أعلنت الرئاسة السورية، اليوم الأحد، تشكيل لجنة "مستقلة"، بهدف التحقيق بالأحداث التي وقعت في غرب البلاد، بعد مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين موالين لرئيس النظام المخلوع بشار الأسد، وأعمال عنف هزّت المنطقة في الأيام الأخيرة.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى.
وقالت الرئاسة في بيان، نُشر عبر حسابها في "تلغرام"، إن اللجنة المكلفة بالتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري التي وقعت بتاريخ 6 آذار/ مارس 2025، تتألف من سبعة أشخاص، ومن مهامها "التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها"و"إحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء".

وارتفع عدد قتلى المدنيين على يد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها إلى 830، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد.
وأورد المرصد في أحدث حصيلة أن "830 مدنيا علويا قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة" منذ الخميس.
وبذلك، تبلغ الحصيلة الإجمالية 1311 قتيلا على الأقل، بينهم 231 عنصرا من قوات الأمن، و250 من المسلحين الموالين للأسد.
دمشق: بدء ثاني مرحلة لعملية ملاحقة فلول الأسد بالأرياف والجبال
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، الأحد، بدء المرحلة الثانية للعملية العسكرية، الهادفة إلى ملاحقة فلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال، وذلك بعد استعادة الأمن بمدن الساحل.
جاء ذلك في مقطع مصوّر لمتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني، نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وقال عبد الغني: "في صباح اليوم التاسع من رمضان وبعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، بدأت قواتنا العسكرية والأجهزة الأمنية تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط النظام البائد".
وأضاف: "بناء على توجيهات القيادة العسكرية، وضعت قواتنا خططا محكمة تهدف إلى فرض الطوق على العناصر الفارّة لضمان القضاء الكامل على أي تهديد أمني".
وأهاب عبد الغني "بجميع أهلنا الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية حفاظا على سلامتهم".
كما أكد على أن "الساعات القادمة ستشهد الإعلان عن نتائج هذه المرحلة".
العثور على مقبرة جماعية تضم عناصر أمن وشرطة قرب القرداحة
وأعلن مصدر أمني بمحافظة اللاذقية شمال غرب سورية، الأحد، العثور على مقبرة جماعية تضم عناصر أمن عام وشرطة قرب مدينة القرداحة، شمال غربي سورية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن المصدر قوله: "العثور على مقبرة جماعية تضم عددا من قوات الأمن العام وعناصر الشرطة قرب مدينة القرداحة".
ضبط مستودع أسلحة وذخائر هاون بريف حمص
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، الأحد، ضبط مستودع أسلحة وذخائر هاون في منطقة "كفر عبد" بريف حمص الشمالي.

وقالت الوزارة إنه "بعد البحث والتحري، تمكنت قوات الأمن العام في منطقة كفر عبد، بريف حمص الشمالي، من ضبط مستودع يحتوي على أسلحة وذخائر هاون بمختلف العيارات"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوضحت أن قوات الأمن قامت "بمصادرة الذخائر واتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
الأمم المتحدة: قتل المدنيين "يجب أن يتوقّف فورا"
من جانبها، قالت الأمم المتحدة، الأحد، إنها تتلقى تقارير "مقلقة للغاية" بشأن مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب سورية، ودعت إلى وقف فوري للعنف.
وجاء في بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، أن "قتل المدنيين في مناطق ساحلية في شمال غرب سورية، يجب أن يتوقّف فورا".
وقال تورك "إثر سلسلة هجمات منسقة شنها عناصر تابعون للحكومة السابقة ومسلحون محليون آخرون، تلقينا تقارير مقلقة للغاية تحدثت عن مقتل عائلات بكاملها تضم نساء وأطفالا".
وأضاف "ينبغي إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومحايدة في كل الجرائم والانتهاكات الأخرى، ويجب محاسبة المسؤولين (عنها) انسجاما مع معايير القانون الدولي وقواعده".
الصحة العالمية قلقة من "الاشتباكات" في الساحل السوري
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء "الاشتباكات" في محافظتي طرطوس واللاذقية في سورية.
جاء ذلك في منشور على منصة "إكس"، الأحد، قال فيها: "الاشتباكات في المناطق الساحلية والوسطى بسورية تثير قلقا عميقا".
وأشار إلى أن الأضرار التي تلحق بالمرافق الصحية وسيارات الإسعاف تؤثر بشكل مباشر على صحة الناس.
وأكد غيبريسوس أن الصحة العالمية تعمل على توفير الأدوية والمواد الطبية العاجلة للرعاية الفورية للمصابين.
وأضاف: "تدعو منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف إلى احترام وحماية الخدمات الصحية لضمان وصول المساعدات الطبية إلى من هم في أمس الحاجة إليها"، مشددا على أن "السلام هو أفضل حلّ".
وإثر التوترات الأمنية الأخيرة، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.
وبعد إسقاط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوترات وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.
وفي كلمة متلفزة حول الأحداث في الساحل، قال الرئيس السوري أحمد الشرع: "لقد سعى بعض فلول النظام الساقط لاختبار سورية الجديدة التي يجهلونها".
وتوجه الشرع برسالة لفلول النظام السابق، قائلًا: "في معركة التحرير قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها ولا غاية لنا بدماء أحد".
وبارك الشرع للجيش والأمن "التزامهم بحماية المدنيين وتأمينهم أثناء ملاحقتهم لفلول النظام الساقط وسرعتهم في الأداء"، مؤكدًا ضرورة "ألا يسمحوا لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل، وأن يعملوا على منع ذلك".
التعليقات