07/02/2021 - 15:46

الأخبار الزائفة في يناير: رسالة ترامب... وأعاجيب "فايزر"

تحقّق موقع "مسبار" من 258 خبرًا ومنشورًا في الفضاء الرقمي في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، الذي شهد أحداث دولية وعربيّة عديدة، أبرزها هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على الكونغرس عشيّة تنصيبه.

الأخبار الزائفة في يناير: رسالة ترامب... وأعاجيب

ترامب وعقيلته (أ ب)

تحقّق موقع "مسبار" من 258 خبرًا ومنشورًا في الفضاء الرقمي في شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، الذي شهد أحداث دولية وعربيّة عديدة، أبرزها هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على الكونغرس عشيّة تنصيبه، بالإضافة إلى بدء حملات توزيع لقاحات فيروس كورونا حول العالم، ما تسبب بموجة من الأخبار الزائفة.

ونالت الأخبار المضلّلة، وعددها 175 خبرًا، الحصّة الأكبر ضمن تحقيقات فريق العمل والمساهمين في "مسبار"، تلتها الأخبار الزائفة وعددها 65 خبرًا، كما تحقّق "مسبار" من 7 أخبار ساخرة، و 4 أخبار وعناوين تحتوي على إثارة، وخبرين تم تداولهم بشكلٍ انتقائي.

واحتلّت الأخبار السياسية حيّزًا كبيرًا ضمن تحقيقات "مسبار"، ووصل عددها إلى 66 خبرًا، تليها أخبار الرياضة وذات المضمون الصحّي، وعدد كل منها 20 خبرًا، وتليها الأخبار التي تحتوي على مضامين دينية وروحانية وعددها 19 خبرًا.

أمّا من حيث توزيع الأخبار على الخارطة العالمية، فنالت التحقيقات من الأخبار المتعلّقة بالولايات المتّحدة الأميركية الحصّة الأكبر، ولربّما يعود ذلك لتنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن بشكلٍ رسميٍّ ولأحداث اقتحام مبنى الكونغرس هناك، حيث وصل عددها إلى 37 خبرًا، تليها الأخبار المتعلّقة بمصر، وعددها 32 خبرًا، كما حصلت الأخبار التي تدور حول تونس إلى 21 خبرًا، وذلك يعود لاندلاع الاحتجاجات هناك مؤخّرًا، كما كان عدد الأخبار المتعلّقة بفلسطين والّتي تحقق منها "مسبار" 14 خبرًا، تليها العراق، وعددها 13 خبرًا، وتركيا والجزائر وسوريا، وعدد الأخبار المتعلّقة بكلّ منها 11 خبرًا.

لقاحات فايروس كورونا هدف للأخبار الكاذبة

وتزامنًا مع بدء حملات التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد حول العالم، استمرّ انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة حول هذه اللقاحات في الفضاء الرقمي، على الرغم من جهود منظّمة الصحّة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي للحدّ من الضرر الذي ممكن أن تسببه هذه الأخبار المضلّلة، إذ سعى موقع تويتر، على سبيل المثال، إلى وضع تحذير على التغريدات التي تقدّم شائعات لا أساس لها، وادّعاءات متنازع عليها حول فعالية اللقاحات. وتحقّق "مسبار" وفنّد عددًا كبيرًا من هذه الادّعاءات، مثل مقطعٍ مصوّرٍ للرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، ألبرت بورلا، ادّعى متداولوه أنّه لا يرغب في تلقّي اللقاح الذي أنتجته شركته، بينما تبيّن في الحقيقة أنّ الفيديو مُجتزأ من سياقه، إذ قال بورلا إنّ هنالك أشخاصًا يملكون أولوية تلقّي اللقاح قبله، كما انتشر خبر زائف يروّج لنظرية المؤامرة حول فيروس كورونا، ادّعى ناشروه أنّ شركة "فايزر" لديها علم بانتشار الفيروس منذ عام 2019، ولذلك طلبت ملايين القارورات الزجاجية للّقاح، وبعد تحقق فريق "مسبار" تبيّن أنّ الادّعاء خالٍ من الصحة، وسبق هذا الخبر انتشار صورةٍ زائفة ادّعى ناشروها أنّها لوجود اللقاحات منذ عام 2019، وتبيّن أنّ الصورة لمحلولٍ مُذيب يُستعمل لأغراضٍ طبيّة، ولا علاقة له باللقاح.

واستمر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات حول خطورة اللقاح، فمثلًا، انتشر خبر منسوب لموقع "سي إن إن" الإخباري عن وفاة عشرات الأشخاص المتلقّين للقاح المضاد لفايروس كورونا، وتبيّن لاحقًا أنّه لا وجود لهذا الخبر من الأساس، كما انتشر خبر منسوب للرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، ادّعى ناشروه أنّه يحذّر الأفارقة من تلقّي اللقاحات، تبيّن أنّه زائف أيضًا. ولم يكتفِ مروّجو الشائعات بنشر نظريات المؤامرة والأخبار المضلّلة حول اللقاح، وإنّما شكّكوا بمصداقية حملة التلقيح العالمية، إذ ادّع بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، أنّ نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لم تتلقّ اللقاح بالفعل على الرغم من نشرها مقطعًا مصوّرًا يوثّق اللحظة.

الإدارة الأميركية الجديدة بدأت عملها مع سيل من الأخبار الكاذبة

وعقب انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وإعلان فوز جو بايدن، اقتحم عدد من مناصري ترامب مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن في 7 يناير/كانون الثاني الفائت، ما حدا بمنصّات التواصل الاجتماعي، فيسبوك، وتويتر، منع حسابات ترامب من النشر. ولم يتوقّف انتشار الأخبار الكاذبة والمضلّلة عند واقعة اقتحام مبنى الكونغرس، فنشر العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ مسلسل سيمبسون الأميركي توقّع اقتحام الكونغرس، على شاكلة ادّعاءات مشابهة سابقة حول أحداثٍ مختلفة في العالم، ممّا تبيّن لاحقًا أنّ المعلومة زائفة، وأنّ الصورة المُنتشرة عن المسلسل مفبركة، كما انتشرت صورة قديمة لباراك أوباما وهيلاري كلينتون وجو بايدن، على أنّها حديثة أثناء متابعتهم لأحداث اقتحام الكونغرس، وتبيّن أنّ الصورة تعود لعام 2011 أثناء متابعتهم لعملية عسكرية ضد أسامة بن لادن، وانتشرت عدّة صور ومقاطع مصوّرة مضلّلة ادّعى ناشروها أنّها من أحداث الكونغرس، مثل صورة مجموعة من أشخاص يعتلون أحصنة، حيث تبيّنت أنّها من الاحتجاجات في شهر يونيو/حزيران 2020، على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية، كما انتشر مقطع مصوّر على أنّه لهروب رئيسة مجلس النوّاب الأميركي، نانسي بيلوسي، من مبنى الكونغرس لحظة اقتحامه، ليتبيّن أنّه عبارة عن إعلان تجاري، وأعيد نشره بغرض السخرية.

وصوحب تنصيب بايدن، والذي تم بشكلٍ رسميٍّ بتاريخ 20 يناير/كانون الثاني الجاري، بعددٍ من الأخبار الزائفة والشائعات، أوّلها صورة ادّعى من نشرها أنّها لترامب أثناء مغادرته البيت الأبيض على متن طائرة بعد انتهاء ولايته، بينما تعود الصورة في الحقيقة إلى عودته إلى البيت الأبيض بعد مؤتمرٍ انتخابيٍّ في يونيو/حزيران 2020، ولربّما من أشهر المنشورات المضلّلة التي تخص انتهاء ولاية ترامب هي صورة لرسالة ادّعى ناشروها أنّ ترامب تركها لبايدن كتب فيها "جو، أنت تعلم أنّني فزت"، لكنّ هذه الرسالة مفبركة، وأنّ بايدن قال إنّ الرسالة التي تركها له ترامب "وديّة جدًّا"، ولربّما من أهم الصور الزائفة التي انتشرت، كانت عبر حساب رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط في موقع تويتر، يظهر فيها جو بايدن وزوجته فور انتهاء حفل التنصيب، كما يظهر علم الحزب التقّدمي الاشتراكي في باحات البيت الأبيض، ليتبيّن أنّ الصورة مفبركة، وخضعت لتعديلاتٍ رقمية.

كما رافق مباشرة عمل بايدن بعض الادّعاءات الزائفة حول ذلك، مثلًا، عن تخليّه عن الزر الأحمر في مكتبه الرئاسي، والّذي تبيّن أنّه زائف، وخبرًا عن إعلانه رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، ممّا تبيّن أنّه زائف، وأن ما قام به بايدن فور توليه الحكم هو إلغاء قراراتٍ قد اتّخذها ترامب منها مرسوم الهجرة الّذي اعتمده الأخير لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتّحدة الأميركية.

المنطقة العربية.. من المصالحة الخليجية إلى تفجير بغداد

ولطالما انتشرت الأخبار والادّعاءات الزائفة بالتوازي مع أحداثٍ ووقائع في العالم العربي، كما استمرّ الفضاء الرقمي العربي في نشر الشائعات، ولربّما تتراوح الغايات حول ذلك، كاعتباراتٍ سياسية، أو لمجرّد التسلية، إذ استطاع "مسبار" التحقق من عدّة أنباءٍ زائفة ومحتويات مضلّلة بالتزامن مع إعلان المصالحة الخليجية في 5 يناير/كانون الثاني الفائت، مثل التصريح الزائف المنسوب لوزير الخارجية المصري عن رفضه المصالحة مع قطر، ليتبيّن أنّ هذه الأنباء عارية عن الصحة، كما انتشرت على نطاقٍ واسعٍ صور مقاطع مصوّرة ادّعى ناشروها أنّها للاحتفالات بالمصالحة الخليجية في قطر، لكنّها في الحقيقة قديمة وليست بالتزامن مع الحدث.

كما تحقّق "مسبار" خلال شهر يناير/كانون الثاني، من 21 خبرًا في تونس، الّتي احتلّت المرتبة الثالثة في مؤشّر "مسبار" الشهري، من ضمنها منشوراتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها الدولة، مثل انتشار صورة على أنّها من مسيرة شارع بورقيبة الأخيرة المطالبة بالإفراج عن المعتقلين من الاحتجاجات الليلية هناك، ليتبيّن أنّها تعود للثورة التونسية في يناير/كانون الثاني 2011، كما انتشرت صورة لطفلةٍ ادّعى ناشروها أنّها من ذات المسيرة، ليتبيّن أنّها ليست من هناك أيضًا، وتعود لعام 2019 من الاحتفالات بعيد الثورة التونسية. ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورتين ادّعوا أنّها توثّق أعمال شغب للمواطنين أثناء الاحتجاجات، ليتبيّن أنّهما مضلّلتان، وتعودان لسنواتٍ سابقة.

وقد شهدت العاصمة العراقيّة بغداد، تفجيرًا مزدوجًا لانتحاريين بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني الفائت، والّذي أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا وإصابة 100 شخص على الأقل، وقد تحقّق "مسبار" من عدّة صور مضلّلة انتشرت عقب الحادثة، مثل انتشار صورة ادّعى متداولوها أنّها للانتحاري الّذي قام بالتفجير الأخير، ليتبيّن أنّه لانتحاريٍّ من تنظيم داعش التُقطت عام 2015، أو صورةٍ أخرى لتفجيرٍ قديمٍ في بغداد عام 2016، وصورةٍ لتفجيرٍ قديمٍ عام 2004 في مدينة كربلاء، ادّعى ناشروها أنّها من التفجير الأخير، أو مثل فيديو مضلّل عن إلقاء القبض على أحد المتورّطين في التفجيرات الأخيرة، ليتبيّن أنّه من عام 2014.

الأخبار الرياضيّة في المرتبة الثالثة في عدد الأخبار الكاذبة

واحتلّت التحقيقات المتعلّقة بالمواضيع الرياضية حيّزًا كبيرًا من "مسبار" هذا الشهر، واحتلّت المرتبة الثالثة بحسب تصنيف المواضيع في المؤشّر الشهري، ومع حلول كأس العالم للأندية في الفترة من 4 حتّى 11 من شهر فبراير/شباط الجاري والمُقام في قطر، انتشر بعض الشائعات حول اللاعبين كإصابة اللاعب في فريق بايرن ميونخ الألماني، ليفاندوفسكي، وغيابه عن المباريات، ليتبيّن أنّ الخبر زائف ولا أساس له من الصحة، كما انتشرت شائعة حول ضم فيفا لفريقٍ آخر لكأس العالم للأندية بعد انسحاب فريق أوكلاند سيتي النيوزلندي، ليتبيّن أنّه على الرغم من انسحاب فريق أوكلاند، لم تضم فيفا فريقًا آخر مكانه.

وضمن أخبار كرة القدم المتنوّعة، تحقق "مسبار" من خبر يدّعي تقديم فريق ريال بيتيس عرضًا حارس مرمى فريق الأهلي المصري، محمد الشناوي، ليتبيّن أنّ الصحيفة التي نشرت الخبر وقعت في خطأ وخلطت بين اسم محمد الشناوي وأحمد الشناوي، حارس بيراميدز الحالي، كما تحقّق "مسبار" من ادّعاءٍ تم الترويج له بشكلٍ واسعٍ عن أنّ لاعب كرة القدم البرازيلي، بيليه، غيّر عدد أهدافه على منصة "إنستغرام" بعدما تخطّاه ميسي ورونالدو، ليتبيّن أنّ الادّعاء زائف، ونفاه بيليه على حسابه في تويتر، وأخيرًا، تحقّق "مسبار" من ادّعاءٍ لاقى تشكيك من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حول أوّل بطاقة حمراء لميسي كلاعب في فريق برشلونة، خلال المباراة مع فريق أتليتك بلباو، ليتبّن أنّه صحيح بالفعل.

التعليقات