سورية: "داعش" يخسر مئات العناصر وأراضي في معركة الباغوز

المعركة على آخر جيب لتنظيم "داعش" في سورية: "بما أن المساحة ضيقة للغاية، فهم يستخدمون تكتيكات تحت الأرض. لذلك، فالطائرات لا تؤثر دائماً بالشكل المطلوب". ورغم ذلك فإن للتنظيم خلايا نائمة وعناصر نشطة في مناطق سورية نائية

سورية:

مقاتلو "قسد" في الباغوز، اليوم (أ.ب.)

استسلم المئات من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وأربهم اليوم، الخميس، حسب مصادر في قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تقاتل ضمنها ميليشيات كردية وعربية بدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت المصادر أن "داعش" يخسر أراضي أمام هجوم "قسد" على آخر جيب للتنظيم في ثرية الباغوز.

وقالت وكالة رويترز إن كثيرا من الرجال كانوا يعرجون أثناء خروجهم من قرية الباغوز، ويقطعون طريقا متربا على تل صخري، وبصحبتهم أطفال يبكون ونساء يرتدين النقاب، ويجرون حقائب ويحملون أخرى على ظهورهم. وقالت "قسد" إن الكثير من عناصر التنظيم أجانب.

ويكثف عناصر "داعش" دفاعا أخيرا يائسا عن جيب الباغوز، وهو آخر بقعة خاضعة لسيطرة التنظيم، الذي سيطر يوما على ثلث العراق وسورية، وتحاصره "قسد" منذ أسابيع.

وقالت "قسد" إن المتشددين سعوا إلى صد هجومها ثلاث مرات في غضون يومين، وأرسلوا أكثر من 20 انتحاريا. وذكرت في بيان أن مقاتليها حققوا تقدما داخل الجزء المتبقي تحت سيطرة التنظيم من الجيب، الواقع في شرق سورية وقرب الحدود العراقية. وأضافت أن 15 عنصرا من "داعش" قتلوا، صباح اليوم، بعدما حاولوا مهاجمتها.

وشددت "قسد" على أنه "أفشل مقاتلونا كافة محاولات التنظيم الإرهابي في تحقيق أي تقدم يذكر".

وتعرض الجيب لقصف بالمدفعية بينما حلقت طائرات حربية في الأجواء، اليوم. وأكدت "قسد" مقتل 112 من عناصر "داعش"، منذ استأنفت هجومها لانتزاع السيطرة على الباغوز في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

ووفقا لمسؤول دفاعي أميركي، فإنه لا يعتقد أن أيا من قادة التنظيم موجودون في الباغوز. ويعتقد خبراء في الحكومة الأميركية أن زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، لا يزال على قيد الحياة وربما يكون مختبئا في العراق.

وما زال التنظيم يشكل تهديدا أمنيا قويا وينشط في أراض نائية في سورية والعراق.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم "قسد"، جياكر أمد، قوله اليوم حول القتال في الباغوز، إنه "بما أن المساحة ضيقة للغاية، فهم يستخدمون تكتيكات تحت الأرض. لذلك، فالطائرات لا تؤثر دائماً بالشكل المطلوب"، في إشارة الى خنادق وأنفاق تقول "قسد" إن التنظيم حفرها ويتحصن عناصره فيها.

وأوضح أن من "غالبية من بقوا في الداخل حالياً هم انتحاريون يفجرون أنفسهم"، وهو ما يعيق حركة "قسد"، التي بدأ مقاتلوها "هجوماً ليلاً على نقاط الدواعش.. وأحرزوا تقدماً لكنه بطيء".

ووفقا لـ"قسد" فإن "ساعة الحسم باتت أقرب من أي وقت مضى" وأن التنظيم يعيش "لحظاته الأخيرة". وقال أمد إن "المعركة ستستمر ليلاً نهاراً" حتى القضاء على عناصر التنظيم.

ويأتي هجوم اليوم بعد إعلان "قسد" أن "ثلاثة آلاف إرهابي استسلموا"، يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين. لكن "قسد" لا تملك تصوراً واضحاً لعدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا محاصرين في الباغوز، بعدما فاقت أعداد الذين خرجوا في الأسابيع الأخيرة كل التوقعات.

وتشكل جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري، الذي يبدأ هذا الأسبوع عامه التاسع، مخلفاً أكثر من نصف مليون قتيل ودمار هائل في البنى التحتية وملايين النازحين واللاجئين.

التعليقات