31/10/2010 - 11:02

لا تصبوا الزيت على النار فيزيد وطننا اشتعالاً!!../ ندى الحايك خزمو*

لا تصبوا الزيت على النار فيزيد وطننا اشتعالاً!!../ ندى الحايك خزمو*
في خضم المساعي الجادة نحو تحقيق حوار فلسطيني فلسطيني، والذي نتمنى أن يأتي بثمار التفاهم والاتفاق والوحدة واعادة اللحمة بين فتح وحماس، انبرى بعض الصحافيين والكتاب من الطرفين عبر وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وبخاصة الالكترونية في التهجم على الفصيل الآخر وبألفاظ تندى لها الجبين، وتتهم الطرف الآخر حتى بالخيانة وكأننا لسنا شعباً واحدا،ً بل وكأن الطرف الآخر هو العدو اللدود.. وقد تناسوا العدو الحقيقي الذي يستغل الفرص من أجل تنفيذ مآربه ومخططاته البغيضة التي تهدف الى السيطرة الكاملة على كافة أراضينا، وتحقيق حلم اسرائيل الكبرى و"القدس الموحدة" عاصمة لها..

ما يثير استغرابنا ان بعض هؤلاء ورغم أنهم يدعون في مقالاتهم بأنهم يسعون الى تحقيق التفاهم وانجاح الحوار، وحتى أن بعضهم وضعوا نقاطاً يقولون انها ضرورية من اجل انجاح الحوار الا أننا نراهم وفي نفس تلك المقالات يثيرون نار الفتنة والعنصرية بألفاظهم التي تتهجم على الفصيل الآخر!! فكيف يا اخوتنا تريدون تحقيق الوحدة وأنتم تصبون الزيت على النار بكلماتكم تلك..

ان الصحفي الحقيقي والذي يفهم أصول العمل الصحافي يجب أن لا ينحاز لطرف ضد الآخر بل أن يكون محايداً حتى وان كان ينتمي لأحد الفصائل .. يجب أن يحاول رأب الصدع بكلمات تدعو الى نبذ الخلافات وليس زيادة نار الفتنة والتشرذم عبر اثارة الجمهور ضد هذا الفصيل أو ذاك، أو ضد هذه الحركة أو تلك، وبخاصة وأن الحديث هنا يدور حول أبناء شعب واحد عانوا معاً وناضلوا معاً وتعرضوا الى كافة الوسائل التي تستهدف القضاء عليهم والاستيلاء على وطنهم !!

الصحفي الحقيقي والمتمكن من مهنته هو الذي يستطيع أن ينقل رسالته بطريقة لبقة مؤدبة والتي تستطيع أن تؤثر مائة مرة أكثر من الطريقة الجلفة والتي تتضمن كيل الاتهامات والألفاظ البديئة.. من واجب الصحافي هنا، إن كان صادقاً ومخلصاً لوطنه وشعبه، أن يحاول رأب الصدع وتقريب وجهات النظر واستغلال أية مبادرة جيدة من أحد الأطراف لنشرها وليس استغلال بل البحث عن أية معلومة، وحتى من غير التحقق من مدى صحتها، من أجل تحقيق هدفه في التحريض على الفصيل الآخر أو على الحركة الأخرى..

وما يثير استغرابنا أكثر أن تقوم بعض المواقع والوسائل الاعلامية بنشر مثل تلك المقالات النارية من باب ما يدّعون أنه حرية الصحافة والرأي والرأي الآخر.. فهل حرية الصحافة يا اخوتنا وحرية الرأي هي باثارة الفتنة والتفرقة والتشرذم؟! هل هذه هي حرية الصحافة التي تفهمون، فان كانت كذلك فاني هنا اقترح عليكم العودة الى المقاعد الجامعية لدراسة مبادئ الصحافة الحقيقية والمفهوم الحقيقي لحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر..

اخوتنا الكتاب والصحافيون.. ان الوضع الفلسطيني هو في غاية الخطورة ولا يحتمل المزيد من العوامل التي تزيد من خطورته وتعرض شعبنا الى مزيد من نار الفرقة والتشرذم والتفتت.. ان أردنا فعلاً انجاح الحوار فعلينا أن نكون اليد الخيّرة التي تسعى من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتخاصمين، وليس وضع العراقيل والمطبات التي تمنع الوصول الى رؤية مشتركة تهدم الجدار الكبير الذي بنيناه بأنفسنا بين أبناء الشعب الواحد، جدار الحقد والكراهية والتناحر... فان كانت اسرائيل تسعى من خلال جدار الفصل العنصري الى تشتيت وطننا وتجزئته الى كنتونات فإننا بجدار الحقد الذي أقمناه فيما بيننا والذي تفوّق على جدارها واستطاع تحقيق مآرب العدو في تجزئتنا وتفرقتنا وبكل أسف بأيدينا..

اخوتنا الصحافيون .. مرة أخرى أقول: لنكن اليد التي تسعى الى الخير .. خيرنا جميعاً.. خير هذا الشعب ومصالحه العامة.. لنبتعد عن المصالح الفئوية الحزبية الخاصة وليكن شعارنا دائماً وأبداً مصلحة هذا الشعب المبارك.. فكيفينا فرقة وتشرذماً.. يكفينا ما هدر من دم فلسطيني على يد أخيه الفلسطيني.. يكفينا اقتتالاً.. يكفينا مهازلاً.. ويكفينا ويكفينا ويكفينا!!!...

كنا نستخدم في السابق مصطلح "إعادة الوحدة الى صفوفنا" والآن نقول إنجاح الحوار، فحتى الحوار بات مستعصياً علينا بسبب الفتن التي أثيرت هنا وهناك والتي ساهم وللأسف بعض الصحافيين في إثارتها.. لذلك دعونا نعمل معاً من أجل إنجاح، ليس الحوار فمن العيب أن يكون الحوار هو هدفنا الحالي، وانما من أجل انجاح وحدة شعبنا بكافة فصائله وحركاته..

اخوتنا الكتاب والصحافيون .. كل الحملات التحريضية يجب أن تنتهي فوراً.. كل التهجمات يجب أن تتوقف.. كل الكلمات البذيئة والاتهامات بأشكالها وألوانها يجب أن تحذف من قاموسنا الصحفي وحتى الحياتي اليومي إن كان هدفنا فعلاً انجاح الوحدة وحتى الحوار كما تقولون.. فنحن شعب واحد شئنا ذلك أم أبينا.. هدفنا واحد ومصيرنا واحد.. ونتمنى أيضاً على مواقعنا ومنابرنا الاعلامية أن تقوم بواجبها بالامتناع عن نشر كل مقال أو حتى كلمة مسيئة، وليكن شعارنا دائماً وأبداً: بالحب نستطيع كسب الآخرين وليس بالاهانات وكيل الاتهامات.. بالكلمة الطيبة وليس بالكلمة البذيئة.. بالنقد البناء المتزن وليس بالنقد الهدّام.. لنقتلع من نفوسنا بذور الحقد والكراهية، ونزرع مكانها بذور الحب والتآلف والتآخي والوحدة.. لنستمع بعضنا الى بعض ونحاول تفهم موقف الآخر .. فمهما اختلفت مبادؤنا وقناعاتنا وطرقنا فانها في النهاية تصب في هدف واحد تحقيق الكرامة والحرية لشعبنا .. وهذا لن يتحقق أبداً اذا ما تمسكنا بمواقفنا المتعنتة وتشبتنا بالمصالح الخاصة.. وانما بالمودة والتشاور والتحاور في الأمور التـي تخص شعبنا.. وكما ذكرت في العدد السابق دعوا الشعب يقول كلمته، واننـي أصر على هذا الأمر، فالشعب هو الحكم الفيصل في خلافاتنا، فدعونا نسمعه ونسمع من يريد وما يريد وهذا هو الحل الوحيد لخلافاتنا واختلافاتنا، وليس بالردح والمدح أو بكيل الاتهامات واستخدام الألفاظ النابية..

التعليقات