"برلين ترى سوريا": لاحتضان المزيد من اللاجئين

تحت عنوان برلين ترى سوريا، احتشد المئات من الألمان وجنسيات أخرى في ميدان بوتسدامر بلاتس، أحد أكبر الميادين الرئيسية في العاصمة برلين، اليوم السبت، دعمًا للاجئين وطلبًا لاستقبال المزيد منهم وتوفير ظروف أفضل لهم...

تحت عنوان 'برلين ترى سوريا'، احتشد المئات من الألمان وجنسيات أخرى في ميدان بوتسدامر بلاتس، أحد أكبر الميادين الرئيسية في العاصمة برلين، اليوم السبت، دعمًا للاجئين وطلبًا لاستقبال المزيد منهم وتوفير ظروف أفضل لهم، بالإضافة إلى إضاءة الشموع لأرواح من ماتوا في الحرب والبحر.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب ألمانيا بالذات، ودول الاتحاد الأوروبي عمومًا، ببذل المزيد من الجهود لدعم اللاجئين واستقبالهم وتوفير ظروف حياتية مناسبة لهم، والضغط على السلطات الهنغارية والمقدونية والتركية ومعاقبتهم، جراء ما يمارسونه من انتهاكات وجرائم بحق اللاجئين اللذين تركوا بلادهم هربًا من الموت وبحثًا عن الأمان والعيش الكريم.

وتأتي هذه المظاهرة بالتزامن مع مظاهرات ووقفات مماثلة في العديد من البلدان الأوروبية، كمحاولة ضغط على حكومات دول الاتحاد الأوروبي ووزرائها قبل اجتماعهم يوم الاثنين، حيث من المرجّح أن تتخذ فيه العديد من القرارات بشأن اللاجئين وتوزيعهم على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك كمحاولة لحث الحكومة الألمانية لاستقبال عدد أكبر من ال 800 ألف لاجئ التي أعلنت سابقا عن استعدادها لاستقبالهم.

وقال المنظّمون في دعوتهم إن المظاهرة لدعم اللاجئين من جميع البلدان الواقعة تحت نير الحروب وليس فقط سوريا، بل من فلسطين والعراق وليبيا وأفغانستان والصومال وأريتريا والكثير غيرها.

شترايت: ألمانيا رابع قوة اقتصادية في العالم، وبإمكانها استقبال المزيد دون أن تتضرر

وقالت إحدى منظمات المظاهرة، ميشا شترايبت لـ'عرب 48' إن هذه المظاهرة نُظمت اليوم، للضغط على الحكومة لاستقبال المزيد من اللاجئين، فألمانيا رابع قوة اقتصادية في العالم، وبإمكانها استقبال المزيد دون أن تتضرر، قبل أقل من 80 سنة كانت بلدنا تحت الركام، ونحن نعلم جيدًا ظلم الحرب ومرارتها، لذلك لا يجب أن نسمح للأمر أن يتكرر مع غيرنا، هذا واجب إنساني من الدرجة الأولى، وليس منة منا على أحد، استقبلنا في الماضي لاجئين من يوغسلافيا وتركيا والبلقان وغيرهم الكثير، واليوم واجب علينا استقبال السوريين والفلسطينيين والأفغان والليبيين وكل باحث عن الأمن والحرية والمستقبل'.

وأضافت شترايبت أن 'الشعب الألماني بغالبيته الساحقة يرحّب باللاجئين ويبذل لأجلهم كل ما يستطيع، ونحن لا ننكر دور الحكومة في خلق الرأي العام المؤيد ورفع الوعي لدى الشعب، هذه هي ألمانيا. البعض يدّعي أن 800 ألف هو عدد كبير، هذا صحيح، لكن ألمانيا بلد عظيم، إذا كان لبنان ذو الاقتصاد النامي ويقطنه 4 مليون مواطن، لديه نحو أكثر من مليون ونصف لاجئ، بمنطق بسيط على ألمانيا التي يقطنها 80 مليونًا، وكون اقتصادها الرابع من ناحية القوة في العالم والأول في أوروبا يتوجّب عليها أن تحتضن 20 مليون لاجئًا، و800 ألف يعد رقمًا قليلًا نسبة إلى 20 مليون'.

وعن باقي البلدان، قالت ميشا إن 'ألمانيا لا يجب أن تتقلد بأي دولة، يجب أن تكون هي قدوة للعالم أجمع وهذا ما تفعله الآن، لا يمكن أن تتصور كم نحن فخورون بدولتنا وشعبنا، عندما نرى الأعداد الهائلة التي تأتي للتطوع والمساعدة في المخيمات ومحطات القطارات والحافلات، نحن لا ننتظر من روسيا أو الولايات المتحدة اللتان تعتقدان أنهما القطبين الأهم في العالم أن تستقبل اللاجئين، فهم من يغذيّان الحرب لمصلحتهما وحساباتهما الضيقة، علينا أن نلقن العالم درسًا إنسانيًا ونجعله يقتدي بنا وبمبادئنا ومعتقداتنا'. 

وحول الخطوات القادمة قالت إنهم ماضون في حملات التضامن والاستقبال والمساعدة في طول البلاد، لا يهمنا لون بشرة اللاجئ أو من أية دولة أتى ولا ديانته ولا جنسه، سنمنح الأمان والمساعدة لكل من يحتاجها'.

التعليقات