين الروس الذين فروا من العقوبات الغربية الذين باتت تحط طائراتهم الخاصة في مطار اللد.

إسرائيل وقطف ثمار الحرب على أوكرانيا

لاجئون أوكرانيون وصلوا إلى إسرائيل، حديثا (أ ب)

إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الحرب على أوكرانيا، فقد تحولت إلى ملجأ لمليارات الأولغارشيين الروس الذين فروا من العقوبات الغربية الذين باتت تحط طائراتهم الخاصة في مطار اللد، من جهة، و"ملاذا" لآلاف وربما عشرات آلاف اليهود الأوكران الذين تستغل ضائقتهم الإنسانية بغية تهجيرهم إلى إسرائيل وتحويلهم إلى وقود بشري لتعزيز مشروعها الاستيطاني، من جهة أخرى.

والأهم من هذا وذاك أن إسرائيل تستغل دخان الحرب على أوكرانيا وانشغال العالم بأحداثها لتكثيف قمعها الدموي للشعب الفلسطيني ومقاومته وتنفيذ الإعدامات الميدانية التي طالت في يوم واحد ثلاثة شبان فلسطينيين بينهم شهيد رهط، إلى جانب تمرير مخططاتها الاستيطانية في الضفة الغربية والنقب والجليل والجولان المحتل.

وكعادتها في أزمات عالمية سابقة، إسرائيل هي إسرائيل، لا يضيرها كما لا يعيبها الخروج عن السرب الغربي الذي تنتمي إليه وتأخذ موقف الحياد المنافق، حفاظا على مصالحها مع روسيا في سورية، ولا أن تكسر العقوبات المفروضة على الأولغارشيين الروس لتفوز بملياراتهم القذرة بادعاء أنهم يهود وينطبق عليهم قانون العودة الإسرائيلي، وهي تثبت مرة تلو المرة أنها فوق القانون وما ينطبق على دول العالم لا ينسحب عليها لأنها تحظى بالامتياز الأميركي.

مثلما استغلت إسرائيل انهيار الاتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن الماضي لجلب مليون مهاجر يهودي وغير يهودي إليها، ساهموا في تعديل ميزانها الديمغرافي أمام سكان البلاد الأصليين ورفدوا اقتصادها بخبرات وكفاءات علمية كانت سبب نهضتها الحالية، تخطط اليوم للاستفادة من الأزمة الأوكرانية لجلب 100 ألف مهاجر أوكراني وروسي جديد لدعم وتعزيز استيطانها على جانبي الخط الأخضر.

ومن اليوم الأول للحرب رأينا النشاط المتزايد لوكلاء "حباد" و"نتيف" والوكالة اليهودية وغيرها من المنظمات الصهيونية، وما تسمى بوزارة الاستيعاب داخل المدن الأوكرانية وعلى الحدود مع بولندا ورومانيا، في إطار ما سميت بعمليات "إنقاذ اليهود" واليهود فقط ، وشاهدنا ما يسمى بوزير "الشتات"، نحمان شاي، يصل بنفسه إلى بولندا لتنظيم عملية استقبال ونقل المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، كما شاهدنا وزيرة الداخلية، أييلت شكيد، تستقبل "اليهود فقط" في مطار اللد ورئيس حكومتها، نفتالي بينيت، يحتضن أطفالهم على سلم الطائرة.

هي مشاهد لم تتحملها حتى وزيرة الاستيعاب الإسرائيلية، أثيوبية الأصل بنينا تمانو شتا، التي وصفتها بعنصرية الرجل الأبيض، وغريب أنه لم يتم إيفاد الوزيرة ذات البشرة السوداء إلى الحدود البولندية مع أوكرانيا، رغم كونها وزيرة الاستيعاب وجرى الاستعاضة عنها بوزير الشتات، نحمان شاي، ذي الأصول البولندية، والمفارقة الأخرى أنه يجري فحص مقترح نزع اللباس العسكري لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يستقبلون المهاجرين الأوكران في مطار اللد لأنه يثير لديهم تداعيات غير مرغوب فيها.

لكن رغم التقديرات الإسرائيلية المتفائلة فإن أعداد المهاجرين الفعلية متواضعة، حتى الآن، حيث تشير المعطيات أنه منذ بداية الحرب على أوكرانيا وصل إلى اسرائيل 10282 أوكرانيا سجل 1125 كمستحقي دخول إلى إسرائيل حسب قانون العودة الإسرائيلي، وفق معطيات منظمة "نتيف"، و1700 وفق معطيات وزارة الاستيعاب، في حين سجل 6513 كغير مستحقين لدخول إسرائيل وفق قانون العودة الإسرائيلي. وكانت وزيرة الداخلية، أييلت شكيد، قد كشفت في وقت سابق أن 10% فقط من اللاجئين الأوكران الذين يفدون إلى إسرائيل هم من اليهود.

بالمقابل، وصل من روسيا 6126 وافدا حظي 1300 منهم فقط بتأشيرة "قادم جديد" ودخلوا إسرائيل استنادا إلى قانون العودة الإسرائيلي، بينما يتوقع أن يطالب 70% منهم بالحصول على هذه الوضعية.

وفي وقت يأخذ النقاش الإسرائيلي الداخلي والانتقادات التي تم توجيهها لشكيد، بحق، بالتعامل بعنصرية تجاه اللاجئين الأوكران غير اليهود الذين يرغبون بالدخول إلى إسرائيل، نحن نعرف أن أقوال الحق تلك يراد بها باطل يبتغي توسيع دائرة الهجرة إلى إسرائيل عن طريق تليين تعريف اليهودي أو السماح لغير اليهود بالتمتع بحق الهجرة والاستقرار في إسرائيل أيضا، ونحن نعرف أن الهجرة الروسية السابقة شملت نسبة عالية من غير اليهود، الذين باتوا يشكلون اليوم 5% من سكان إسرائيل غير العرب وغير اليهود.

التعليقات