الإفراج عن وائل غنيم مؤسس مجموعة «كلنا خالد سعيد»

ذكرت قناة الجزيرة أن السلطات المصرية أفرجت اليوم عن الناشط السياسي وائل غنيم، مؤسس مجموعة "كلنا خالد سعيد" على الشبكة الاجتماعية "فيس بوك"، كخطوة باتجاه تلبية جزء من مطالب الثورة.

 الإفراج عن  وائل غنيم مؤسس مجموعة «كلنا خالد سعيد»
ذكرت قناة الجزيرة أن السلطات المصرية  أفرجت اليوم عن الناشط السياسي وائل غنيم، مؤسس مجموعة "كلنا خالد سعيد" على الشبكة الاجتماعية "فيس بوك"، كخطوة باتجاه تلبية جزء من مطالب الثورة.
 
وكان رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق أعلن مساء أمس في مقابلة تلفزيونية أن الناشط السياسي  ومدير التسويق الإقليمي لشركة "غوغل"، وائل غنيم، سيطلق سراحه اليوم الاثنين فى الرابعة عصرا بعد اعتقاله قبل 10 أيام.
 
وغنيم هو مهندس اتصالات من مواليد عام 1980، اختفى فجأة يوم جمعة الغضب، وكشف موقع "الدستور الأصلي" أنه مؤسس مجموعة كلنا خالد سعيد على فيسبوك، الذي كان من دعا- إضافة إلى مجموعتي 6 أبريل وحملة دعم البرادعي- إلى ثورة 25  يناير.
وأجرى موقع "الدستور الأصلي"  حواراً مع الدكتور حازم عبد العظيم - الأستاذ بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة ورئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، للتعرف أكثر على الشاب غنيم.
ماذا عن وائل غنيم وعلاقتك به؟
 
هو أحد هؤلاء الذين التف حولهم الشباب و كان له شعبية كبيرة، هو زميلي وصديقي وائل غنيم مدير التسويق بشركة غوغل الذي اختفى منذ يوم الخميس 27 يناير وكان آخر ظهور له على فيسبوك نفس اليوم الساعة 9:48 صباحا وتويتر مساء اليوم ذاته الساعة الثانية عشرة، أي انه تم اعتقاله او اختفاءه لأي سبب آخر غير معلوم  بدءا من يوم جمعة الغضب الدامية يوم 28 يناير.
 
كيف بدأت قصتك مع وائل ؟!
قصتي مع وائل غنيم بدأت بحكم عملي السابق كرئيس لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة الاتصالات وذلك في 2008 عندما كنا نبحث التعاون مع شركة غوغل، وتطرق الحديث إلى مجالات الإبداع واستغلال طاقات الشباب و علاقة مناخ الحرية بالإبداع و طبيعي أن أي نقاش عن تنمية وتطلع إلى المستقبل كان يصطدم بالواقع المحبط الذي نعيشه، وبالتالي تحوّل الحديث التقني  إلي حديث عن المناخ السياسي.
ألم تنتاب وائل غنيم أي هواجس تجاهك ؟
كان وائل متحفظا و حذرا في البداية لأن الطرف الآخر في الحوار هو مسؤول حكومي متمثلا في شخصي بحكم منصبي، ولم يكن يعلم توجهي السياسي الشخصي المعارض للنظام وأن وظيفتي التنفيذية ذات الطبيعة الفنية والإدارية  لا تعنى انتمائي السياسي للحزب الوطني الحاكم.
وكيف تبددت هواجس وائل ؟
قلت لوائل إن هناك الكثيرين مثلي يعملون داخل الحكومة وغير راضين عن الأوضاع القائمة و نحاول أن نؤدي وظيفتنا على المستوى المهني، ومن ثم بدا وائل أكثر ارتياحا في الحديث و بدأ سقف الحوار يرتفع وتوطدت بيننا صداقة و علاقة قوية يجمعنا هدف واحد وحلمنا معا مثل غيرنا و مثل كثير من المصريين  أن يأتي اليوم الذي نرى فيه مصر للمصريين وليست مصر مبارك و مصر الحزب الوطني.
 وما الذي حدث بعد ذلك ؟!
كان أكثر ما يحبطنا في هذه الفترة هو انسداد و تعفن الحياة السياسية في مصر وعدم وجود أي قناة شرعية نستطيع أن نعمل من خلالها، وهذه نقطة هامة كانت من أحد الأسباب الرئيسية لانفجار ثورة 25 يناير، المشهد السياسي مغلق تماما و لا يعطي أي فرصة للشباب للمشاركة السياسية، الحزب الوطني المهيمن على كل شيء, والمعارضة هشة و مخترقة من أمن الدولة والبعض الأخر يمثل الطابور الخامس للنظام وآخرون  جماعة محظورة  يستخدمها النظام فزاعة و فوبيا لتبرير التزوير والتوريث وكل التشريعات الفاسدة أولها قانون الطواريء الذي طبق لمدة ثلاثين عاما للحفاظ على أمن شخص واحد و عائلته . 
أفهم من ذلك أنك لا تعترف بالأحزاب الموجودة؟
أي فرصة لإنشاء حزب جديد مغلقة تماما وتحت قبضة صفوت الشريف رئيس لجنة شؤون الأحزاب وهو في نفس الوقت أمين عام الحزب الوطني (سابقا وأنا في غاية السعادة أن أقول سابقا) أي الخصم والحكم الذي يتحكم في كل مفاتيح الملعب السياسي ويحدد من ينزل على الساحة و لا ننسى على سبيل المثال حزب الوسط الذي يضم مجموعة من أفضل وأشرف المفكرين و السياسيين حاول لمدة عشر سنوات  الحصول على الترخيص لإنشاء حزب سياسي و كل مرة يتم رفضه لأسباب كوميدية.
هل انقطعت علاقتك بوائل غنيم فيما بعد ؟
استمرت علاقتي بوائل في مجال العمل في تكنولوجيا المعلومات وكانت مقابلتنا لا تخلو من الحديث عن السياسة و الوضع القائم ثم لم نعد نتقابل كثيرا بعد انتقاله للعمل في دبي، وكان واضحاً جداً منذ لقاءنا الأول أن وائل شخصية غير تقليدية، شعلة ذكاء و موهبة، وطاقة مذهلة لقيادة عمل جماعي، وقلت في نفسي اذا كان هناك امل في مصر يوما ما فشاب كوائل غنيم يجب ان يتقلد منصبا قياديا في الدولة.
وكيف بدأت علاقتكما بالبرادعى ؟
حوالي  فبراير- مارس  2010 كانت هناك نقطة تحول في العلاقة فمع ظهور البرادعي على الساحة  شعرنا ببصيص أمل في هذا النفق المظلم، أخيرا وجدنا رجل محترم من خارج العفن السياسي له مصداقية عالمية يثور على الأوضاع القائمة وينتقد النظام بعنف و يهزه، بدأنا بتلقائية و بدون اتفاق مسبق وبدون أن نلتقى بدعمه على الفيس بوك وأنشئت مجموعات وأقام وائل غنيم بعمل صفحة على الفيس بوك لدعم البرادعي ضمت مئات الآف من الشباب.
هل بدأ التنسيق بينكما فيما بعد؟
اتصلت به في دبي و اتفقنا على ضرورة انتهاز هذه الفرصة لبدء عمل سياسي على الأرض والاتصال بالدكتور البرادعي، لم يكن الهدف هو الاتفاق على الدكتور البرادعي رئيسا بقدر ما كان الهدف هو بناء دولة ديمقراطية عادلة وتكون الكلمة الأولى للشعب لكي يختار رئيسه سواء البرادعي أو غيره رغم تطبيل الآلة الاعلامية الرسمية لمحاولة تشويه صورة البرادعي و أن اجندته شخصية و ليست وطنية و مدعوم مرة من الغرب و مرة من أمريكا و مرة من ايران و مرة من الأخوان  ومرة من أم سيد وغيره.
وما رد فعل وائل على اتصالك ؟
قال لي هل تتوقع أن النظام سيتركك، قلت له سأتقدم باستقالتي لرفع الحرج عن رؤسائي  في العمل  لأعمل بحرية، ثم قابلنا الدكتور البرادعي في منزله و بدأنا في تشكيل مجموعات الكترونية تضم خبرات متميزة في السياسة والاعلام و تكنولوجيا المعلومات وعلم الاجتماع وعلم الادارة وصحفيين و مبرمجين و فنيين ومصممي جرافيك و رؤساء  شركات من مختلف أنحاء العالم وكان هدفنا الأساسي استخدام الانترنت و فيسبوك و تويتر والشبكات الاجتماعية في تكوين حزب سياسي معارض (رقمي – افتراضي) خارج رحم لجنة شؤون الأحزاب وخارج قبضة صفوت الشريف وأمن الدولة بعد ان أغلقوا أمامنا أي قناة شرعية للعمل السياسي.
هل قمتم بالتنسيق مع قوي شبابية أخرى ؟
بالفعل، بدأنا العمل بحماس منقطع النظير، وانضم الينا ممثلين من شباب 6 أبريل الرائع الذي لا يمتلك فقط درجة عالية من الوعي والفكر السياسي، وإنما  يملك القدرة في الحركة على الأرض رغم تعرضهم لقمع شديد وكلنا نعلم أن الشرارة الأولى لمفهوم نقل النشاط السياسي من الشاشة الى الأرض هو بفضل أبطال 6 أبريل .
وماذا كانت خطتكم ؟
للأسف لم تستمر هذه المجموعة و تفتت لعدة أسباب أهمها ملاحقة أمن الدولة (و بتعبير أدق أمن الرئيس )  وغياب الدكتور البرادعي في الفترة الأخير وانشغاله بارتباطات خارجية.
ألم تتعرضوا لتهديدات أو عقبات ؟
أنا شخصيا عند تقديم استقالتي في منتصف 2010 تعرضت لتهديدات مرعبة من أمن الدولة من خلال وسطاء رغم رغبتي في ترك العمل و تقدمي باستقالة مكتوبة لكنها لم تقبل، و كان الرد على الاستقالة هو التهديد ليس فقط لشخصي و لكن لعائلتي، ومن باب الدقة والأمانة هذه التهديدات تعرضت لها من خلال وسطاء وليس من قبل أمن الدولة مباشرة.
كيف أصبح مصير المجموعة التي كانت تضمك أنت ووائل غنيم ؟
تفرقت المجموعة و لم نعد نجتمع وكنت أقابل وائل في دبي عند كل زيارة، وكنا في غاية الإحباط، وقلنا مافيش فائدة خلاص، مبارك في الحكم إلى الأبد، لا أمل، لكن بعد مأساة الانتخابات المزورة وتصريحات الاستفزاز الوطني لحكماء الحزب الوطني بدأت الجزوة تشتعل مرة أخرى و بدأ الغليان والاحتقان على الفيس بوك ونشطنا بشدة، هذه المرة بدون اتفاق أو تنسيق، كل يدلي بدلوه، وجاءني تهديد مرة أخرى من أمن الدولة بالصمت وخفت على عائلتي بعد تهديدات مباشرة رغم تركي العمل الحكومي في نهاية أكتوبر 2010، وقفلت حسابي على الفيسبوك لمدة شهرين، أنا مش فاهم الناس دي عايزة ايه ؟؟ لقد تركت العمل الحكومي !!
لكنك عدت لنشاطك بعدها ؟
بعد ثورة تونس زاد النشاط و زادت التعبئة الكل يعمل على الفيسبوك و لكن عبقرية هذه الثورة أن قبلها مباشرة لم يكن هناك أي تنسيق مسبق، بدون قائد، لا مركزية، حتى نزولنا المظاهرات كان عشوائيا وبدون اتفاق، اللي عايز ينزل ينزل، واللي مش عايز يظل في منزله، قرار شخصي في معظمه، كثيرون جدا جدا وأنا منهم ننزل مظاهرة لأول مرة في حياتنا، لا نعلم يعني أيه مظاهرة وبيعملوا فيها أيه ؟
ما رأيك فى دور فيسبوك وتويتر في الثورة الحالية؟
فيسبوك وتويتر هما العالم السحري الالكتروني الذي يسطر تاريخ الشعوب حاليا، يمثل قوة الضمير و العدل و الحرية، ديمقراطية في أسمى و أنقى معانيها، ثقافة حوار و ثقافة اختلاف تنمو وتزدهر، لذا فثورة 25 يناير أعظم ثورة في التاريخ الحديث، بدأت من الشاشة ولوحة المفاتيح والانترنت والفيسبوك، ثورة شعبية بلا قائد وبلا تنظيم وبلا أجندات، بلا تربيطات، بلا صفقات، بلا توازنات، ثورة عفوية، نقية، شبابية، ولكن هناك قادة فكر لهم تأثير ولهم شعبية يلتف حولهم الشباب، هؤلاء القادة كونوا مجموعات و صفحات الكترونية حرّكت ضمير الشباب، و هزت أركان النظام مثل صفحة خالد سعيد التي كشفت بشاعة النظام القمعي الذي كنا نعيشه بمباركة "مباركية " وكان أدمن هذه الصفحة هو وائل غنيم !
وهل نجحت الثورة ؟
نحن الآن على أبواب نجاح هذه الثورة و تحقيق الحلم التاريخي .
وماذا تقول للرئيس مبارك ؟
لدي رسالتين إلى الرئيس مبارك، الأولى: لقد فاتك الكثير لأنك لم تتعرف على شاب مصري من خيرة شباب مصر هو وائل غنيم  كان من المفروض ان تفخر به بدلا من ان يعتقله نظامك" ، والثانية : " من فضلك .... لو سمحت ..ارحل ...قد نفذ رصيدك  الرئاسي و لا نريدك " .
 

 

التعليقات