الأسد: "قواتنا تخوض معركة حاسمة يتوقف عليها مصير الشعب السوري"؛ والجيش الحر يسيطر على مقار أمنية في حلب

قال الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم الأربعاء، في كلمة بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجيش، إن بلاده تخوض معركة "يتوقف عليها مصير الشعب السوري"، وأثنى على قواته التي تعمل على سحق ثورة شعبية مناهضة له منذ أكثر من 17 شهرًا.

الأسد:

الرئيس السوري بشار الأسد

قال الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم الأربعاء، في كلمة بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجيش، إن بلاده تخوض معركة "يتوقف عليها مصير الشعب السوري"، وأثنى على قواته التي تعمل على سحق ثورة شعبية مناهضة له منذ أكثر من 17 شهرًا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، كلمة الأسد التي وجهها إلى الجيش عبر مجلة "جيش الشعب": "معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال، واضحة الأهداف والمعالم"، لافتًا  إلى أنها "معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا."

"عملاء الداخل"

وتابع: "فعدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن."

وأشاد الأسد بالقوات الموالية له في تصديها لما وصفه بـ"العصابات الارهابية الاجرامية" قائلاً: " يا رجال الوطن، لقد سطرتم مجددا أروع ملاحم العزة والإباء والكبرياء، وأثبتم بمواجهتكم الحرب التي تتعرض لها بلدنا وبتصديكم للعصابات الارهابية المجرمة طيلة المرحلة الماضية، أنكم أصحاب العزائم الصلبة والضمائر الحية، وأنكم المؤتمنون على قيم الشعب الذي تنتمون إليه والأوفياء لتاريخه ولحضارته."

واستطرد في مخطابًا قواته: "إنكم اليوم مدعوون إلى مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه.. ثقتي كبيرة بكم، وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها، ومبعث فخارها، وشرف انتمائها، والمدافع عن قضاياها العادلة"، طبقا لما أوردته "سانا".

وتأتي كلمة الأسد فيما يخوض مقاتلو المعارضة معارك ضد القوات الموالية له، وعلى عدة محاور، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجانبين في عدة أحياء بحلب، مع تقارير عن سيطرة عناصر من "الجيش الحر" على قسمين للشرطة بالمدينة بعد هجوم استمر ساعات.

الجيش الحر ينفي حصوله على صواريخ "أرض – جو"، ويتوعد بمفاجأة

من جهة أخرى، نفى الجيش الحر، على لسان مستشاره السياسي، بسام الدادا، الأنباء التي أوردتها قناة "إن بي سي" الأمريكية بشأن حصوله لأول مرة على صواريخ "أرض - جو" عبرت من تركيا، إلا أنه أكد تحضيره لـ"مفاجأة" قريبا.

وأفادت مصادر بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام للسيطرة على مقر المخابرات الجوية في حلب، كما أفادت المصادر نفسها بسيطرة الجيش الحر على مقر قيادة الشرطة في حلب.

قصف أحياء في حلب بالطائرات والمروحيات الهجومية، والمعركة قد تستمر لأسابيع

ميدانيا، عاود الجيش السوري النظامي، اليوم الأربعاء، قصف أحياء في حلب بالطائرات والمدافع في مواجهة الجيش الحر، الذي حقق أمس مكاسب ميدانية.

وتجدد اليوم القصف من طائرات "ميغ" روسية الصنع، والمروحيات الهجومية والمدفعية على حي صلاح الدين، وأحياء أخرى تسيطر عليها المعارضة المسلحة في اليوم الثالث عشر من المعركة التي تسميها السلطات "أم المعارك"، والمعارضة "معركة الفرقان".

وأفاد مصدر أمني في دمشق وفقا لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، بأن "الجيش والمجموعات الارهابية يرسلون تعزيزات من أجل معركة حاسمة في حلب قد تستمر أسابيع عدة".

ولفت إلى أن "الجيش النظامي يحاصر الأحياء التي يسيطر عليها الارهابيون ويقوم بقصفها، لكنه لا يستعجل شن هجوم على كل من هذه الأحياء"، موضحا أن المقاتلين المعارضين يستقدمون تعزيزات من تركيا إلى حلب بعد أن تمكنوا من السيطرة على "حاجز عسكري إستراتيجي" في عندان التي تبعد نحو خمسة كيلومترات شمال غرب المدينة.

الجيش الحر يهاجم مقار ومؤسسات أمنية ويسيطر على ثلاثة منها

من جانبه، ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" في بيان، مساء الثلاثاء، أن "مقاتلي الجيش السوري الحر قاموا بالاستيلاء على أقسام الشرطة في هنانو، وباب النيرب، والصالحين، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات المتحصنة داخلها".

وأوقعت الهجمات على المخافر عشرات القتلى في صفوف العناصر الأمنية النظامية، وفقا للمرصد، الذي أحصى أمس 62 قتيلا في صفوف القوات النظامية، و27 في صفوف الجيش الحر والمجموعات المتحالفة معه.

وأشار المرصد إلى أن حي صلاح الدين في جنوب المدينة "يتعرض للقصف العنيف من القوات النظامية السورية"، وأن الاشتباكات مستمرة على أطرافه، فيما تعرض حي الميسر "لقصف بالطيران الحربي"، ما "أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان منه".

يشار إلى أن الاشتباكات وقعت، أمس، في حي الزهراء (غرب المدينة)، قرب فرع المخابرات الجوية، فيما هاجمت قوات "الجيش السوري الحر" مقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي، بحسب المرصد.

 من جانبه، رأى مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان"، رامي عبد الرحمن، أن "المعركة في حلب عنيفة، وهذا يدل على أنها مصيرية للنظام الذي لا يريد بنغازي سورية"، واعتبر أن "دخول مسلحين من العشائر العربية مثل آل بري الثلاثاء على خط القتال إلى جانب النظام يعني أن النظام يريد أن يوصل البلاد إلى حرب أهلية"، في إشارة إلى وضع مدنيين مسلحين في مواجهة المعارضين.

اعدامات ميدانية

إلى ذلك، أظهر شريط فيديو بث على شبكة الانترنت، مقاتلين تابعين لـ "الجيش السوري الحر" وهم يفتحون النار على رجال قالوا إنهم ينتمون إلى عشيرة بري، وكانوا يشاركون في القتال إلى جانب القوات النظامية  في حلب، فيما استنكر رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، الحادث، قائلا إنه "لا القانون الدولي ولا الإسلامي يسمح بإعدام أسير"..

ووفقا للجزيرة، اليوم، فإن الجيش الحر قام بضرب ما يعرف بـ"شبيحة آل بري"، ويشاع بأنهم مجموعة اجرامية قوية يستخدمها النظام لقمع الاحتجاجات في حلب، وقتل زعيمها "زينو بري"، وهو ما قد يضعف أكثر فأكثر قدرة الأجهزة النظامية السورية على السيطرة على ما في يديها من أحياء حلب.

تقرير مؤسسة "ستراتفورد": معركة حلب تمثل لحظة حاسمة

وبحسب تقرير لمؤسسة "ستراتفور"، تمثّل معركة حلب لحظة حاسمة بالنسبة للثورة السورية، فإذا تمكّن الجيش النظامي من استعادة السيطرة على حلب، سيبرهن النظام السوري مرة أخرى على أنه قادر على قمع الثوّار كلما سخّر الإمكانات اللازمة لذلك، كما فعل في دمشق مؤخرا.

ويضيف التقرير: "لكنّ النظام السوري سيتلقى ضربة قاسية إذا بسط الثوّار سيطرتهم على كامل مدينة حلب، علمًا بأنهم يعلنون حاليا السيطرة على نحو 50% منها، أو إذا استطاعوا أنْ يصدوا هجوم الجيش السوري النظامي".

النظام سيسعى للقضاء تمامًا على المقاتلين المعارضين

ولمنع حدوث مثل هذا السيناريو، قد تسعى المؤسسة العسكرية السورية إلى القضاء على الثوار في مدينة حلب، بحسب التقرير، الذي يضيف أنه طالما ظلّ بعض الثوّار قادرين على الانسحاب بسلام ومواصلة عملياتهم، في ظل تآكل النظام السوري، فإنهم سيتمكنون من تعويض خسارة حلب حتى في حال فقدان كامل السيطرة عليها.

وبحسب التقرير أيضًا، يقيم الثوار في المرحلة الراهنة حواجز مرور ومواقع دفاعية، ولديهم حاليًّا بعض الآليات المدرّعة والمموّهة التي ينشرونها بالقرب من التقاطعات الحساسة.

ومن الواضح أنّ الثوّار عازمون على التصدي لأيّ هجوم من جانب الجيش السوري النظامي، لكنّ هذا التصميم لا ينفي الحاجة إلى خطّه انسحاب يتم تطبيقها إذا مالت موازين المعركة لصالح الجيش السوري النظامي، بحسب تقرير "ستراتفور".

فرض إعادة نشر قوات الجيش النظامي والقتال في أماكن عدة أنهكت الجنود

وقد استفاد الثوّار كثيرا من قدرتهم على الانسحاب من المعارك وضرب أهداف أخرى للنظام. وحتى وقت قريب، أرغمت هذه الأساليب القتالية النظام السوري على نشر قواته في أنحاء البلاد كافة، وفرض إعادة نشر القوات المسلحة السورية مرّات عدة وفي أماكن مختلفة؛ وهو ما أنهك الجنود ورفع فاتورة المحروقات، وولّد صعوبات في مجال الصيانة، فضلاً عن فرص الوقوع في كمائن الثوّار.

وفي هذا السياق، سحب الجيش السوري بعض وحداته القتالية من محافظة إدلب لتعزيز قدرته على اقتحام حلب، وفيما تُنقل هذه التعزيزات إلى حلب، يستهدفها الثوّار الناشطون في محافظة إدلب لإضعافها وإبطاء حركتها بواسطة الكمائن، والعبوات الناسفة المحلية الصنع.

وبحسب التقرير، وخلافا للنظام السوري، لا تمثّل السيطرة على حلب مسألة حيوية بالنسبة للثوار، إذ يستطيع الثوّار أن يتحمّلوا خسارة معركة حلب شريطة ألا يُطوقوا أو أنْ يتم القضاء عليهم. في الوقت ذاته، يدرك الثوار مدى أهمية مدينة حلب.

ومن خلال السيطرة التامة على هذه المدينة، سيتمكن الثوّار من إضعاف معنويات الجيش السوري، وسيشجعون المزيد من جنوده ورتبائه على الانشقاق عنه، وإذا تمكن الثوار من صدّ هجوم الجيش النظامي على حلب، سيكون لديهم فرصة حقيقية لحسم النزاع في سوريا لصالحهم.

اشتباكات في حيي بابا توما وباب الشرقي بدمشق لأول مرة

وبالتزامن مع معركة حلب، نقلت المعارضة السورية المسلحة الليلة الماضية معركتها في دمشق إلى مناطق كانت هادئة تماما، وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، أن اشتباكات وانفجارت سجلت الليلة الماضية لأول مرة قرب حيّي بابا توما وباب الشرقي في دمشق العتيقة، واللذين تسكنهما غالبية مسيحية.

وأشار عبد الرحمن إلى معلومات أولية تفيد بمقتل جندي نظامي، بينما تحدث شاهد عن هجوم استهدف موقعا عسكريا قبالة باب شرقي، وعن إطلاق نار غزير لنحو 15 دقيقة.

من جهته، أكد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية في دمشق، أنه سمع إطلاق نار حتى ساعة متأخرة من الليل، وكان ناشطون تحدثوا قبل ذلك عن اشتباكات في أحياء بينها كفر سوسة والقابون، كما تحدثوا عن اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في مخيم اليرموك.

أنباء عن اغتيال دبلوماسي ايراني في دمشق، وطهران تنفي

وفي سياق متصل، أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن دبلوماسيا ايرانيا اغتيل في دمشق، فيما نفت السفارة الايرانية في سوريا هذا النبأ، مؤكدة أن جميع الدبلوماسيين الايرانيين في سوريا سالمون ويمارسون أعمالهم ومهامهم بشكل طبيعي، حسب ما أكدته وكالة "مهر" للأنباء.

وكانت مواقع الكترونية معارضة قد أكدت في وقت سابق أن كتيبة عمر الفاروق التابعة للجيش الحر هي من نفذ العملية بجانب أحد المطاعم في حي كفرسوسة.

قصف وعمليات عسكرية في حمص ودير الزور والبوكمال ودرعا وريف دمشق

وخارج حلب ودمشق، واصلت القوات النظامية اليوم قصف مدن وبلدات تشهد إما مقاومة مسلحة وإما احتجاجات، وقالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا عنيفا بالطائرات الحربية والمدفعية استهدف صباح اليوم أحياء بحمص، بينها جورة الشياح والخالدية، في حين تعرض حي دير بعلبة للاقتحام.

وكانت السلطات تحدثت في وقت سابق عن استرجاع حي القرابيص بحمص من "المجموعات الارهابية"، كما استهدف القصف اليوم بلدات في ريف حمص، بينها القصير التي تهدمت فيها ثلاثة منازل على الأقل بفعل القذائف.

وتحدث ناشطون عن مقتل عائلة بقصف مدفعي على دير الزور، وقالوا إن مدينة البوكمال القريبة لا تزال بدورها تتعرض للقصف.

وأعلن المرصد أن أكثر من 300 شخص غالبيتهم من المدنيين، قتلوا خلال شهر تموز/يوليو في أعمال عنف في محافظة دير الزور في شرق سورية، التي شهدت تصعيدا في العمليات العسكرية أخيرا.

وفي ريف دمشق، شنت قوات الأمن والجيش حملة دهم واعتقالات لعدة بلدات، من بينها عرطوز ويلدا، وكانت الأخيرة قد تعرضت لقصف عنيف خلال الأيام الماضية، استهدف قوات "الجيش السوري الحر" التي لجأت إليها بعد انسحابها من دمشق، إثر استعادة قوات النظام السيطرة على مجمل العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأشار ناشطون كذلك في ريف دمشق، إلى مقتل قائد إحدى كتائب المعارضة المسلحة في دوما، وواصلت قوات الأسد العمليات العسكرية في درعا، مستهدفة بلدة الطيبة وفقا لصفحة الثورة السورية على الإنترنت.

الجيش التركي يجري تريبا بالدبابات على الحدود السورية

وأما على الحدود الشمالية مع تركيا، فقد أجرى الجيش التركي تدريبات بالدبابات، اليوم، بحسب مسؤولين أتراك، في خطوة تبرز قلق أنقرة من الوضع الأمني على الحدود مع اتساع نطاق الصراع على الجانب الآخر من حدودها الجنوبية.

وأجريت التدريبات بعد سلسلة من عمليات نشر للجيش التركي في المنطقة، وليس هناك مؤشر على أن القوات التركية ستعبر الحدود.

وقالت "وكالة الأناضول للأنباء"، إن نحو 25 دبابة شاركت في التدريبات في منطقة نصيبين في إقليم ماردين، على بعد كيلومترين فقط من الحدود السورية، ونقلت عن حاكم ماردين قوله إن التدريبات ستستمر عدة أيام.

وأكد مراد جيرجين، المسؤول في نصيبين في مكالمة هاتفية، إجراء التدريبات بالمنطقة ورفض الاسهاب.

قلق تركي من سيطرة الكردستاني على مناطق في شمال سوريا

وتقع مدينة القامشلي السورية على الجهة المقابلة مباشرة لنصيبين، وينتاب أنقرة قلق من الأنباء عن أن جماعة كردية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني تسيطر على مناطق كردية في شمال سوريا.

وتحذر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من أن أي هجوم مصدره وجود حزب العمال الكردستاني في شمال تركيا، من الممكن أن يعطيها مبررا للتدخل.

وقصفت أنقرة مرارا أجزاء من شمال العراق شبه المستقل، وأرسلت قوات إلى هناك حيث توجد معسكرات لحزب العمال الكردستاني.

ومن المتوقع أن يثير وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، مسألة وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا يوم الأربعاء، مع مسؤولين في شمال العراق، والذين كثيرا ما طالبتهم أنقرة باتخاذ خطوات ضد حزب العمال الكردستاني.

وسيطغى الصراع في سوريا بشدة على اجتماع المجلس العسكري الأعلى التركي، والذي بدأ يوم الأربعاء، وينعقد المجلس برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ويضم كبار قادة الجيش مرتين سنويا، لبحث ترقيات الجيش وحالات التقاعد والإقالة.

وتزامنت التدريبات العسكرية مع اشتباكات كثيفة بني الجيش وحزب العمال الكردستاني إلى الشرق حول بلدة شمدينلي، التي تقع على الحدود الجبلية مع العراق وإيران.

وتقول تقارير اعلامية إن ما يصل إلى 40 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا في الاشتباكات هناك خلال الأسبوع الماضي.

وفي اشتباك منفصل في إقليم ديار بكر، قالت مصادر أمنية إن جنديين قتلا في معركة بالأسلحة النارية مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني يوم الأربعاء قرب بلدة ليجة.

التعليقات