المعلم يؤكد قدرة سوريا على صد أي عدوان، وسيدا يتحدث عن حكومة انتقالية ستضم أعضاء من نظام الأسد

أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الايراني بطهران، اليوم الأحد، أن من وصفهم بـ "الارهابيين المقاتلين" فشلوا فشلا ذريعا في ما سموه "معركة دمشق الكبرى"، بعد أسبوع واحد فقط، وهو ما سيلاقونه في حلب أيضًا.

المعلم يؤكد قدرة سوريا على صد أي عدوان، وسيدا يتحدث عن حكومة انتقالية ستضم أعضاء من نظام الأسد

وزير الخارجية الايراني علي صالحي، ونظيره السوري وليد المعلم

أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الايراني بطهران، اليوم الأحد، أن من وصفهم بـ "الارهابيين المقاتلين" فشلوا فشلا ذريعا في ما سموه "معركة دمشق الكبرى"، بعد أسبوع واحد فقط، وهو ما سيلاقونه في حلب أيضًا.

هذا في الوقت الذي دعا في عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، إلى تدخل دولي خارج إطار مجلس الأمن، وتسليح الجيش الحر بالأسلحة الثقيلة والمتطورة لصد هجمات الجيش النظامي، كما تحدث عن محادثات ستجري قريبا لتشكيل حكومة انتقالية ستضم أعضاء من نظام الأسد لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين.

المعلم: لدى سوريا القدرة لصد أي اعتداء خارجي

وأشار المعلم في المؤتمر الصحفي إلى "الحملة الاعلامية الكبيرة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأخرى حول موضوع الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا."

وأكد الوزير السوري أن سوريا لديها القدرة لصد أي اعتداء خارجي والدفاع عن أرضها، مشيرا إلى امتنانه لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لموقف بلادة من "الأزمة"، واصفا إياه بالمطلع على ما يجري في سوريا والعالم.

وأضاف المعلم: "نحن نواجه حاليا حربا واسعة ضد سوريا، وأنا أؤكد لكم أنه لفخر لي أن أكون مواطنا في دولة عظيمة تتعرض لهذه الحملة الشرسة من عدد من الدول."

إسرائيل تقود المؤامرة

وجدد المعلم القول إن "إسرائيل هي المحرك للمؤامرة ضد سورية، وهناك بعض الدول العربية تقف في خندق واحد مع إسرائيل لتنفيذ هذه المؤامرة، والحراك الدولي لن يتوقف ضد سورية"، مؤكدا أن المؤامرة لن تتوقف حتى لو استتب الأمن في سورية، وقال أيضا: "شعبنا كشف هذه المؤامرة ووجود إسرائيل خلفها، هذا زاد من تصميم شعبنا على الصمود والتفافه على دولته".

وطالب وزير الخارجية السوري الحكومة اللبنانية بـ"بوقف تسلل الارهابيين"، مشيرا إلى أن بعضهم دخلوا سورية من العراق بصفة صحفيين.

وحول خطة المبعوث الدولي كوفي أنان للسلام في سورية، أعرب المعلم عن التزام سورية الكامل بالخطة، مؤكدا أنها هي السبيل لحل الأزمة في سورية

صالحي: فكرة نقل السطلة في سوريا "وهم"

بدوره، قال وزير الخارجية الايراني علي صالحي إن "القيادة السورية تمكنت من تحقيق عدد من الاصلاحات، ولكن لا بد من الانتظار لرؤية أثر هذه الاصلاحات على أرض الواقع"، وحذر من مغبة ما ستؤول إليه الأمور على الصعيد الاقليمي والدولي، في حال تفاقمت الأزمة في سوريا.

وأكد صالحي أن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سورية "وهم"، وأضاف: "التفكير الساذج والمخطئ بأنه إذا حدث فراغ في السلطة في سورية وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة في اعتقادي ليس سوى حلم".

واستطرد قائلا: "إنه وهم..  يجب أن ننظر بحرص إلى سورية وما يحدث داخل البلاد"، ولم  يتطرق صالحي إلى الدعوة التي وجهها للمعارضة السورية لزيارة طهران لبحث الأزمة السورية.

عبد الباسط سيدا: ندعو إلى تدخل دولي خارج إطار مجلس الأمن

في سياق متصل، طالب عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، بتحرك دولي لوقف أعمال العنف والقتل في سوريا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس مجلس الأمن الذي ظل عاجزا عن وقف آلة النظام الدموية، وقال إن مبعث فشل مجلس الأمن في وضع حل جذري وسريع للقضية السورية راجع إلى استخدام حق النقض (الفيتو) من روسيا والصين، بالإضافة إلى المعادلات التي تحكم مجلس الأمن.

وأكد سيدا خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، أن المجلس يقر أن لروسيا مصالح في المنطقة، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب مصالح الشعب السوري.

كما طالب سيدا من  القوى الدولية الداعمة للمعارضة إمداد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة لمواجهة "آلة القتل"، قال: "الدعم الذي نريده هنا هو الدعم النوعي للثوار، نريد سلاحا نستطيع به إيقاف الدبابات والطائرات، هذا هو ما نريد"، مشددا على أن إمدادات الأسلحة ستجعل السوريين قادرين على الدفاع عن أنفسهم.

الحكومة الانتقالية: رئيس الحكومة المقبلة يجب أن يكون شخصية وطنية ثورية

وفيما يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد في حال سقوط نظام الأسد، أكد سيدا أن المعارضة ستجري محادثات خلال أسابيع لتشكيلها، دون أن يحدد زمنا دقيقا لذلك، وقال: "من دون شك أن هذه الحكومة لا بد وأن تشهد النور قبل مرحلة السقوط لتطرح نفسها بوصفها البديل في المرحلة القادمة"، ومبينا بأن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية.

وأضاف: "لا بد أن تدرس فكرة تشكيل الحكومة من سائر القوى السياسية على الأرض، مثل الجيش السوري الحر، وجماعات الحراك الثوري في البلاد."

وأوضح أنه في سبيل ذلك تم تشكيل لجنتين، اللجنة الأولى معنية بالتواصل مع الجيش الحر لتنظيم العمل العسكري وللتشاور وبناء حكومة، أما اللجنة الثانية فمنوط بها التباحث مع القوى الوطنية الأخرى للخروج بمشروع وطني عام لكل السوريين، مشيرا إلى أنهم لا يريدون حكومة هزيلة لا تؤدي الأهداف المرجوة منها.

الحكومة الانتقالية ستضم شخصيات من نظام الأسد

وحول مشاركة شخصيات من النظام السابق في الحكومة الانتقالية، أوضح سيدا أن غالبية أعضائها سيكونون من المعارضة، لكنها قد تضم أيضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية، قال: "هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين، ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى.. حينئذ أيضا سنتشاور مع مختلف الفصائل.. لا بد أن يكون هناك توافق وطني على مثل هؤلاء.. طبعا مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى."

وشدد سيدا على أن رئيس الحكومة المقبلة لا بد أن يكون شخصية وطنية وثورية ونزيهة وتوافقية، تؤمن بأهداف الثورة منذ بداياتها، مستبعدا احتمال أن يصبح العميد المنشق مناف طلاس رئيسا لها، رغم ترحيبه بانشقاقه.

وكان العميد مناف طلاس، وهو أحد كبار الضباط المنشقين الذين فروا من سوريا، قد قال الأسبوع الماضي إنه سيحاول المساعدة على توحيد صفوف المعارضة السورية المنقسمة داخل البلاد وخارجها، للاتفاق على خارطة طريق لنقل السلطة.

النظام زاد من جبروته، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحصل في حلب

وأضاف سيدا أن "ما يحدث في سوريا ليس خلافا داخليا، ولكنه ثورة شعبية شاركت فيها كافة مكونات وشرائح المجتمع السوري، ضد نظام الطاغية بشار الذي وزع ظلمه على كافة أنحاء البلاد"، حسب قوله.

وأكد أن النظام السوري، زاد من جبروته عندما سمح باستخدام مقاتلات حربية من طراز "ميج 12"، و"ميج 23" ضد المتظاهرين العزل.

وعن الوضع في حلب، وتعزيزات النظام العسكرية على مشارف المدينة، والخوف من وقوع مجازر، حمل سيدا المجتمع الدولي المسؤولية حال حدوث ذلك، مؤكدا أن حلب تواجه عدوانا شرسا من قبل قوات الأسد.

وتوقع سيدا حدوث العديد من الانشقاقات في المؤسسة العسكرية والدبلوماسية، وناشد جميع المسؤولين بسوريا، بضرورة تحديد موقفهم مما يحدث في البلاد، لأن المرحلة، كما قال، مرحلة حاسمة لا تقبل التردد، والوقوف في مظلة النظام لم يعد أمرًا محمودًا

وأوضح أنه ناقش مع وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، آخر المستجدات السورية، وطالب العرب بضرورة تقديم الدعم للمجلس الوطني السوري.

هولاند يدعو لتدخل سريع لمنع حدوث مجازر أخرى

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مجلس الأمن، إلى التدخل بسرعة لتجنب وقوع مجازر جديدة في سوريا.

وقال هولاند، في تصريح صحفي أثناء زيارة له لمدينة مونلوزان في جنوب غربي فرنسا: "إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن" لوقف إراقة الدماء بسوريا، وأضاف أنه سيحاول مرة أخرى إقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة على الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل تجاوز مأزق دبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء.

وأضاف هولاند أنه سيبذل جهودا جديدة "حتى يتسنى لروسيا والصين أن تدركا أنه ستكون هناك فوضى وحرب أهلية إذا لم يتم وقف بشار الأسد سريعا"، وتابع: "نظام بشار الأسد يعرف أن مصيره محتوم ولهذا سيستخدم القوة حتى النهاية.. دور الدول الأعضاء في مجلس الأمن هو التدخل بأسرع ما يمكن".

سيرغي لافروف: لا نفكر في منح الأسد حق اللجوء

وتزامنت تصريحات هولاند مع أخرى لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس السبت، قال فيها إن روسيا لم تبرم اتفاقا تمنح بموجبه الرئيس السوري حق اللجوء، "وهي لا تفكر في القيام بذلك".

ولم تصل تصريحات لافروف إلى حد اعتبارها بيانا بأن روسيا لن تبحث استقبال الأسد، لكنها من أقوى المؤشرات حتى الآن على أن موسكو لا تخطط لعمل ذلك، إذ قال لافروف عند سؤاله عن تقارير إعلامية بأن روسيا مستعدة لمنح الأسد حق اللجوء: "قلنا علنا أكثر من مرة إننا لا نفكر في ذلك".

وتأتي هذه التصريحات في وقت حذرت فيه روسيا ودول غربية عديدة ومنظمات دولية من "مأساة" قد تقع في مدينة حلب السورية التي يدور فيها قتال عنيف بين الجيشين النظامي والحر منذ أيام، استخدم فيه النظام الطائرات ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.

التعليقات