خبراء أمميون: كورونا زاد تهديد "داعش" والقاعدة

تقرير لجنة خبراء إلى مجلس الأمن: التهديد استمر في التصاعد بمناطق الصراع في النصف الأخير من عام 2020، لأن "الوباء أعاق قوى القانون والنظام أكثر من الإرهابيين" الذين تمكنوا من التحرك والتجمع بحرية رغم قيود كورونا

خبراء أمميون: كورونا زاد تهديد

تفجير في سوق في بغداد، في 21 كانون الثاني/يناير الفائت (أ.ب.)

أشار خبراء الأمم المتحدة في تقرير جديد، بأن جائحة كورونا زادت من تهديد تنظيم "داعش" وجماعات تنظيم القاعدة في مناطق الصراع، بما في ذلك أفغانستان وسورية والعراق، لكن التهديد لا يزال منخفضًا نسبيًا في غير مناطق الصراع رغم سلسلة من الهجمات في أوروبا.

ووفقا لتقرير لجنة خبراء، الذي قُدم إلى مجلس الأمن الدولي، وتم تداوله أمس، الخميس، إن التهديد استمر في التصاعد بمناطق الصراع في النصف الأخير من عام 2020، لأن "الوباء أعاق قوى القانون والنظام أكثر من الإرهابيين" الذين تمكنوا من التحرك والتجمع بحرية رغم قيود كورونا.

وقالت اللجنة إن دولا أعضاء في الأمم المتحدة، لم تذكر اسمها، تقدر أنه مع تخفيف القيود المفروضة بسبب الوباء في مواقع مختلفة "قد تحدث سلسلة من الهجمات المخطط لها مسبقًا".

وحذر الخبراء من أن "الخسائر الاقتصادية والسياسية للوباء، وتفاقم العوامل الكامنة وراء التطرف العنيف، وتأثيرها المتوقع على جهود مكافحة الإرهاب من المرجح أن تزيد من التهديد طويل المدى في كل مكان".

وقالت اللجنة إن العراق وسورية ما زالتا "المنطقة الأساسية" لتنظيم "داعش" ومنطقة إدلب شمال غرب سورية، حيث توجد جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، هي "مصدر قلق".

لكن الخبراء أكدوا أن أفغانستان تظل الدولة "الأكثر تضررا من الإرهاب في العالم". ورغم التفاؤل الأولي بعد اتفاق 29 شباط/فبراير 2020، بين الولايات المتحدة وطالبان وبداية المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، في أيلول/سبتمبر الماضي، قالت اللجنة إن الوضع في البلاد "لا يزال يمثل تحديًا".

واشار الخبراء إلى أن أكثر من 600 مدني أفغاني و2500 من قوات الأمن في البلاد قتلوا في هجمات منذ 29 فبراير/ شباط الماضي، و"الأنشطة الإرهابية والأيديولوجية المتطرفة لا تزال تشكل مصدرًا محتملاً للتهديدات للمنطقة والعالم".

ونقلت اللجنة عن دول أعضاء في الأمم المتحدة، لم تحددها، قولها إن العدد الحالي لعناصر "داعش" انخفض إلى ما بين 1000 و2200. وقالت إنه بينما تبدو احتمالات إحياء هجومه السابق والسيطرة على أراضٍ "بعيدة"، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن العديد من الهجمات البارزة الأخيرة.

وأضاف الخبراء أن "القاعدة تقدر أن مستقبلها في أفغانستان يعتمد على علاقاتها الوثيقة مع طالبان، وكذلك نجاح العمليات العسكرية لطالبان في البلاد". ويقدر الخبراء عدد أعضاء تنظيم القاعدة والمنتسبين لهم في أفغانستان بين 200 و500 منتشرين عبر 11 مقاطعة على الأقل. وقالت اللجنة: "تظل أفغانستان مهمة لكل من داعش والقاعدة، وعملية السلام هي المفتاح لقمع التهديد طويل الأمد لكليهما".

"داعش" غير قادرة على إعادة "الخلافة"

وفي العراق وسورية، قال الخبراء إنه لا يوجد ما يشير إلى أن "داعش" سيكون قادرا على إعادة تشكيل "الخلافة" المعلنة ذاتيًا، والتي امتدت ذات مرة إلى ثلث كل من العراق وسورية، وهُزمت في عام 2017، "على المدى القصير إلى المتوسط".

تسمية

لكن الخبراء ذكروا أن الجماعة المتطرفة "ستستغل بالتأكيد قدرتها لكي تبقى في منطقة تتميز بمحدودية فرص الاستقرار وإعادة الإعمار". وأضافوا أن ما يقدر بعشرة آلاف من مقاتلي داعش ما زالوا نشطين في العراق وسورية "ويشنون تمردًا مستدامًا يمتد عبر الحدود بين البلدين".

وتابعت اللجنة أن غالبية عناصر "داعش" يتواجدون في العراق، لكنهم يواجهون ضغوطا من قوات الأمن في البلاد "مما يجعل البلاد أكثر صعوبة لعمليات داعش" مقارنة بسورية حيث لا تزال منطقة خفض التصعيد في شمال غرب إدلب "ملاذًا آمنًا محدودًا".

وفي أماكن أخرى في الشرق الأوسط، قالت اللجنة إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية عانى من انتكاسات في أواخر عام 2020، وأن تنظيم "داعش" في اليمن تكبد "خسائر كبيرة"، في تموز/يوليو وآب/أغسطس، بما في ذلك مقتل زعيمه أبو الوليد العدني.

اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين

وبحسب الخبراء، فإن تطبيع إسرائيل الأخير للعلاقات مع بعض الدول العربية "استُخدم كرواية للحشد من قبل المنظمات الإرهابية في المنطقة"، بما في ذلك الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة التي أدانت قادة الإمارات والبحرين، ودعت أتباعها إلى "الانتقام بمهاجمة المصالح الأجنبية في المنطقة". وأشار الخبراء إلى أن متحدث باسم "داعش" دعا أتباعه إلى "مهاجمة الرعايا الأجانب في دول الخليج" على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي شيء حتى الآن.

وتابعت اللجنة أن الجماعات المتطرفة أحرزت تقدمًا مؤخرًا في أفريقيا بشكل رئيسي. وقالت "بينما يستمر الإرهاب في الانتشار في غرب أفريقيا، تعد منطقة كابو ديلغادو في موزمبيق من بين أكثر المناطق إثارة للقلق".

وفي كابو ديلغادو، وفقا للخبراء، استولى مقاتلون من ولاية وسط أفريقيا التابعة لـ"داعش" على البلدات والقرى، ولا زالوا يسيطرون على ميناء موكيمبوا دا برايا، على الرغم من الهجوم الحكومي المستمر.

في مكان آخر في أفريقيا، قالت اللجنة إن "إحدى الجماعات التابعة لداعش لا تزال تتمتع بالمرونة في شمال شرق سيناء على الرغم من الضغوط العسكرية المصرية الشديدة". وقال الخبراء إن "داعش" في منطقة الساحل "عانى من استنزاف كبير" في المواجهات وكنتيجة لعمليات مكافحة الإرهاب، لكن "قدرته على القيادة والسيطرة لا تزال فعالة". وفي الصومال تواصل حركة الشباب استهداف العمليات العسكرية والمدنيين.

في أوروبا، قال الخبراء إن الهجمات في النمسا وفرنسا وألمانيا وسويسرا، بين أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر، "أبرزت التهديد الدائم" من المتطرفين.

التعليقات