هيرش يكشف المزيد من فضائح بوش تشيني..

-

هيرش يكشف المزيد من فضائح بوش تشيني..
كشف الصحافي الامريكي المخضرم سيمور هيرش عن بعض تفاصيل تورط وكالة الاستخبارات المركزية “سي.آي.ايه” عبر وحدة أو “حلقة” لتنفيذ الاغتيالات تتبعها بملاحقة أشخاص خارج أمريكا واغتيالهم، كذلك قيام الوكالة بأعمال تجسس على الأراضي الأمريكية.

وأكد هيرش ل”الخليج” أمس، أنه لم يكن يريد الآن التحدث حول هذا الأمر، لولا أنه جاء في معرض رده خلال ندوة دعت إليها جامعة مينسوتا مساء الثلاثاء، وأدارها أستاذ العلوم السياسية لاري جاكوب معه ومع والتر مونديل نائب الرئيس الامريكي الديمقراطي الأسبق جيمي كارتر.

وكشف هيرش عن عكوفه حاليا على كتابة هذا الملف في كتاب من المبكر الحديث عنه الآن، ولن يكون ماثلاً للطبع قبل حوالي عام وأكثر. وطلب هيرش عندما سألته "الخليج" عما إذا كان هذا هو ذات الموضوع الذي رفض الافصاح عن تفاصيله في حديثه مع “الخليج” المنشور في مايو/أيار ،2007، الرجوع الى تقرير كان كتبه في مجلة “النيويوركر” في يوليو/تموز من العام الماضي.

أضاف أنه يفضل عدم التحدث الآن عن تفاصيل هو بصدد كتابتها.

وطلب هيرش الاكتفاء بهذا الآن، متجنباً الافاضة بالمزيد حول تورط تشيني بوش في إصدار الأوامر بهذه العمليات أو عما إذا كان باب ملاحقتهما قد سد الى الابد.

وكان هيرش، في معرض هذا الحوار أمام طلاب جامعة مينسوتا والذي عنون بـ”أمريكا والأزمة الدستورية” قد تحدث عن تورط ال”سي.آي.ايه”، وبشكل عميق في ممارسات محلية ضد المواطنين وضد هؤلاء الذين صنفتهم بأنهم أعداء للدولة، من دون أية إجازات قانونية.

وتحدث عن وجود قيادة مشتركة للعمليات “j505” وأحد أجنحتها وهو عبارة عن فريق تم تشكيله بشكل مستقل، وكانوا لا يقومون بتقديم تقاريرهم الى اية جهة كوزير الدفاع أو رئيس القيادة المشتركة، بل مباشرة الى تشيني وبوش. وهؤلاء ليست للكونجرس أية سلطة عليهم، ورئيس هذه الوحدة، وليام ريفكين، صدرت له الأوامر بالتوقف عقب حدوث كثير من حالات الوفاة.

وكان أعضاء هذا الفريق يقومون عادة بالتوجه مباشرة الى هدفهم في بلدان حول العالم، ودونما أي اتصال بالسفير الأمريكي أو حتى برئيس مكتب ال”سي.آي.ايه” في البلد المعني، وكانوا يتعقبون من يريدون (أو من في قوائمهم) ثم تصفيتهم، أي التخلص منهم بالاغتيال، ثم المغادرة.

هذا الأمر، حسب هيرش، “كان مستمراً بلا انقطاع ويحدث باسمنا، أي كأمريكيين”.

هيرش وصف الأمر بالمعقد، لأن هؤلاء المنفذين ليسوا قتلة، ولكنهم كانوا ينفذون في الوقت نفسه جرائم قتل، إضافة الى عمليات استجواب كان المكلفون بها يجدون أنفسهم في نهايتها متورطين في عمليات تعذيب.

وذكر هيرش أمام طلاب جامعة مينسوتا واقعة قيام أحد ما بسؤاله: “ماذا تسمي عمليات الاستجواب لأحد الأشخاص، ويترك على أثرها ينزف حتى الموت، من دون أي تدخل أو مساعدة طبية، أليس هذا قتلاً؟”.

وشرح هيرش كيف تمت ترجمة القانون بشكل معين في حقبة ثنائي الشر بوش - تشيني، لا سيما عمليات ال”سي.آي.ايه” السرية من دون الحاجة الى موافقة الكونجرس عليها، لأن الدستور الأمريكي ينص على حق الرئيس في قيادة قواته في ساحة القتال، وإصدار أوامره لهم من دون الحصول على موافقة الكونجرس.

وقال هيرش انه في حقبة ثنائي الشر، أدار الدولة الأمريكية حفنة مكونة من 8-9 من المحافظين الجدد، وكان يتم فيها ازدراء الكونجرس، السلطة التشريعية في البلاد.

ومما قاله والتر مونديل انه “في هذا العهد، كانت هناك حكومة داخل الحكومة”، أضاف انه على قناعة بأن ديك تشيني أساء استخدام سلطات نائب الرئيس، وترك وضعاً أشبه ما يكون بترك مسدس محشو على مائدة طعام. كما أن كثيراً من الرؤساء يعتقدون أنهم سيفتلون من العقاب”.

المهم أن سيمور هيرش سارع بالرد بأن الشيء الأجمل في نظام الولايات المتحدة يظل الحصول على الزعماء الجدد في نهاية الأمر، في إشارة الى وصول رئيس أمريكي جديد ورحيل “ثنائي الشر”.

التعليقات