31/10/2010 - 11:02

استحقاقات عربية ثقيلة على اجندة اوباما!../ نواف الزرو

استحقاقات عربية ثقيلة على اجندة اوباما!../ نواف الزرو
فاتورة الاستحقاقات العربية التي ورثها الرئيس بوش للرئيس الجديد أوباما كبيرة وثقيلة جدا...!
- فهل تأتي يا ترى حسابات الحقل –العربية - على قدر حسابات البيدر المتعلقة بالرئيس الأمريكي الجديد أوباما...؟!
- وهل تتحرك السياسات الأمريكية في عهده على نحو آخر مختلف عن سياسات بوش...؟
- وهل من المنتظر أن نرى صحوة أمريكية ضميرية في عهد أوباما ؟!
- أم سيبقى هناك وراء الأكمة ما وراءها من أجندات صهيونية..؟!
- إدارة الرئيس بوش نجحت وبحرفية متميزة في القضاء على المصداقية الأمريكية في المنطقة، فهل يعمل أوباما على استعادة هذه المصداقية المهدورة بقسوة...؟

أطلقوا على نتائج الانتخابات الأمريكية انها لحظة وعلامة تغيير تاريخية ...!
و أن ظاهرة-أوباما- حطمت كل القواعد ...!
وأنها تشكل استعادة للمكانة الأخلاقية الأمريكية..!
وتغييرا دراماتيكيا في قضية الأقليات والندية والاندماج المجتمعي...!
وكذلك تغييرا دراماتيكيا في نظام الانتخابات والنظام السياسي الأمريكي...!
وقالوا"إن الحلم الأسود يتحقق"...!
وذهب البعض إلى وصف أوباما بالمنقذ في أعقاب الانكشاف العسكري والأخلاقي والمعنوي الأمريكي في عهد الجمهوريين..!

فهل ينجح الرئيس الجديد بإحداث التغيير الدراماتيكي حقا..؟!
وهل ينجح في حمل ذلك الإرث الثقيل الذي ورثه إياه بوش...؟!
أم ينوء تحته وتحت الأزمات المفتوحة على أوسع نطاق...؟!
وهل ينجح حقا في تجميل صورة أمريكا التي بلغت في عهد بوش ذروة بشاعتها وكراهية الامم لها...؟!

المحلل الإسرائيلي المعروف الوف بن- كتب في هآرتس--24 / 10 / 2008/ يقول:" إن أوباما يريد أن يحسن صورة الولايات المتحدة في العالم، وان يميز نفسه عن جورج بوش المكروه، فبوش يعتبر في الدول العربية وفي أوروبا مؤيدا أعمى لإسرائيل".
- فهل يمكن حقا "تلميع الصورة الأمريكية" المشوهة...؟!
- وهل يمكن "تجميل الوجه الأمريكي-الرسمي-" ربما الأبشع والأقبح على وجه الكرة الأرضية"...؟!
- وهل يستطيع الرئيس الجديد حقا تلميع تلك الصورة...وكيف...؟!
- وهل يمكن أن تجد الإدارة الأمريكية جوابا شافيا على السؤال المقلق المزمن الذي هيمن لمراحل طويلة على الإعلام الأمريكي:
لماذا يكرهوننا في العالم –العربي والإسلامي على نحو حصري- ..؟!

إذا كان الرئيس الأميركي الجديد جاء لتلميع صورة أمريكا واستعادة هيبتها الأخلاقية والمعنوية، وإذا كان واردا في أجندته تحسين صورة أمريكا لدى الرأي العام العربي، فأمامه استحقاقات كبيرة -عليه أن يسددها- متراكمة من عهد بوش في كافة الملفات العربية، وعلى نحو خاص في فلسطين والعراق...!

ففي فلسطين شكل وعد بوش لشارون اخطر عدوان على الحقوق الفلسطينية، ففي مطلع نيسان عام 2004 وفي إطار قمة ثنائية أيضا جمعت بوش وشارون آنذاك أعلن الرئيس بوش عن "وعده لشارون" المتمثل بسلسلة تعهدات لإسرائيل، وكان "وعد بوش" لشارون ليس فقط يكرس ويعمق النكبة والمعاناة والظلم والطغيان التاريخي الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني، وإنما ينتج نكبة فلسطينية أخرى، ويلحق بالفلسطينيين المزيد من المعاناة والألم والعذاب، فإذا كان وعد "بلفور" قد أدى في المحصلة إلى ضياع 78% من فلسطين لصالح الدولة الصهيونية، فان "وعد بوش" إنما يجهز على ما تبقى من فلسطين ويصادرها أيضا هكذا ظلما وافتراءً وطغياناً لصالح تلك الدولة.

يطالب بوش في تعهداته لشارون الفلسطينيين والعرب ليس فقط بالتخلي عن حق العودة إلى فلسطين المغتصبة، وإنما بالتخلي أيضا وعملياً عن حلم وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حتى على مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة، فالعودة إلى حدود عام 1967 مستحيلة من وجهة نظره، في الوقت الذي يعترف فيه بحق "إسرائيل" في ضم التكتلات الاستيطانية الستة والقدس الكبرى التي تبتلع حسب التقديرات وحسب "مخططات شارون" نفسه من 55-60% من مساحة الضفة الغربية، وفي الوقت الذي يوافق فيه (بوش) على مواصلة "إسرائيل" بناء الجدران العنصرية التي تقطع أوصال جسم الضفة الغربية، وتحول ما يقع من أراض فلسطينية بين الجدار الكبير والنهر إلى معزل عنصري ومعسكرات اعتقال جماعية قمعية للشعب الفلسطيني.

وفي الملف العراقي، فإن ارث بوش يحتاج إلى معجزة للتكفير عنه...!
"نحتاج إلى قرون لمسح آثار الحرب"، هذا ما أعلنته وزيرة البيئة العراقية في باب "أقوال مأثورة" مع حمدي قنديل في برنامج قلم رصاص(فضائية دبي/2008/10/31).
إلى ذلك- فان المجازر الجماعية وسياسات الهدم والتدمير والهجرات الملايينية ونهر الدم العراقي ما تزال تتسيد المشهد العراقي بقوة مذهلة منذ الغزو، على الرغم من ادعاءات المصادر السياسية والأمنية الأمريكية بأن"العراق أصبح اكثر هدوءا..!".

وجاء في معطيات المشهد العراقي:
"إن 8 ملايين عراقي، أي حوالي ثلث الشعب، بحاجة ماسة للمساعدات"، و"إن 40% غادروا العراق، حتى 2006 بينما يعاني 28% من الأطفال سوء التغذية/ وكالات: 2007-07-31"، و"أن حياة ملايين الأطفال العراقيين مازالت مهددة بسبب العنف وسوء التغذية وقلة المياه الصالحة للشرب"، و"أن عدد السجناء العراقيين يصل إلى 400 ألف سجين منهم 6500 حدث و10 آلاف امرأة، تم اغتصاب 95% منهن/العرب اليوم/6/1/2008".

وقد كثف مواطنون عراقيون الجرائم الأمريكية بـ: "أن الاحتلال الأمريكي لبلادهم نجح في تحقيق معجزتين هما: رافد ثالث يضاف إلى دجلة والفرات ويحمل اسم “نهر الدم”، و”سور السيارات العظيم” الذي يمتد أمام محطات الوقود في بلد يملك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم".

وإذا ما أضفنا لذلك حقيقة أن العراقيين يتحدثون اليوم عن أكثر من مليون شهيد عراقي، فإن كل هذه المعطيات ترسم أمام العالم صورة سوداء للعراق أقرب إلى ان تكون كارثية هولوكوستية بكل ما تحمله هذه المصطلحات من مضامين وتداعيات واستخلاصات إجرامية لم يشهدها التاريخ.

إذا ما التفتنا إلى الحقيقة الكبيرة التي كان " اوري افنيري" احد كبار أقطاب "السلام الآن" الإسرائيلي قد أعلنها وهي :"أن البيت الأبيض محتل عمليا من قبل اللوبي اليهودي"، وإذا ما توقفنا أمام الحقيقة الكبيرة أيضا التي زودنا بها البحث الذي أعده البروفسوران وولت وميرشهايمر من جامعتي هارفارد وشيكاغو عن أن "اللوبي الصهيوني هو الذي يسيطر على السياسة الخارجية الأمريكية "، فإننا يمكن أن نستخلص هنا:
أن الرئيس الأمريكي الجديد يواجه أولا مهمة داخلية ثقيلة وهي "التخلص من نفوذ وتأثير اللوبي الإسرائيلي"، غير أن تعيين عمانويل كبيرا لموظفي البيت الأبيض لا يبشر بالنوايا الطيبة...!

ونوثق في الختام أن السياسة الأمريكية لن تحظى بالثقة والمصداقية والاحترام، ولن تتغير الصورة الأمريكية البشعة لدى الرأي العام العربي والإسلامي، إلا إذا كفت الإدارة عن الانحياز الظالم لصالح الدولة الصهيونية، وإلا إذا تبنت خطاباً واضحاً صريحاً حاسماً لا يطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرحيل فقط، بل ويلزم دولة الاحتلال بذلك، وفي القضية العراقية، عن الاستحقاقات العراقية/ العربية على أجندة أوباما فحدث...!

التعليقات