السفير السوري عماد مصطفى يكشف عن اتصالات سورية أمريكية رفيعة المستوى..

العديد من الأطراف الدولية تشدد على دور سورية الجوهري في إنجاح أي جهد يبذل لإخراج عملية السلام من جمودها وتوفير الفرص لوقف العنف الإسرائيلي وتحقيق الاستقرار في المنطقة..

السفير السوري عماد مصطفى يكشف عن اتصالات سورية أمريكية رفيعة المستوى..
تشهد عواصم إقليمية ودولية سلسلة من الاتصالات والمحادثات الرامية الى بلورة طروحات وأفكار تساعد على إخراج عملية السلام في الشرق الأوسط من جمودها وتوفير الفرص لوقف العنف الإسرائيلي وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتترافق هذه الاتصالات مع توجه العديد من الأطراف الدولية الفاعلة الى التشديد على أن لسورية دوراً جوهرياً في إنجاح أي جهد يبذل في هذا المجال داعية الى ضرورة الحوار والتعاون معها.

ففي مدريد التقى الدكتور محسن بلال وزير الإعلام امس مع ميغيل انخيل موراتينوس، وزير الخارجية الاسباني، الذي أكد أهمية دور سورية الأساسي في عملية السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط.

وقد حمل الوزير موراتينوس الدكتور بلال تحيات خوسيه رودريغيز ثاباتيرو، رئيس وزراء اسبانيا، الى الرئيس السوري بشار الأسد، معرباً عن تمنياته للشعب السوري بدوام التقدم والازدهار.

وأعرب الوزير الاسباني خلال اللقاء مع الدكتور بلال بحضور سفير سورية في اسبانيا مكرم عبيد والذي ساده جو من الود والصداقة عن أمله في نجاح المبادرة التي أعلن عنها الثلاثي الاوروبي المتوسطي؛ اسبانيا وفرنسا وايطاليا، لحل قضية الشرق الاوسط والتي تعد سورية أول طرف يحاط بها علماً ويطلع على تفاصيلها بشكل مباشر.

وأوضح موراتينوس أنه سيجري اتصالات مع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا والمانيا وخافيير سولانا المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ليضعهم في صورة المبادرة، بحيث تكون جميع الأطراف الفاعلة على اطلاع وعلم بالآليات والأفكار التي انطلقت على أساسها المبادرة التي ستطرحها الدول الثلاث اسبانيا وفرنسا وايطاليا في الرابع عشر من الشهر القادم على المجلس الاوروبي لتصبح مبادرة السلام الاوروبية من أجل إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط.

واعرب الوزير بلال عن ارتياحه للقاء موراتينوس ووصف الاجتماع معه في اتصال هاتفي مع "شام برس" بالممتاز.

ويذكر أن المبادرة الثلاثية انطلقت من كونها مبادرة ثاباتيرو وموراتينوس اللذين التقيا الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قمة خيرونا على الحدود الاسبانية الفرنسية، حيث تم الاتصال برئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي بارك الخطوة، وانضم اليها لتصبح مبادرة الدول الثلاث الاورومتوسطية.

وكشفت مصادر مطلعة في العاصمة الاسبانية أن هذه المبادرة تهدف الى إحلال السلام الشامل في المنطقة، وأن المراقبين ينظرون الى سورية على أنها العنصر الأهم في الحل.

وفي واشنطن كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر الذي يرأس لجنة لدراسة الخيارات الاستراتيجية في العراق مهتم بالحوار مع سورية، نظراً لدورها الهام في المساعدة على استقرار العراق.

وقالت الصحيفة إن بيكر التقى عدداً من المسؤولين السوريين مرات عدة لمناقشة احتمالات التعاون الأمريكي السوري.

ونقلت الصحيفة عن السفير السوري عماد مصطفى أن الاجتماعات ضمت وزير الخارجية وليد المعلم وجرت في فندق والدورف - أستوريا في نيويورك في أيلول. ووصف مصطفى اللقاءات بأنها كانت واعدة للغاية. وقال إنه قام بترتيب اللقاء في نيويورك وشارك فيه عدد من أعضاء مجموعة الدراسة حول العراق، بناء على طلب بيكر.

كما التقى مصطفى مرتين بالمجموعة في واشنطن، حسب الصحيفة. ولم يكشف السفير عن مزيد من الأمور التي نستطيع فعلاً القيام بها والأمور التي لايمكننا القيام بها.

وأضاف "لقد كنا في غاية الصراحة مع بعضنا بعضاً وشرحنا لهم كيف أن المساعد في استقرار الوضع في العراق تصب في مصلحتنا الوطنية".

ويعتبر بيكر من الشخصيات الأمريكية التي تشدد على ضرورة الحوار مع سورية فيما يخص قضايا الشرق الأوسط بعامة والعراق بخاصة.

من جهة أخرى قال مسؤول أمريكي ودبلوماسيون إن الولايات المتحدة تقوم بما وصفه بدفعة جديدة لتسريع بدء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي قد تشمل عقد مؤتمر دولي للسلام في الأردن في نهاية الشهر الجاري.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إنه عندما يكون الجانب الفلسطيني مستعداً للعمل مع بقية المجتمع الدولي، فإن فرصاً كثيرة ستتوفر حسب تعبيره.

من جهته قال جون الترمان خبير شؤون الشرق الاوسط إن الحكومات العربية غاضبة جداً لعدم قيام الولايات المتحدة بتحرك بشأن الشرق الاوسط، مضيفاً إن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الأهداف إذا لم يكن هناك أفق استراتيجي بشأن السلام.

ومن المقرر أن يلتقي وزراء من الولايات المتحدة وروسيا ومصر ودول الخليج ودول أخرى عند البحر الميت بالأردن في 30 تشرين الثاني لعقد اجتماع سنوي بشأن الديمقراطية والتنمية في الشرق الأوسط. وتأمل الولايات المتحدة بإمكان عقد مؤتمر دولي للسلام قبل هذا الحدث مباشرة.

الى ذلك قال دبلوماسي عربي إن اقتراح مؤتمر الثلاثين من الشهر الجاري فكرة أمريكية لم يتم الاتفاق عليها تماماً مشيراً الى أن هناك أفكاراً كثيرة مطروحة ولكن لا شيء منها قريب من الاتفاق بعد.

التعليقات