19/03/2022 - 22:40

لماذا استثنت روسيا "واتس آب" و"تلغرام" من الحظر؟

لا زال تطبيقا "واتس آب" و"تلغرام" يعملان بشكل اعتيادي في روسيا، في الوقت الذي حجبت السلطات هناك تطبيقات أجنبية أخرى؛ حيث حذر خبراء من أن موسكو قد تستهدفهما فجأة.

لماذا استثنت روسيا

(توضيحية - pixabay)

لا زال تطبيقا "واتس آب" و"تلغرام" يعملان بشكل اعتيادي في روسيا، في الوقت الذي حجبت السلطات هناك تطبيقات أجنبية أخرى؛ حيث حذر خبراء من أن موسكو قد تستهدفهما فجأة.

وحجبت روسيا منذ بداية غزوها لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، مواقع "فيسبوك" و"انستغرام" و"تويتر"، فيما علّق تطبيق "تيك توك" بنفسه إمكانية تحميل محتوى جديد عليه من جانب مستخدمين في روسيا.

وحصل الحظر تطبيقًا لقانونيْن ينظّمان تدفّق الأخبار المنشورة حول الحرب في أوكرانيا وحول العقوبات المفروضة على روسيا. واعتمد البرلمان الروسي هذين القانونين وصادق عليهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع آذار/مارس.

وبات نشر أخبار تهدف إلى "تشويه سمعة" القوات المسلّحة الروسية يُعاقب بالسجن 15 عامًا. ووفق القانونيْن، تؤدّي "الدعوات إلى فرض عقوبات على روسيا إلى ملاحقة أصحابها".

ويرى الباحث في جامعة "برينستون" سيرغي سانوفيتش أن "من غير المحتمل أن تحجب روسيا تلغرام، لأن البلاد ينقصها منصات يمكنها بثّ معلومات من خلالها".

ويشكل تطبيق "تلغرام" للمراسلة، الذي يُنتقد بسبب تراخي سياسته لمراقبة المحتوى الذي يُنشر عليه، رغم تأكيد الشركة المشغّلة للتطبيق أنها تكرّس مئات الموظفين لذلك، إحدى القنوات النادرة والأساسية للخطابات المؤيّدة لروسيا والمحجوبة عادةً على شبكات تواصل اجتماعي غربية أخرى.

ولفت التطبيق إلى أنه يُسجّل يوميًا، منذ ثلاثة أسابيع أي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، نحو 2,5 مليون تحميل رسالة عليه.

وكانت الحكومة الروسية قد حاولت عام 2018، حظر التطبيق بعدما رفض المسؤولون فيه مشاركة موسكو بيانات بعض المستخدمين، لكنها لم تنجح في ذلك.

ويقول اينريكي دانس، الأستاذ المتخصص في أنظمة المعلومات في كلية إدارة الأعمال في جامعة "آي إي" في مدريد، إن "حجب تلغرام صعب جدًا".

لكن الخبراء يحذّرون من أن في حال خضوع "تلغرام"، فسيكون بإمكان الحكومة الاستيلاء على بيانات جزء من المحادثات بين مستخدمي التطبيق الذين لم يفعّلوا خاصية التشفير.

أمّا تطبيق "واتس آب"، فتمكّن من "حماية منصّته من المخاطر القانونية واحتمال حصول طلبات ولوج إلى محتوياته من خلال تحسين نظامه الأمني واعتماده التشفير الكامل"، بحسب ألب توكر، مؤسس ومدير موقع "نيتبلوكس" الذي يراقب الأمن السيبراني والحوكمة الرقمية.

وتعتبر مديرة قسم الأمن السيبراني لمنظمة "ايليكترونيك فرونتيير فاونديشن" ايفا غالبيرينغ أن الهيئة الروسية الناظمة لوسائل الإعلام "روسكومنادزور تخوّفت خصوصًا من القنوات والأخبار وسبل بثّها لعدد كبير من الناس"، وهو أمر لا ينطبق كثيرًا "على واتس آب"، نظرًا لطبيعة خدماته المحصورة بالمراسلة.

لذا يبدو تطبيق "واتس آب" محميًا أكثر من غيره من السلطات الروسية، لكن قد يتغيّر هذا الوضع في حال استُخدم كثيرًا من جانب المعارضين وحركات الاحتجاج.

إلا أن ألب توكر يشير إلى أن "كلّما اختفت شبكات تواصل اجتماعي كلّما تغيّرت الدينامية، على أن تصبح تطبيقات المراسلة هي الهدف التالي".

ويُعتبر تطبيق "واتس آب" من التطبيقات الأكثر شهرة في روسيا بحيث كان أكثر من 67 مليون شخص يستخدمونه بحلول نهاية العام 2021، بحسب شركة "انسايدر انتاليجينس"، أي أكثر شهرة من "تلغرام" (28 مليون مستخدم) أو حتى "في كونتاكت" (63 مليون مستخدم) وهو شبكة اجتماعية روسية رائجة.

لكن قبل حظر "واتس آب" أو "تلغرام"، قد يُحظر تطبيق "يوتيوب" في روسيا حيث اتهمته هيئة "روسكومنادزور" الجمعة بأنه "معادٍ للروس".

ويقول سيرغي سانوفيتش "يصعب عليهم التحكم بيوتيوب من ناحية الرقابة"، مضيفًا أن "قرارات المنصّة مؤخرًا القاضية بتعليق عمل القنوات الروسية التابعة لوسائل إعلام مقرّبة من الحكومة الروسية، خفّضت من قيمتها كأداة للدعاية السياسية".

ويلفت ألب توكر إلى أن "إعلان الحرب على يوتيوب يعني مهاجمة مجموعة (ألفابت - الشركة الأمّ لمحرّك جوجل أيضًا) بكاملها"، إلّا أن "جوجل هو محرّك اقتصادي أساسي وصلة اتصال مهمّة بالعالم الخارجي".

التعليقات