تقرير: الهجوم الإسرائيلي على اليمن سيمنح الحوثيين "رصيدا سياسيا"

"الحرب الأهلية الدولية الدائرة في اليمن منذ عقد تظهر أن الضربات العسكرية لا تردع القيادة الحوثية"* "أكثر ما يريده" الحوثيون هو أن "يظهروا على أنهم يقاتلون التحالف الأميركي -الصهيوني"* الهجوم الإسرائيلي "لن يضعف سلاسل إمداد الحوثيين بالأسلحة"*

تقرير: الهجوم الإسرائيلي على اليمن سيمنح الحوثيين

(Getty Images)

يرى محللون أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن سيسهم في "تقوية عزيمة" جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن على مواصلة الهجمات الإسنادية لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ ووفق التقديرات، فإن الهجوم الإسرائيلي على مدينة الحديدة سيمنح الحوثيين "رصيدا سياسيا"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس"، مساء اليوم، الأحد.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ونقلت الوكالة عن رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ومؤسسه المشارك، ماجد المذحجي، قوله إن الضربة "تضفي مشروعية على ادعاءات الحوثيين أنهم يخوضون حربا مع إسرائيل"، ما من شأنه أن يجعل الجماعة أكثر استقطابا وسط غضب عارم في اليمن حيال الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين "يفرضون أنفسهم ركنا أساسيا في شبكة حلفاء إقليميين لطهران تضم تنظيمات مسلّحة في لبنان وسورية والعراق"، وذكر أن الجماعة شنت "نحو 90 هجوما على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر".

ويوم الجمعة الماضي، اخترقت مسيّرة حوثية مفخّخة الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأدى انفجارها إلى مقتل شخص في تل أبيب، والسبت، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على ميناء الحديدة وخزانات الوقود ومحطة الكهرباء فيه.

وبعد ساعات على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الحديدة، خرج مئات اليمنيين إلى شوارع صنعاء، ملوّحين بالأعلام الفلسطينية وهاتفين "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل".

واعتبرت المحلّلة في "المركز العربي واشنطن دي سي"، أفراح ناصر، أنه "بالنسبة للحوثيين، تشكّل هذه الهجمات أداة دعائية هامة. يمكن حشد مؤيديهم عبر تصوير أنفسهم مدافعين بوجه عدوان خارجي جديد". وقالت ناصر "هذا الأمر يمكنه أن يشكل عامل جذب لمجنّدين جدد وأن يقوي قاعدتهم".

من جانبه، قال المدير الشريك في معهد النزاعات المستقبلية التابع لكلية سلاح الجو الأميركي، غريغوري يونسن، إن "أكثر ما يريده" الحوثيون هو أن "يظهروا على أنهم يقاتلون التحالف الأميركي -الصهيوني".

وجاء في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي للخبير في شؤون اليمن أن "هذا الأمر يساعدهم محليا من خلال تقاطع أهداف الحوثيين مع القضية الفلسطينية التي تحظى بمناصرة كبيرة في اليمن".

كما لفت إلى أن ذلك "يسكت المعارضة الداخلية ويحيّد الخصوم المحليين".

بدورها، قالت خبيرة الشؤون اليمنية في جامعة كامبريدج، إليزابيث كيندال، إن "الحرب الأهلية الدولية الدائرة في اليمن منذ عقد تظهر أن الضربات العسكرية لا تردع القيادة الحوثية".

وأضافت أن الحوثيين "يستسيغون وضعية المدافعين عن فلسطين".

وأشار التقرير إلى أن "ميناء الحديدة الذي يعد نقطة دخول حيوية لواردات الوقود والمساعدات الدولية للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بقي إلى حد كبير بمنأى من الحرب".

وقال المحلّل السياسي والمحاضر في الدراسات الأمنية في كلية كينغز اللندنية، أندرياس كريغ، إن الضربة الإسرائيلية "لن تضعف على نحو كبير سلاسل إمداد الحوثيين" بالأسلحة.

وأضاف أن "مكوّنات الصواريخ يمكن تسليمها بطرق مختلفة ولا تتطلب منشآت مرفئية كبرى"، موضحا أن "إيران نوّعت على نحو كبير سلاسل الإمداد وستجد طرقا أخرى" لتسليم مكوّنات الأسلحة التي يمكن تجميعها محليا.

في المقابل، أشار التقرير إلى تداعيات محتملة للهجوم الإسرائيلي، إذ "يمكن أن يعوق وارادات نفطية مستقبلية"، وذكرت "فرانس برس" أن الهجوم "أثار بالفعل مخاوف من شح في الوقود في خضم أزمة مالية حادة".

والهجوم الإسرائيلي الذ دمّر خزانات للنفط "سيؤدي إلى نقص حاد في الوقود في شمال اليمن، سيؤثر على خدمات أساسية على غرار المولدات العاملة بوقود الديزل والتي تمد مستشفيات بالكهرباء".

وقال محمد الباشا، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي ومقرها الولايات المتحدة، إن "الضرر اللاحق بمحطة الكهرباء في الحديدة وحرّ الصيف الشديد سيفاقمان على نحو كبير معاناة السكان".

وأشار إلى أن "إعادة الإعمار ستكون مكلفة وستنطوي على تحديات".

وقال الخبير في شؤون اليمن، نيكولاس برامفيلد، إن الهجوم "ستكون له عواقب إنسانية وخيمة على ملايين اليمنيين العاديين الذين يعيشون في اليمن تحت سيطرة الحوثيين".

وأشار في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي إلى أن هذا الأمر "لن يرفع أسعار الوقود فحسب بل كل ما يُنقل بواسطة شاحنات".

التعليقات