دموع إسراء الطويل تشغل المصريين: ملعون سجّانك!

تنزل من سيارة شرطية، بزي الحبس الاحتياطي الأبيض، صباح الإثنين، تترقب عينها الخائفة، وخطواتها التي تتقدم وتتأخر، هذا المقر الشرطي، جنوبي القاهرة، الذي تحول منذ عامين في مصر إلى هيئة قضائية، تنظر في التهم وتحدد مستقبل المتهمين.

دموع إسراء الطويل تشغل المصريين: ملعون سجّانك!

تنزل من سيارة شرطية، بزي الحبس الاحتياطي الأبيض، صباح الإثنين، تترقب عينها الخائفة، وخطواتها التي تتقدم وتتأخر، هذا المقر الشرطي، جنوبي القاهرة، الذي تحول منذ عامين في مصر إلى هيئة قضائية، تنظر في التهم وتحدد مستقبل المتهمين، حتى فأجأ صمت بهو المكان بكاءُها الهستيري.

تلك هي دموع الشابة المصرية إسراء الطويل، 23 عاما، التي التقطتها عدسة الكاميرات، الإثنين، وأصبحت صور بكاءها حديث الشباب والمعارضين على موقع التواصل الاجتماعي، وجاء هاتشتاغ (وسم) يحمل اسمها في المرتبة الأولى على تويتر، عقب قرار محكمة مصرية برئاسة القاضي معتز خفاجي، بحبسها 45 يومًا، وذلك للمرة الحادية عشر منذ اعتقالها في يونيو/ حزيران الماضي على ذمة تهم بتعطيل مؤسسات الدولة.

"هذه المرة الأولي التي تعلن فيها دموعها وتكشف صورها مدى إنسانية هذه الفتاة، فهي لم تتوقف منذ القبض عليها يوما عن البكاء في السجن... أمام النيابة...  واليوم أمام قاضيها الذي قرر حبسها 45 يومًا، رغم أنه قال لها لا تبكي كفاية"، بهذه الكلمات تتحدث بحزن يعلو صوتها، آلاء الطويل شقيقة إسراء.

إسراء، التي باتت صور دموعها كمحامية تدافع عنها، ليست الفتاة الوحيدة التي تمتلئ بها سجون مصر في قضايا يغلب عليها اتهامات سياسية تنفيها، "تقف أمام كل جهات قضائية تسأل ما تهمتي أنا تم القبض عليّ من الشارع ثم فوجئت أنني محبوسة، لم أفعل شيئًا، خَرَّجوني" بحسب شقيقتها آلاء.

تابعت آلاء الطويل، شقيقة إسراء الحديث "كلما أنظر إلى صورها التي انتشرت بشكل كبير اليوم، وهي تبكي قبل دخولها للقاضي وبعد خروجها، لا أستطيع أن أتملك نفسي... فأبكي".

ومضت آلاء الطويل قائلة بصوت حزين "أطلقوا سراح أختي... أختي مظلومة".  

والدة إسراء، حنان علي، تصف صور ابنتها وهي تبكي "صورها مؤلمة... عمري ما شُفت إسراء كده... صور أبكتني من عيني وقلبي".

وبلغة أم حزينة مضت تقول عبر صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك "كان نفسي أخدها في حضني وأضمها وأحسسها بالأمان بس للأسف" في إشارة لحبسها.

أما المحامي المصري، طاهر أبو النصر، خاطب موكلته الفتاة الشابة، إسراء الطويل، عقب حبسها عبر صفحته على فيسبوك قائلا "لم أشعر بالعجز يومًا وأنا أدافع عن أحد مثلما شعرت اليوم... قتلتني دموعك البريئة ووعدا سأبذل كل ما أستطيع من جهد كي تكوني حرة خارج أسوار سجنك كما أنت حرة بداخله".

انتشار صور بكاء إسراء الطويل، ساعد على تصدر هاتشتاغ  #اسراء_الطويل المرتبة الأولى على موقع تويتر، متضمنا آلاف من عبارات التضامن ورفض ما أسموه "ظلما وقع عليها".

وتحت هاشتاغ #إسراء_الطويل، كتب السياسي المصري المعارض في الخارج، أيمن نور، قائلا "شكرا لدموعها، ليس لأنها أوجعت قلوبنا، لكن لأنها أثبتت أنه مازال لدينا قلوب وتشعر بالوجع".

كما سجل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان، يحيى حامد، ووزير الاستثمار السابق اعتراضه علي حبس إسراء بقوله "أفرجوا عن إسراء الطويل يا عديمي الرحمة".

وتتصدر قضية الشابة إسراء الطويل، التي تعاني من عجز في ساقيها أقعدها عن الحركة اهتمامات حقوقيين ومعارضين بمصر، إذ يعتبرون في بيانات وتصريحات عديدة، ما يحدث مع إسراء جزءًا من انتهاكات حقوق الإنسان.

التعليقات