غروسي يحذّر: إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية

قبيل وصوله إلى طهران، في تصريحات لصحيفة "لوموند الفرنسية"، المدير العام للوكالة الدولية الطاقة الذرية يؤكد أن إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية.

غروسي يحذّر: إيران

(Getty Images)

حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، اليوم الأربعاء من أن إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية، وذلك قبيل وصوله إلى طهران لإجراء محادثات.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتشتبه دول غربية، من بينها الولايات المتحدة، منذ أمد بأن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار مؤكدة على أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية سلمية.

وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت اليوم، الأربعاء، "إنها أشبه بأحجية، لديهم القطع، وقد يتمكنون يوما ما من تجميعها".

وأضاف "لا يزال أمامهم مسافة ليقطعوها قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة. لكنهم ليسوا بعيدين، علينا أن نقر بذلك".

والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مكلفة بالإشراف على امتثال إيران للاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا خلال ولاية دونالد ترامب الأولى.

وتابع غروسي "لا يكفي القول للمجتمع الدولي ‘لا نملك أسلحة نووية‘ ليصدّق. يجب أن نكون قادرين على التحقق من ذلك".

ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، إلى طهران حيث من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية، عباس عراقجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي.

وتأتي الزيارة قبل جولة ثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، السبت، بعد أسبوع من عقد البلدين أرفع محادثات بينهما منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018.

ووصف الجانبان الجولة الأولى بأنها "بناءة".

وفي وقت سابق الأربعاء، قال عراقجي إن تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض" بعد أن دعا المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إنهائه.

وأضاف في تصريحات للصحافيين "إن تخصيب إيران لليورانيوم مسألة حقيقية ومقبولة"، وقال عراقجي "نحن مستعدون لإرساء الثقة استجابة للمخاوف المحتملة (بشأن النووي)، لكن قضية التخصيب غير قابلة للتفاوض".

وجاءت التصريحات بعد أن قال ويتكوف، الثلاثاء، إن "أي ترتيب نهائي يجب أن يضع إطارا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، ما يعني أنه يجب على إيران وقف برنامج التخصيب النووي والتسلّح والتخلّص منه".

وكان المبعوث الأميركي قد دعا، الإثنين، إيران إلى العودة إلى التخصيب بمستوى لا يتجاوز 3,67%، وهي النسبة القصوى المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015، الذي أبرم في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.

وفي أحدث تقرير فصلي نشرته في شباط/ فبراير الماضي، قدّرت الوكالة الدولة للطاقة الذرية أن إيران بات في حوزتها 274,8 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3,67% التي حددها اتفاق 2015.

وبعد عودته إلى الرئاسة، فرض ترامب مجددا عقوبات على طهران. وفي آذار/ مارس الماضي، وجه رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، دعا فيها إلى إجراء محادثات، ملوّحا بعمل عسكري محتمل في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وقبل جولة المحادثات الجديدة، أدان عراقجي، الأربعاء، ما اعتبره "المواقف المتناقضة والمتضاربة" للإدارة الأميركية. وعبّر عن أمله في بدء المفاوضات بشأن إطار اتفاق محتمل لكنه شدد على أن ذلك يتطلب "مواقف بناءة" من الجانب الأميركي.

أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأربعاء، أن المحادثات المقررة السبت ستعقد في روما بوساطة عُمانية، وهو ما أكده متحدث إيطالي. ولكن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين لم يؤكدوا رسميا مكان انعقاد الاجتماع.

ومن المقرر أن يزور عراقجي روسيا حليفة إيران، الخميس، بحسب السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جليلي. وأعلنت طهران في وقت سابق هذا الأسبوع أن الزيارة "مُخطط لها مسبقا" وستتناول المحادثات الإيرانية الأميركية.

وقال عراقجي إن "الهدف من زيارتي إلى روسيا نقل رسالة خطية من المرشد" إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. واستعدادا لمحادثات عُمان أجرت إيران مباحثات مع روسيا والصين الموقعتين على اتفاق العام 2015.

وقبل أيام قليلة على الجولة الثانية من المحادثات في إيطاليا، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنه يأمل التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا).

والثلاثاء أبدى المرشد الإيراني ارتياحه للمحادثات الأخيرة مع الولايات المتحدة لكنه حذر من أنها قد تكون في نهاية المطاف غير مثمرة. وقال إن "المفاوضات قد تسفر وقد لا تسفر عن نتائج" مؤكدا أن إيران حددت "خطوطها الحمراء".

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية غير مطروحة للنقاش في المحادثات. وذكرت وكالة "إرنا" الأحد أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية، هي من ضمن "خطوطها الحمراء" في المحادثات.

التعليقات