"القاعدة خططت لمهاجمة واشنطن اثناء زيارة شارون"

هذا ما تزعمه لجنة التحقيق الاميركية في احداث الحادي عشر من سسبتمبر* اللجنة تدحض اكاذيب تشيني بشأن التعاون بين القاعدة والعراق.. وتشيني يرفض التراجع

قالت اللجنة التي تحقق في الهجمات التي شُنت على أمريكا في 11 سبتمبر ايلول 2001 ان تنظيم القاعدة خطط في البداية، لتنفيذ عملية في شهر حزيران/ يونيو أو في تموز/ يوليو 2001، بشكل يتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون، إلى البيت الأبيض انذاك.

وأصدرت اللجنة، امس الاربعاء، تقريرا يقول ان خالد شيخ محمد الذي تزعم واشنطن انه المخطط الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر التي قتل فيها حوالي ثلاثة الاف شخص، وضع في الأصل مخططا أكثر اتساعا كان سيقوم فيه هو أيضا بقيادة طائرة مخطوفة.

وحسب اللجنة خطط تنظيم القاعدة لخطف طائرات واستخدامها ضد عشرة أهداف في الولايات المتحدة وشن هجمات متزامنة في جنوب شرق اسيا

وتضمنت الخطة الأصلية قائمة بأهداف شملت المواقع التي هوجمت في 11 سبتمبر وهي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع (البنتاجون) إضافة الى البيت الأبيض ومبنى الكونجرس ومقر وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) ومقر مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.آي) ومحطات للطاقة النووية وأعلى مبنى في كاليفورنيا وأعلى مبنى في ولاية واشنطن.

ووفقا لتقرير اللجنة فان الخطة بدأت في عام 1999 عندما وافق أُسامة بن لادن، زعيم القاعدة، على اقتراح شيخ محمد لاستخدام الطائرات كأسلحة.

وكان شيخ محمد يأمل أصلا في قيادة واحدة من عشر طائرات كان من المخطط استخدامها في الهجمات. لكن بدلا من ان يصدم أحد الأهداف بالطائرة فانه كان سيقوم بقتل جميع الرجال على متنها ثم يهبط بها في مطار في الولايات المتحدة للادلاء ببيان يدين سياسات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

ورفضت زعامة القاعدة الاقتراح بدعوى انه طموح بشكل مبالغ فيه. وعندما وافق بن لادن على الخطة جرى تقسيمها الى شقين يقوم في أحدها خاطفو الطائرات بالسيطرة عليها والارتطام بها في أهداف في الولايات المتحدة. وفي الشق الثاني يقوم أعضاء القاعدة بخطف طائرات أمريكية في جنوب شرق آسيا وتفجيرها في الجو.

وبحلول منتصف عام 2000 قرر ابن لادن إلغاء الشق الخاص بجنوب شرق آسيا من خطة خطف الطائرات لانه اعتقد انه سيكون من الصعب شن عمليات في وقت واحد في مكانين في طرفي العالم.

وقال تقرير اللجنة ان القاعدة كانت تستهدف استخدام حوالي 26 من خاطفي الطائرات في شن هجمات 11 سبتمبر لكن في النهاية فان 19 شخصا شاركوا فعليا في خطف الطائرت التجارية الأربع.

وأضاف التقرير قائلا "حتى أواخر صيف 2001 كان شيخ محمد يريد إرسال أكبر عدد ممكن من العناصر الى الولايات المتحدة من أجل زيادة فرص نجاح الهجمات."

وقدم التقرير تفاصيل عن عشرة أشخاص كانوا مرشحين للمشاركة في الهجمات لكن جرى سحبهم لانهم فشلوا في الحصول على تأشيرات دخول أو واجهوا ضغوطا من أسرهم أو مشكلات مع مسؤولي الهجرة أو مسؤولي الأمن.

وقال التقرير ان الموعد الفعلي للهجمات لم يتم اختياره إلا قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الحادي عشر من سبتمبر. وكانت تقارير ذكرت ان ابن لادن حث شيخ محمد على تنفيذ الهجمات قبل ذلك الموعد لكن الخاطفين لم يكونوا جاهزين.

وقال التقرير أيضا ان زكريا موسوي المتهم بالتآمر في هجمات 11 سبتمبر والذي قد يواجه عقوبة الاعدام ربما كان مرشحا ليحل محل احد خاطفي الطائرات.

واضاف ان موسوي الذي تلقى دروسا في الطيران في اوكلاهوما ومينسوتا كان يجري تجهيزه ليحل محل زياد الجراح الذي كان يظهر فيما يبدو علامات على رغبته في الانسحاب من المخطط في صيف 2001 .

والقي القبض على موسوي بتهم تتعلق بمخالفات لقانون الهجرة في اغسطس اب 2001 بعد ان أثار الشبهات في مدرسة للطيران في مينسوتا اثناء دراسته فيها.

وتشير استنتاجات اللجنة إلى أن بن لادن حضّ محمد عطا خلال أشهر على الإسراع في تنفيذ العمليات. وطلب في البداية تنفيذ هذه العمليات في نهاية سنة 2000، بعد زيارة شارون في الحرم القدسي التي أشعلت انتفاضة الأقصى.

وكان الموعد اللاحق الذي حدده بن لادن هو 12 أيار/ مايو 2001، سبعة أشهر قبل وقوع العملية التي استهدفت المدمرة الأمريكية "كول" في اليمن، لكن حين لم يخرج ذلك إلى حيز التنفيذ، حثّ بن لادن على تنفيذ العملية في حزيران أو تموز، بتزامن مع زيارة شارون في واشنطن.

وقال خالد شيخ محمد لمحققيه إن مطلب بن لادن رُفض في الحالتين، لأن المختطفين الانتحاريين لم يتهيأوا لتنفيذ المهمة.
إلى ذلك، تبين من تقرير اللجنة أن محمد عطا، الذي اختطف إحدى الطائرات التي ضربت مركز التجارة العالمي، لم يلتق أبدًا بوكلاء عراقيين في براغ، كما ادعيَ سابقـًا. وبذلك تكون اللجنة عمليًا قد دحضت الاكاذيب التي روجهتها جهات اميركية، خاصة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، والتي ادعت وجود ثعلاقة بين الحكومة العراقية وتنظيم القاعدة.

وقال معاونون لتشيني انه لا ينوي التراجع عن تصريحاته.
وأيَد مسؤولو الادارة تشيني الذي يتهمه منتقدون باستخدام معلومات استخباراتية خاطئة عن اسلحة مزعومة للدمار الشامل وصلات عراقية بتنظيم القاعدة للزج بالبلاد في الحرب.

وزعم مسؤول بالبيت الابيض ان تأكيد تشيني الذي كرره هذا الاسبوع بأن الرئيس العراقي المخلوع كان له روابط ترسخت لفترة طويلة بتنظيم القاعدة يستند الى "حقائق".

وأجاب مسؤول آخر في الادارة الأمريكية بالنفي عندما سُئل ان كان تشيني سيتراجع عن تصريحاته بعدما لم تجد لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر دليلا على ان العراق ساعد محاولات القاعدة لضرب الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير اللجنة فان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة التقى بضابط كبير بالمخابرات العراقية في عام 1994 واستطلع امكانية التعاون لكن الخطط لم تتحقق قط فيما يبدو.

وجاء في التقرير "ليس لدينا دليل موثوق به على ان العراق والقاعدة تعاونا في هجمات ضد الولايات المتحدة."

التعليقات