27/04/2016 - 18:45

نبض الشبكة: عبلين .. نكبتنا الأخيرة!

أطلق الناشطون على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، منشورات تتضامن مع البلدة المنكوبة وتدعو للتدخل الفوري للحد من العنف المستشري في مجتمعنا العربي.

نبض الشبكة: عبلين .. نكبتنا الأخيرة!

قتل إبراهيم نابلسي ومحمد حسنين، وأصيب ثلاثة آخرون بإصابات خطيرة، مساء أمس، الثلاثاء، في قرية عبلين، وذلك في أعقاب تعرضهم لإطلاق نار، لتضاف هذه الجرائم إلى مسلسل لا متناه من العنف والجريمة، يفتك بنسيج مجتمعنا العربي في الداخل.

وأطلق الناشطون على موقع 'فيسبوك' للتواصل الاجتماعي، منشورات تتضامن مع البلدة المنكوبة وتدعو للتدخل الفوري للحد من العنف المستشري في مجتمعنا العربي.

وعقب المحامي علي حيدر في منشور على حسابه الخاص بالموقع: 'عبلين مفجوعه وتعتصر ألما وحزنا.

سلام لروح محمد وإبراهيم.

إني أشعر بألم وحزن كبيرين على فقدان المرحومين محمد موسى حسنين وإبراهيم علي النابلسي من أبناء قريتنا عبلين؛ اللذين توفيا مساء هذا اليوم في ظروف تراجيدية جدا نتيجة لإطلاق نار.

إن القلب ليعتصر حزنا وإن العيون لتفيض دمعا على هذا الحادث الصادم والرهيب.

لطالما حذرنا من استعمال السلاح ولطالما طالبنا الشرطة بأخذ دورها بجدية بهذا الموضوع ولطالما ناشدنا شبابنا بالابتعاد عن طريق العنف والسلاح، ﻷنها لا تجلب إلا الدمار والخسارة.

لقد فشلنا جميعا، وخصوصا المثقفين منا، بأخذ دور فعال في التواصل مع شريحة كبيرة من شبابنا وجدت أن السلاح يعطيها معنى لحياتها وحضور؛ ولم تفكر في ابعاد ذلك ولم تطرح أمامها بدائل.

إننا نفارق اليوم كل من محمد شاب دمث، عامل نشيط وشاب بسوم واجتماعي ترك وراءة وبشكل غير متوقع زوجة وأولاد من أطيب الشباب. كما أننا نفترق من إبراهيم شاب بعمر الورد، وزهرة من زهرات بلدتنا. خلوق ومحبوب ومبدع في مجالات عملة وطموح. كان من المفروض أن نفرح بزواجه قريبا. لقد قضى هؤلاء الشابين وهما ضحايا واقعنا المرير والقاسي'.

وكتب رزق خوري سلمان في منشور على حسابه الخاص في الموقع: 'مرة أخرى، يتسلل السواد إلى شوارع عبلين، لتتسلل التساؤلات الخجولة إلى رؤوسنا مجددًا: لماذا؟ وما العمل؟ وما من مجيب'.

وأضاف في منشور آخر: 'كمان أكم يوم رح ترجع المي لمجاريها، رح تنشف الدموع الفيسبوكية، رح تتلون صفحاتنا كمان مرة ويبطل الأسود طاغي عليها، رح تتبدل كلمات الحداد بكلمات جديدة بتتماشى مع الموضة تبعت هذاك اليوم، يمكن حلقة جيم أوف ثرونز الجديدة، يمكن لعبة بدوري الأبطال ويمكن يطلع كمان فستان نصنا شايفينه بلون ونصنا شايفينه بلون ثاني..

كمان أكم يوم رح ننسى، أو نتناسى، إنه مبارح سال دم على شوارع عبلين، ومنضل على هالحالة لتنها تيجي الجريمة الجاي. بس إحنا مش عميان! لما تصير الجريمة الجاي رح نثور، نستنكر، نصيح، ونلعن مجتمعنا ونلعن حياتنا ونطالب بلم السلاح.

كل اللي انحكى فوق كان عن الأشياء اللي بتتغير كل فترة، بس في أشياء ثابتة مش ممكن تتغير، الحكي بلغة شرف العائلة، الأخذ بالثأر وقضايا جوهرية مثل 'ليش عم تتطلع ولا'، هي جزء لا يتجزأ من الثقافة اليومية تبعتنا، وهي أشياء عادية، كلنا متقبلين إنها موجودة وعايشين ومبسوطين مع وجودها، بس لما يصير قتل على خلفية وحدة من هاي الأشياء منستغرب ومننصدم: ليش الأمور بتوصل لهون؟ مين السبب؟ مين المسؤول؟

قبل السلاح وقبل الشرطة وقبل ما نبكي، خلينا بس نوقف المسرحية اللي إحنا -كلنا- عايشينها، لأنه إحنا عنجد مصدقين التمثيلية اللي ماشية كل الوقت، وطول ما إحنا عم منمثل ومصدقين تمثيلنا مش رح نمشي فحجة وحدة لقدام..

سلام لروح الفقيدين، وسلام لعبلين'.

أما المخرج الفلسطيني عصام بلان، فعقب قائلا: 'ظاهرة العنف والقتل المتفشية في منطقتنا خطيرة للغاية، لا يمكن علاجها من خلال اجتماع طارئ للجنة المتابعة العليا أو حتى إعلان الإضراب الشامل أو مجرد تخصيص حصة أو حصتين في المدارس. يجب أن تندرج ضمن مشروع طويل الأمد يبدأ من الذات 'الأنا' وينتهي في المجتمع ككل. للعائلة الدور الأكبر والمسؤولية الأهم، إذ عليها العمل على تربية الأطفال تربية سليمة على نبذ العنف واعتباره خطرًا يهددني ويهدد الأخر، يجدر مراقبة الأطفال جيدًا بعدم مشاهدة ما يقدمه التلفاز من مشاهد عنيفة، وعدم شراء الألعاب التي تشجع العنف، كالمسدسات والبنادق، لأنها تسبب للطفل نمو وتطور غير سليم ممكن أن ينعكس سلبيًا على مستقبله وتجعله يلجئ إلى العنف كوسيلة لتحقيق هدف معين.

بعد دور العائلة يأتي دور المدرسة، إذ عليها العمل بكل جدية على إدراج الطلاب في مشاريع توعوية تحارب العنف وتشجعهم على تقبل الأخر . وبعد المدرسة يأتي دور البلديات والمجالس المحلية والمؤسسات المختلفة، حيث يتوجب عليهم جميعًا إضاءة الضوء الأحمر والعمل بشكل فوري على تأسيس أو إعادة بناء أطر تربوية وتوعوية تحارب هذه الظاهرة وتعمل على تأسيس مجتمع سليم.

الموضوع وأهميته يخص كل واحد منا، الأمس حدث في أم الفحم واليوم في عبلين وغدًا ربما هنا أو هناك، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة وخطورتها'.

وقال عيسى مطر في حوار افتراضي نشره على حسابه الخاص في 'فيسبوك': '- لماذا لا تستنكر الذي حصل البارحة؟

- وما نفع الاستنكار؟ هل استنكاري سيهب الحياة للضحايا من جديد؟ أم سيحل المشكلة؟ ألا تذكر عندما خرج المئات من أهل البلدة ليستنكروا كل هذه الأعمال؟ المئات!... وماذا حصل بعدها؟

- لا شيء، أنت على حق... لكن على هذه المرة أن تكون الأخيرة!!

- لا يا صديقي، أنت وانا على علم أنها لن تكون المرة الأخيرة... لأن على مجتمعنا أن يفهم أن ليس هنالك مشكلة علينا محاربتها، بل هنالك وعي وإنسانية يجب إيقاظهما.

إني أذكر عندما كنت طفلا، لم تكن البلدة بخير وسلام تام... لكن كان الأشخاص عندما يريدون القتال يرفعوا قبضاتهما ويقاتلوا، كنت تخسر البعض، وتفوز البعض، لكنك تحيى لتقاتل مرة أخرى...

على أهل البلدة أن يفهموا أن الرصاصة لا تحمل عنوانا، لا تتعرف على الضحية قبل قتلها والأكيد، أنها لن تصنعك رجلا.

- لكن هنالك أشخاص بحاجة لهذا السلاح! للحماية!

- الحماية؟ ومتى أصبحنا بحاجة للسلاح لكي نحمي أنفسنا من أهل بلدتنا؟ متى أصبح جاري أو ابن صفي هو العدو الذي علي قتله؟

لا يا صديقي، العدو الحقيقي في هذه البلدة هو وجود السلاح غير المرخص والسموم.

- وماذا علينا فعله الآن إذًا؟'.

وقالت الفنانة فاتن شفيق كبها: 'قتلى في عبلين.

منعد ضحايا'.

وكتبت رولا أبو رعد: 'لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين، إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم'.

وعلقت روان سليم على قرار الإضراب في أعقاب القتل بعبلين قائلة إن: 'خطوة الإضراب بشوفهاش غلط لما تكون خطوة مشتركة مع كمان خطوة تصليح.

الإضراب هو خطوة تعليم الجيل الجديد على طرق التضامن مع أهالي المصابين وبتعلم طرق الاحتجاج على الاشياء اللي بتعجبناش. بس المشكلة إنه تكون الخطوة الوحيدة هي الاضراب.

الإضراب مش حل مشكلة! الإضراب تفريغ غضب بالوضع الحالي!

مطالبة المجلس بالتدخل الفوري والسريع بل الأكثر من سريع بإدخال أطر ومجالات للشباب لتفريغ طاقاتهن فيها.. مش نلتهي بالمدارس والشوارع وننسى الجيل الجديد واهتماماته.. مجلس عبلين المحلي نأسف لفقدانك البوصلة بالأولويات

والتدخل الأسرع من سريع بتنظيف البلدة من السلاح.

أحمل أغلبية المسؤولية على المجلس بالحالة اللي وصلتها عبلين'.

وكتب عصام عمر: 'قبل إطلاق النار في عبلين كنت احضر ستاتوس وكتبت التالي:

أم الفحم تنزف، اللد تنزف، النقب ينزف، وبالتالي الشمال سينزف'.

وقالت سهير مشرقي: 'القرى العربية حتى الهادئة منها تدخل إلى دائرة العنف والقتل.. عبلين! خسارة.. بما إنه عنا كوادر هائلة من الأكاديميين والباحثين .. بفكر هذا أهم موضوع لازم نبحثه.. ونلاقي حلول جذرية لمنع العنف'.

أما ماريا زهران فناحت على حال القرية المفجوعة قائلة: 'ناح الحمام على تشتت أهاليها..

‫#‏عبلين ‫#‏الجمعة_الحزينة'.

اقرأ/ي أيضًا| رام الله أو سخنين .. يا زهافي هنا فلسطين

 

 

التعليقات