قتل واغتصاب واختطاف: الطفولة مستهدفة في "مناطق النزاع"

أشارت المنظمة في تقريرها إلى أن الاغتصاب والزواج القسري والاختطاف والاستعباد أصبحت أساليب اعتيادية في الصراعات في كل من سورية واليمن ونيجيريا وميانمار.

قتل واغتصاب واختطاف: الطفولة مستهدفة في

للتوضيح فقط (pixabay)

كشف تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، اليوم الخميس، أن الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع بالعالم تعرضوا لهجمات على نطاق واسع هذا العام، وأن الأطفال أصبحوا أهدافا أمامية بجعلهم دروعا بشرية وتعريضهم للقتل والتشويه والتجنيد لخوض الحروب.

وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن الاغتصاب والزواج القسري والاختطاف والاستعباد أصبحت أساليب اعتيادية في الصراعات في كل من سورية واليمن ونيجيريا وميانمار.

مانويل فونتاين مدير برامج الطوارئ باليونيسيف: "يُستهدف الأطفال ويتعرضون للهجمات وأعمال العنف في منازلهم ومدارسهم وملاعبهم".

وأضاف أنه لا يجب أن يصبح العالم فاقد الحس أمام هذه الهجمات، قائلا إنه "لا يمكن أن تصبح مثل هذه الوحشية أمرا اعتياديا".

ويسلط تقرير المنظمة الأممية الضوء على العديد من مناطق النزاع في العالم مؤكدا أنّ الأطفال عانوا كثيرا خلال العام الماضي.

الغوطة محاصرة... والطفولة في أوضاع كارثية

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من كارثة تقترب من أطفال الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، والتي شهدت عدة حالات وفاة في صفوف الأطفال بسبب عدم توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها الأطفال.

وأظهر تقرير المنظمة أنه أكثر من 140 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر و15 عامًا، بحاجة إلى الإجلاء الطبي الفوري، نتيجة لنقص الأغذية والأدوية أو الإصابة الناجمة عن القصف. وارتفعت نسبة حالات سوء التغذية في مدن وبلدات الغوطة بسبب الحصار وارتفاع الأسعار وعدم توفر الأدوية والمكملات الغذائية.

أفريقيا: قتل واغتصاب واختطاف

تكررت احالات قتل واغتصاب واختطاف الأطفال في أفريقيا، وجند المئات منهم في صفوف الجماعات المسلحة، وهو ما ضاعف في زيادة أعمال العنف بشكل كبير.

وفي أفريقيا الوسطى، يجد الأطفال أنفسهم ضحايا أعمال عنف مروعة ومميتة، وقد أجبر القتال عشرات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم في الأشهر الأخيرة بسبب تجدّد النزاعات بين الجماعات المسلحة في هذا البلد الذي يشهد عقودا من عدم الاستقرار منذ استقلاله في العام 1960.

وبيّن التقرير أن مقاتلي جماعة "بوكو حرام" المتطرفة أجبر أكثر من 135 طفلا في مناطق شمال شرق نيجيريا والكاميرون للعمل كمهاجمين انتحاريين، وهذا العدد يمثل خمسة أضعاف الذين تمّ تجنيدهم في العام 2016.

وأكدت منظمة اليونيسيف أن 83 طفلا فجروا أنفسهم منذ بداية عام 2017 منهم 55 فتاة أغلبهن تقل أعمارهن عن 15 سنة، و27 طفلا، أحدهم كان رضيعا مربوطا بجسد فتاة، وقد استخدمت الجماعة المتطرفة 19 طفلا في التفجيرات التي نفذتها العام الماضي.

أطفال السودان ليسوا أحسن حالا

وتشير الأرقام التي كشف عنها تقرير يونيسيف إلى أنّ حوالي ثلاثة ملايين طفل يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وبينما أجبر انعدام الأمن مليونين ونصف المليون شخص على مغادرة منازلهم، هنالك الآن على الأقل مليون طفل في جنوب السودان تركوا مدارسهم.

وأكدت يونيسيف أن جنوب السودان يعيش في خضم مأساة تؤثر على أكثر من نصف عدد سكانه من الأطفال، منهم من يذهبون ضحايا للأمراض وسوء التغذية، في حين يتعرض البعض الآخر للتجنيد القسري وللعنف، ويفقد الملايين منهم فرصة التعليم.

أطفال اليمن في مواجهة الأ

أسفرت الحرب في اليمن عن مقتل ما لا يقل عن 5 آلاف طفل أو إصابتهم بحسب الأرقام الرسمية، ومن المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير.

وقامت يونيسيف مؤخرا بنقل حوالي ستة ملايين جرعة من اللقاحات الأساسية لحماية ملايين الأطفال المعرضين لخطر أمراض يمكن الوقاية منها، والتي تشمل مرض الخناق المتفشي حاليُا والذي أصاب بحسب التقارير أكثر من 300 شخص وتسبب في موت 35 شخصا.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من أن أطفال اليمن يواجهون تهديدا ثلاثيا يجمع بين الأمراض وسوء التغذية والعنف، وعلى هذا الأساس فقد دعت، التحالف بقيادة السعودية، مجددا، بأن يسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى جميع موانئ اليمن، البرية والبحرية والجوية منها، دون عوائق، وأن تسهّل توزيع المساعدات المنقذة للحياة للأطفال داخل البلاد.

"موت ممنهج" يترصد بأطفال الروهينغا

وفي مينامار، عانى أطفال الروهينغا، الذين تعرضوا وقومهم لجرائم التطهير العرقي والاغتصاب والتهجير من قبل القوات البورمية، من "أعمال عنف مروعة وواسعة النطاق"، جراء ترحيلهم القسري من منازلهم في ولاية راخين.

وأشارت يونيسيف إلى أن ربع الأطفال دون سن الخامسة من اللاجئين الروهينغا المسلمين الذين فروا إلى بنغلادش يعانون مستويات سوء تغذية باتت تمثل تهديدًا لحياتهم.

وخلصت دراسة أجرتها المنظمة بين 22 تشرين الأول/ أكتوبر و27 تشرين الثاني/ نوفمبر، إلى أن 25% من الأطفال الصغار الموجودين في مخيمات اللاجئين في بنغلادش يعانون سوء تغذية ضمن أمراض أخرى. وعلى ما يبدو فحوالي نصف الأطفال الذي شملهم الاستقصاء يعانون فقر الدم، ونحو 40% يعانون الإسهال، ونحو 60% يعانون التهابًا رئويًا حادا.

أوكرانيا... الألغام تحاصر الطفولة

هذا وحذرت يونيسيف من التهديدات التي تترصد الأطفال في شرق أوكرانيا، حيث أشارت إلى أنّ أكثر من 220 ألف طفل مهددون بانفجار ألغام وعبوات ناسفة في أية لحظة في المناطق الشرقية من أوكرانيا، والتي تعتبر من أكبر المناطق المزروعة بالألغام في العالم.

وأوردت المنظمة في تقريرها أن "النزاع الدامي بين الجيش الأوكراني والمتمردين شرق أوكرانيا عرّض للخطر 220 ألف طفل يعيشون ويلعبون ويذهبون إلى المدرسة في مناطق مزروعة بكمية هائلة من الألغام وغيرها من المتفجرات".

 

التعليقات