31/10/2010 - 11:02

في اليوم العالمي لمناهضة الجدار!../ نواف الزرو

في اليوم العالمي لمناهضة الجدار!../ نواف الزرو
بينما يحل علينا "اليوم العالمي لمناهضة الجدار" في الضفة الغربية فان الأسئلة الكبيرة الملحة المحرجة ما تزال تتفاعل على الأجندات الفلسطينية والعربية بقوة:

فلماذا استخف الفلسطينيون والعرب بمعركة الجدار وقرار محكمة لاهاي الدولية، وسخفوا من شأنها واعتبروها صغيرة وهامشية ولن تغير على الأرض شيئا، وأنها تختزل القضية والحقوق الفلسطينية في قضية الجدار فقط، وأن المعركة الفلسطينية أكبر بكثير من الجدار...؟!

الجميع يدرك أن "إسرائيل" كعادتها ومنهجيتها ضربت وتضرب بعرض الحائط وبمنتهى الاستخفاف والتحقير ليس فقط بقرار العدل الدولية، بل وبكل القرارات الصادرة والمنتظرة من الجمعية العامة وغيرها من الهيئات الدولية. كما أنها تعتبر نفسها فوق المحكمة وفوق القانون الدولي، وأنها "ستواصل بناء الجدار مهما كان قرار محكمة العدل "كما يجمع جنرالات إسرائيل ، وانه ليس من حق أي دولة في العالم أن تحتج على الجدار" كما أعلن وزير حربهم السابق الجنرال شاؤل موفار، وتدعي دولة الاحتلال أمام العالم "أن هذا السياج الأمني لمحاربة الإرهاب الفلسطيني ولمنع تسلل الإرهابيين لتنفيذ عمليات تفجير ضد المدنيين الإسرائيليين".

لقد أطاح القرار بقوة بمرتكزات الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه الأراضي المحتلة:
ولعل من أبرز وأهم الايجابيات التي اشتمل عليها قرار / رأي محكمة العدل الدولية من ضمن ما اشتمل انه سحب البساط الدولي تماما من تحت أقدام دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونزع كل الأقنعة التمويهية عن الوجه الحقيقي لتلك الدولة، باعتبارها دولة احتلال تقوم بانتهاك كل القوانين والمواثيق الدولية والدوس عليها، بقسوة وبلطجة لم تحصل عبر التاريخ .

فبعد أن خدعت إسرائيل وحليفتها الإدارة الأمريكية الرأي العام العالمي، وبعد أن أجبرت الكثير من دول العالم على التعاطي مع المقولات والمزاعم الإسرائيلية التضليلية، جاء هذا القرار العدلي الدولي ليعري إسرائيل تماما، ولينزل بها ضربة معنوية / أخلاقية / قانونية / قضائية / ولكن العرب فشلوا في استثمار القرار كما يجب، وأسقطوه بوصفه أهم ورقة / سلاح قانوني دولي بأيديهم .

طالبت المحكمة الدولية إسرائيل بتفكيك الجدار وتعويض الفلسطينيين المتضررين منه.. ولكن.. وزير القضاء الإسرائيلي يوسيف/طومي لبيد آنذاك أعلن بمنتهى الوضوح والوقاحة أن إسرائيل لن تحترم قرار المحكمة الدولية"، بينما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك أيضا سيلفان شالوم "أن الرد الإسرائيلي على قرار محكمة لاهاي سيكون حازما"، في حين كان موشيه كتساف ورئيس إسرائيل الساقط قد سبقهما إلى الرفض قائلا: "إن إسرائيل ترفض قرار محكمة العدل الدولية« مطالبا بـ»تسريع عملية إقامة الجدار"، أما شارون بلدوزرهم الإرهابي فأعلن في حينه أيضا: "أن لا فائدة من تدخل محكمة العدل الدولية بشأن شرعية الجدار" داعيا أيضا إلى " الإسراع ببناء الجدار".

وكالعادة فإن إسرائيل حظيت بالدعم والغطاء والفيتو الأمريكي، فحتى قبل الإعلان عن رأي المحكمة الدولية كانت تل أبيب قد طلبت من واشنطن (استخدام الفيتو ضد أي مشروع قرار حول الجدار).

غير أن واشنطن تسبق تل أبيب أحيانا فيما يتعلق بإسرائيل، فقد كان الرئيس بوش قد منح وعده وغطاءه ودعمه المطلق لشارون بشأن الجدار والمستوطنات والقدس وغيرها، وحتى أن مجلس النواب الأمريكي صادق على قرار تبنى من خلاله بأغلبية 407 أصوات مقابل 9 أصوات فقط (رسالة التعهدات) التي منحها بوش لشارون ليلحق به مجلس الشيوخ وليصادق في اليوم التالي على القرار نفسه بأغلبية 95 صوتا من أصل 100 صوت، ثم ليأتي الكونغرس مرة أخرى ليعلن عن تأييده الجارف والقطعي لموقف إسرائيل بشأن الجدار، وذلك بأغلبية 361 صوتاً مقابل 45 صوتاً فقط – تصوروا ... ؟ !

وكان حتى المرشح الديمقراطي للرئاسة آنذاك جون كيري قد أعلن مواقفه تجاه إسرائيل في ورقة رسمية جاء من ضمن ما جاء فيها (أن جدار العزل الذي تبنيه إسرائيل خطوة شرعية)، ليأتي كولن باول بعد الإعلان عن قرار المحكمة الدولية ليقول مجددا (إن إسرائيل محقة في بناء الجدار)، بينما أعلنت مصادر أمريكية عديدة عن رفض الإدارة الأمريكية ومجلسي النواب والشيوخ لقرار المحكمة الدولية..

ويتساءل كل فلسطيني وعربي بعد ذلك: إذن كيف يمكن إجبار إسرائيل على الالتزام وعلى التنفيذ وعلى تفكيك الجدار، ولاحقا المستعمرات اليهودية؟!!
سؤال استراتيجي يتنفس بقوة في كافة المحافل والدوائر والمستويات الفلسطينية والعربية الرسمية والشعبية دون أن يتحرك احد من العرب حتى الآن في هذا الاتجاه...!
والكرة تبقى في ملعبنا نحن العرب بالأساس على امتداد الخريطة العربية من المحيط إلى الخليج ومن طنجة إلى بغداد؟!!

ونقول :طالما فشل العرب في استثمار قرار الجدار وفي العمل على تنفيذه وهو معركة في الصراع، فكيف وماذا يمكن أن يستخلصوا من إسرائيل في مؤتمر انابوليس القريب على مستوى الأرض والدولة والاستقلال؟!!...

التعليقات