31/10/2010 - 11:02

باراك ابن حسين../ زهير اندراوس

باراك ابن حسين../ زهير اندراوس
بموازاة الإعلان الإسرائيلي الرسمي، الذي بات ممجوجاً بانّ منسوب المياه في بحيرة طبريا قد وصل إلى الخط الأحمر، سجّل النفاق والرياء الأمريكي ارتفاعاً حاداً جداً هذا الأسٍبوع.

باراك أوباما، المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية زار الدولة العبرية، وأكدّ للمرة الثانية خلال فترة وجيزة أن القدس الموحدة بجزأيها هي العاصمة الأبدية لإسرائيل. كما تغّزل بالدولة اليهودية ووصفها بالمعجزة.

المرشح الجمهوري جون ماكين، اختار القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي لإيصال رسالة النفاق لليهود والإسرائيليين، وقال في مقابلة وصفت بأنّها تاريخية إنّ أمريكا لن تسمح بتكرار المحرقة (الهولوكوست) مرة ثانية.

من هنا يُمكن القول الجزم إنه لا جديد تحت الشمس في واشنطن، ويخطئ من يعوّل على تغيير في السياسة الأمريكية الخارجية بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس جورج بوش الثانية في كانون الثاني (يناير) من العام المقبل.
السؤال الذي يؤلمنا طرحه في العجالة أنّ عدد العرب والمسلمين في أمريكا يفوق بعشرات المرات عدد اليهود، ومع ذلك فإنّ تأثيرهم على صنّاع القرار في واشنطن غير موجود بالمرة، الأمر الذي يقطع الشك باليقين بأنّ الأمتين العربية والإسلامية تحافظان على شرذمتهما أيضاً في بلاد العام سام، والصوت العربي لا يؤثر على المرشحين.

علاوة على ذلك، قلناها ونقولها مرّة أخرى إننّا نُعارض إقحام المدنيين الأبرياء في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نعود ونؤكد أنّ استهداف المدنيين في العمليات العسكرية من الطرفين هو أمر مرفوض أخلاقياً ووطنياً. ولكن ما أثار الاشمئزاز هو الزيارة التي قام بها السناتور أوباما إلى بلدة سديروت، التي تحّولت إلى محج للساسة الأجانب الذين يزورون الدولة العبرية، حيث يتم هناك تزييف الحقائق وتحويل الضحية إلى جلاد.

وسائل الإعلام العبرية ركّزت على اللقاء "المؤثر" بين المرشح الديمقراطي وبين عائلة من سديروت التي أصيب أحد أفرادها بجراح نتيجة قصف بصواريخ القسّام الفلسطينية. لا ضير في هذه الزيارة، ولكن من حقنا وواجبنا ومسؤوليتنا أن نسأل وبأعلى الصوت: لماذا لم يقم السناتور باراك حسين أوباما بزيارة عائلة فلسطينية تعرضت لقصف صاروخي من جيش "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"؟ هل الدم الفلسطيني بات مُباحاً إلى هذه الدرجة؟.

وربما هناك سبب آخر لعزوف باراك بن حسين آل أوباما عن زيارة عائلة فلسطينية تعرضت لجريمة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فهناك عشرات، لا بل مئات العائلات الفلسطينية، التي محتها آلة الحرب الإسرائيلية، المزودة بأحدث الأسلحة الأمريكية فتكاً، عن الوجود.

السناتور أوباما هو شريك غير مباشر في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد أبناء شعبنا في المناطق المحتلة، وبالتالي فإنّ زيارته إلى بيوت عائلات الشهداء الفلسطينيين غير واردة على أجندته، ولكن ليعلم السناتور أوباما ومن لف لفه أنّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وليعرف الزعماء العرب وفي مقدمتهم رئيس ما تبقى من سلطة رام الله المحتلة منقوصة السيادة أصلاً، محمود رضا عبّاس، أنّ من يضع جميع البيض في السلة الأمريكية لن يُحقق شيئاً للشعوب العربية، ونحن على ثقة بأنّ حالة الهوان التي تعصف بالأمة العربية إلى زوال، وستعرف هذه الشعوب عاجلاً أم أجلاً، كيف ستتخلص من هذه الحالة، لأنّ الشعوب التي تُساوم المستعمر على حريتها، تُوقّع في نفس الوقت على وثيقة عبوديتها... والأيام بيننا..

التعليقات