"ميدل إيست آي": إيران طلبت من نصر الله توحيد قادة "الحشد الشعبي"

ترك اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سلمياني، فراغا في المنطقة على ما يبدو، ما اضطر إيران إلى اللجوء إلى طرق أخرى لتوحيد الحركات المسلحة الموالية لها، بحسب تقرير جديد صادر عن موقع "ميدل إيست آي"

(أ ب)

ترك اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سلمياني، فراغا في المنطقة على ما يبدو، ما اضطر إيران إلى اللجوء إلى طرق أخرى لتوحيد المجموعات المسلحة الموالية لها، بحسب تقرير جديد صادر عن موقع "ميدل إيست آي" الإخباري التحليلي.

وقال الموقع إن الجماعات شبه العسكرية المدعومة من قبل إيران في العراق، وافقت على تنحية خلافاتهما جانبا ودعم هادي العامري كرئيس جديد لقوات "الحشد الشعبي". وتعد هذه الخطوة جزءا من خطة أوسع لعب فيها أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، دور الوسيط بهدف تهدئة التوترات بين المجموعات وخلق "مقاومة موحدة" ضد القوات الأميركية في البلاد.

وذكر الموقع إن ذلك تم في اجتماع عُقد في بيروت، الخميس الماضي، بعدما طلبت إيران من نصر الله تنظيم فصائلها العراقية في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة لسلمياني وزعيم "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في غارة قبل أسبوعين.

وقال الموقع إن معظم زعماء هذه الحركات، توجهت بعد ذلك إلى طهران الأحد الماضي، قبل أن يلتقوا برجل الدين العراقي المؤثر، مقتدى الصدر، بعدها بيوم في مدينة قم.

وأضاف أنه على الرغم من أن الهدف المعلن لهذه الاجتماعات هو حشد الجماعات المعارضة بشكل مشترك للوجود الأميركي في العراق، إلا أن "ميدل إيست آي" حصل على معلومات من بعض مصادره، تفيد بأن "هذه اللقاءات كانت ترنو إلى مواجهة الشغور القيادي وتهدئة القتال الناشب طويل الأمد بين الميليشيات المتنافسة المدعومة من قبل إيران في أعقاب مقتل سليماني والمهندس".

وعن هذه الاجتماعات أوضح الموقع أنها جمعت قادة كل من "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" و"جند الإمام" و"كتائب سيد الشهداء" و"كتائب الإمام علي"، التقوا استجابة للدعوة التي وجهها لهم نصر الله "لترك الخلافات جانبا" وتعزيز الهدوء في أعقاب الضربات الأميركية.

وأشار أحد مصادر "ميدل إيست آي" إلى أن الاجتماع مع الصدر كان الهدف منه "تمهيد الأرضية الملائمة لإنشاء جبهة مقاومة موحدة لسحب القوات الأميركية وجميع القوات الأجنبية من العراق والتنسيق لتوحيد جميع مواقف القوات".

وأوضح قادة عراقيون وسياسيون لـ"ميدل إيست آي"، أن هذه الاجتماعات كانت تهدف بمعظمها إلى "حلّ الخلافات والنزاعات الداخلية بين المجموعات المختلفة التي تشكل قوات الحشد الشعبي، وهي مجموعة شكلتها الحكومة العراقية تضم جميع الفصائل الشيعية وأنشئت سنة 2014 للقتال إلى جانب قوات الأمن العراقية والقوات الكردية في الحرب" ضد "داعش".

واستعرض التقرير تاريخ "الحشد الشعبي"، وتقسيماته، متطرقا إلى أن التيارات المتعدد فيه، اختلفت في ما بينها على عدّة مواضيع، منها "التنافس الشديد على المكاسب المالية والسعي للسيطرة على المناصب الحكومية المؤثرة".

وادعى التقرير أن هناك منافسة على "تهريب النفط والخردة المعدنية من جنوب الموصل في الأعوام الأخيرة" بين فصائل "الحشد الشعبي المختلفة"، وذلك خلق عداوات بين قادتها الذين اجتمعوا في بيروت مؤخرا بأمين عام "حزب الله".

وأضاف "ميدل إيست آي" أن نزاعا ثالثا، نشب "قبل عدة أسابيع بين مجموعتين من كتائب "حزب الله" نفسها حول بعض المكاسب التي حصل عليها أحد القادة المقربين من المهندس. وانتهى النزاع بانشقاق القائد المتضرر وإعلانه عن تشكيل فصيل مستقل".

كما أورد قائد كان حاضرا في الاجتماع في بيروت، في حوار له مع "ميدل إيست آي"، أن الاجتماعات التي عقدت في بيروت برعاية نصر الله "كانت تهدف إلى التوصل إلى هدنة بين هذه الفصائل". وتابع القائد قائلا: "طلبت إيران من نصر الله لعب الدور ذاته الذي لعبه سليماني في العراق إلى أن اتُخذت بعض القرارات".

وادعى المصدر ذاته أن " إيران تحتاج إلى ثلاثة أشهر على الأقل لتقرير كيفية إدارة الفصائل المعروفة باسم محور المقاومة، الذي سيكون مسؤولاً والذي يجب أن تطبق آلياته. لذا يجب على إيران التأكد من بقاء الوضع بين الفصائل كما هو عليه الآن".

التعليقات