قالت الصين، اليوم الجمعة، إنه من الضروري الاستعداد "للسيناريو الأسوأ"، في ظل استمرار الحرب التجارية العالية الأخطار مع الولايات المتحدة.
وذكرت وزارة التجارة في بيان، أنه "يتعين علينا رفع مستوى الوعي السياسي... والاستعداد للسيناريو الأسوأ، مع التركيز على منع الأخطار التجارية وحلّها".
يأتي ذلك فيما يخوض أكبر اقتصادين في العالم حربا تجارية عالية المخاطر، أثارت قلق الأسواق، ودفعت كبرى الشركات المصنعة إلى إعادة النظر في سلاسل التوريد.
وتعهّد كبار القادة الصينيين، اليوم الجمعة، بتعزيز الدعم الاقتصادي، والتصدي "للترهيب" على مستوى التجارة العالمية، في انتقاد مبطن للرسوم الجمركية الهائلة التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
ترامب: مفاوضات نشطة مع بكين
وقال الرئيس الأميركي، إن نظيره الصيني شي جين بينغ، قد اتصل به، وإن البلدين يجريان مفاوضات نشطة حاليا بشأن الرسوم الجمركية.

جاء ذلك في تصريحات لمجلة "تايم"، نُشرت اليوم الجمعة، بمناسبة مضيّ مئة يوم على توليه الرئاسة ضمن ولايته الثانية، التي بدأت في كانون الثاني/ يناير 2025.
وتعليقا على الاتصال الهاتفي، أعرب ترامب عن اعتقاده بأن هذه الخطوة لا تمثل مؤشرا على ضعف من جانب نظيره الصيني.
وأكد أن واشنطن تجري مفاوضات نشطة مع بكين للتوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية.
وذكر أن المفاوضات قد تنتهي خلال 3 أو 4 أسابيع، مضيفا: "هناك رقم يجعلهم يشعرون بالراحة حياله، لكن لا يمكن السماح لهم بجني تريليون دولار منّا".
وعن مقاربته للرسوم الجمركية، قال ترامب: "أنا متجر ضخم. متجر ضخم وجميل، والجميع يريد التسوق منه. أنا مالك هذا المتجر نيابة عن الشعب الأميركي، وأنا من يحدد الأسعار. وأقول: 'إذا أردتم الشراء من هنا، فهذه هي التكلفة التي يجب عليكم دفعها'".
وخلال اجتماع أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب الشيوعي الصينيّ، بشأن العمل الاقتصادي بحضور الرئيس شي جينبينغ، أقرّ القادة الصينيون، اليوم، بأن "تأثير الصدمات الخارجية يتزايد"، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأضافوا أيضا أنهم سيسعون إلى "العمل مع المجتمع الدولي لدعم التعددية على نحو فعال ومعارضة ممارسات الترهيب"، وفقا للوكالة.
وتدور هذه الحرب التجارية الشرسة في الوقت الذي يعاني الاقتصاد الصيني وطأة مشكلات مزمنة يعانيها قطاع العقارات، وإحجام المستهلكين عن إنفاق أموالهم.
وشهد اجتماع المكتب السياسي للحزب الصيني مناقشة القادة مجموعة من المسائل الاقتصادية المحلية، مؤكدين ضرورة "تعزيز دور الاستهلاك في تحفيز النمو الاقتصادي".
كما دعوا إلى اتخاذ إجراءات لزيادة الدخل و"تحقيق تنمية كبيرة في الاستهلاك في مجال الخدمات"، بالإضافة إلى تطبيق تخفيضات رئيسية في أسعار الفائدة "في الأوقات المناسبة".

يرى اقتصاديون أن الاقتصاد الصيني سيحتاج إلى الاعتماد بشكل أكبر على الاستهلاك المحلي من أجل الحفاظ على النمو خلال السنوات المقبلة.
وتسعى بكين إلى تحقيق نمو سنوي بنسبة 5% هذا العام، رغم أن الخبراء يعتبرون هذا الهدف صعبا.
خلال العام الماضي، ازدادت صادرات الصين على نحو قياسي ووفرت مصدرا رئيسيا للنمو الاقتصادي مع استمرار التحديات في قطاع العقارات والضغوط الانكماشية على المستوى الداخلي.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 10% على معظم شركائه التجاريين. لكن الصين كانت الأكثر تضررا بعدما ازدادت الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات الصينية إلى 145%.
وردت بكين بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 125% على السلع الأميركية.
وتم خلال الأيام الأخيرة تداول أنباء متضاربة حول احتمال إجراء محادثات تجارية قد تؤدي إلى تخفيف الرسوم الجمركية الباهظة التي سببت فوضى في الاقتصاد العالمي.
وصرّح ناطق باسم وزارة التجارة في بكين، أمس الخميس، أنه "لا توجد حاليا مفاوضات اقتصادية وتجارية بين الصين والولايات المتحدة".
ولكن بعد ساعات، عندما سُئل عن وضع المفاوضات مع بكين، أكد ترامب "لدينا اجتماعات مع الصين".
وفي الوقت نفسه، أفادت مجلة "كايجينغ" الاقتصادية الصينية، الجمعة، نقلا عن مصادر مطلعة بأن بكين تدرس إعفاء بعض منتجات أشباه الموصلات الأميركية من الرسوم الجمركية الإضافية الأخيرة.
التعليقات