28/05/2017 - 21:46

إعلان "زين": تشويه للحقيقة وتنميط للإسلاموفوبيا

شيء واحد أشنع من استغلال صور الأطفال ضحايا الإرهاب في سورية، أيًا كان مصدره، في إعلان تجاري من أجل تحقيق مشاهدات، هو تزييف هذه المجازر وتجييرها واستبدال شخصٍ آخر بقاتله.

إعلان "زين": تشويه للحقيقة وتنميط للإسلاموفوبيا

شيء واحد أشنع من استغلال صور الأطفال ضحايا الإرهاب في سورية، أيًا كان مصدره، في إعلان تجاري من أجل تحقيق مشاهدات، هو تزييف هذه المجازر وتجييرها واستبدال شخصٍ آخر بقاتله.

فما أن نشرت شركة 'زين' للاتصالات، أمس الأحد، إعلانها التجاري الرمضاني، الذي يقوده المغني الإماراتي حسين الجسمي، حتى ضج المغرّدون السوريون بالمغالطات الكبيرة التي تضمنّها الإعلان، وهو ما اعتبروه محاباة للنظام السوري عبر تصوير كل الضحايا الأطفال في سورية على أنهم ضحايا إرهاب فقط وليسوا جزءًا من ضحايا النظام وروسيا.

البداية من مقولة 'رح قول لله كلشي'، وهي جملة قالها طفل سوري في اليوم الأخير من عام 2013، بعدما قصفت طائرات النظام قريته، وكذلك الأمر بالنسبة للطفل عمران، الذي هو ضحيّة غارات النظام السوري لا ضحية عملية إرهابيّة تفجيريّة نفّذها أحد إرهابيي الميليشيات في سورية.

وحول ورود الطفل عمران في الإعلان التجاري، كتب الصحافي في 'التلفزيون العربي'، وائل التميمي، إن شركة 'زين' لم تكتف 'باستخدام معاناة الطفل السوري عمران لتحقيق أغراض سياسية فحسب، بل عمدت إلى تشويه الحقيقة عندما نسبت الجريمة والمعاناة إلى فاعلين آخرين'.

وأضاف التميمي 'هكذا، يتم زيادة أوجاع السوريين مرتين؛ عندما تستغل مأساتهم لأهداف دعائية ربحية، ثم يُبرَّأ قاتلهم الحقيقي. كثير من الانحطاط في هذا الفعل'.

كما أطلق ناشطون سوريون وعرب وسم (هاشتاغ) #زين_تشوه_الحقيقة، كتب فيه الفنانة يارا صبري أن الطفل عمران ضحيّة إرهاب دولة، وليس إرهاب أفراد متطرفين أو تنظيم.

في حين دعا الناشط فهد النرجس إلى أن 'يقوم أحد أولياء الطفل بتوكيل محامٍ ورفع دعوى قضائيّة على الشركة'.

فيما كتبت الإعلامية فاطمة التريكي على 'فيسبوك' تقول: 'إعلان شركة زين لرمضان استغلال مادي بشع لعذابات الطفولة وصورة مصغرة للعالم العربي الأبله؛ المطلوب: عمران طفل حلب ليس ضحية براميل بشار بل ضحية (الإرهابيين)، حياتنا ألعاب نارية ورقص، حسين الجسمي يتنطط فوق مدن القهر'.

بالإضافة إلى المغالطات، أو التشويه، في صور الأطفال السوريين، فإن الإعلان حوى مغالطات لغوية كبيرة، إذ تكاد لا تمر جملة من الجمل إلا وكان فيها خطأ نحوي أو أكثر.

كما ضم الإعلان تنميطا سيئًا ومسيئًا للمسلمين، إذ اعتبر الإعلان كلمة 'الله أكبر' إيذانًا ببدء التفجيرات، وهو ما تعمل وسائل إعلام كارهة للمسلمين وتعاني من الإسلاموفوبيا على تكريسه.

وتشتهر شركة 'زين' بإعلانها الرمضاني السنوي، بدءًا من قطورة في العام 2008، وحتى العام الجاري، مرورًا بإعلان 'الغول سعيد' وهي إعلانات لاقت جميعها إقبالا جماهيريا واسعًا.

التعليقات