غلاء الأسعار "يذبح" فرحة المصريين بالأضحى

جاء تزامن عيد الأضحى المبارك، مع بدء العام الدراسي الجديد وغلاء الأسعار، لـ"يذبح" فرحة المصريين بالعيد، إذ تتطلب كل واحدة من المناسبتين مبالغ ليست بالقليلة، في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد.

غلاء الأسعار

جاء تزامن عيد الأضحى المبارك، مع بدء العام الدراسي الجديد وغلاء الأسعار، لـ"يذبح" فرحة المصريين بالعيد، إذ تتطلب كل واحدة من المناسبتين مبالغ ليست بالقليلة، في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد.

وانعكس هذا التزامن إلى جانب حالة الكساد، الذي تشهدها مصر منذ فترة، على سوق الأضحية، لا سيما السوق الأبرز بوسط القاهرة والمعروف بـ"المذبح"، قبيل عيد الأضحى الموافق غدًا الإثنين.

وتشهد مصر أزمة اقتصادية، تعترف بها الحكومة المصرية، حيث تخطّى سعر الدولار، مؤخرًا حاجز الـ12 جنيهًا في السوق السوداء، مقابل أقل من 9 جنيهات في السوق الرسمي، وسط ارتفاع جنوني في أسعار السلع، وعزوف من المستهلكين عن الشراء بعد ارتفاع نسبة التضخم إلي نحو 14%.

>> مذبح السيدة

مئات من الخراف والماعز والبقر، تحتضنهم حظائر منطقة المذبح بحي السيدة زينب، وسط القاهرة، وسط إقبال ضعيف من المشترين، في مشهد يتكرر لعامه الثاني على التوالي، نظرًا لتزامن عيد الأضحى، مع بدء العام الدراسي الجديد، يبدأ في 24 سبتمبر/ أيلول بالمدارس الحكومية وقبلها بأيام بالمدارس الخاصة.

طفل لا يتعدى عمره عشر سنوات، يطعم الأغنام والماشية بعلف من الذرة الشامية والبرسيم والتبن، الذي يستخرج من نبات القمح، وعلى نواصي المذبح يقف جمع من الرجال تميّزهم ملابسهم دون غيرهم، وهم يسنون سكاكينهم، أملاً في بيع واحدة من الخراف أو الماعز أو البقر، لكن ما من مشترٍ.

عصام السنان (45 عامًا)، بائع أدوات ذبح بحي السيدة زينب، يرتسم كساد السوق على وجهه، وبضيق، يتحدث قائلاً إن "العيد الحالي ليس عيدًا، الأسعار في كل شيء زادت النصف وأكثر".

يرى البائع أن حاله يعبر عن الكثيرين من الجزارين (القصابين) في مصر، موضحًا أن "الاستعداد للعيد في سوق الأضحية يبدأ من خلاله، وبما أن السوق لديه بلا حركة، فحركة البيع والشراء هي الأخرى في انتظار مشهد أكثر ركودًا".

وبحسب السنان، تبدأ أسعار السكاكين محلية الصنع من 15 جنيهًا حتى 50 جنيهًا، بينما المستوردة يتجاوز 100 جنيه للواحدة".

وعلى جانب آخر من المذبح، يقف فرج علي، ستيني الهيئة والعمر، لم يختلف حديثه كثيرًا عن سابقه، خاصة فيما يتعلق بكساد حالة البيع والتجارة.

ويقول علي، وهو بائع ماشية في المذبح، إن "أسعار الأضاحي زادت بنسبة الثلث عن العام الماضي"، مشيرًا إلى أن "أسعار اللحوم قبل الذبح، للعام الحالي وصلت 45 جنيهًا للكيلو الواحد، بينما في العام السابق كان السعر 35 جنيهًا"، معربًا عن حزنه جراء قلة حركة البيع والشراء.

واتفق معه عضو شعبة الجزارين بالغرف التجارية بالقاهرة، جابر شلبي، على أن السوق المصرية تشهد كسادًا وركودًا في بيع اللحوم حاليًا".

وقال شلبي، في تصريحات صحافية، إن "موسم عيد الأضحى يشهدًا ركودًا في حركة البيع، نتيجة الحالة الاقتصادية للأسر المصرية والارتفاع المستمر في الأسعار".

>> قِبلة التجار والمستهلكين

وبينما يفضل التجار بالقاهرة، شراء الذبائح الجاهزة من مذبح السيدة زينب؛ لبيعها في مناطقهم بسعر أعلى، توفيرًا لمشقة شراء الماشية الحية وذبحها، يستقبل المذبح أيضًا مستهلكين يرغبون في أسعار مخفضة.

فقد فضَّل مدرس اللغة العربية أيمن محمد (42 عامًا)، الذي يقطن بمدينة حلوان، جنوبي القاهرة، شراء حاجات أبنائه الثلاثة بالمراحل الدراسية الثلاث "ابتدائي، إعدادي وثانوي" من أدوات المدارس وملابسها ومصاريفها التي وصفها بـ"النار"، على شراء أضحية، اعتاد على ذبح مثلها طوال سنوات عشر مضت، بحسب قوله.

يقول أيمن، إن "العام الجاري لم يشهد له مثيل في ارتفاع الأسعار"، مصبًا جام غضبه، الذي بدا واضحًا على انفعاله أثناء الكلام، على الحكومة التي "تعد من دون أن تعطي"، وفق تعبيره.

وأوضح أن "أسعار بيع اللحوم تختلف تمامًا عن العام الماضي، اشتري الكيلو بـ100 جنيه، بنسبة تخطت 40% عن العام الماضي".

>> ارتفاع سعر الدولار

وتشير تقارير محلية إلى أن أحد أسباب ارتفاع الأسعار هو زيادة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، خاصة وأن مصر، تستورد الماشية من عدة دول أبرزها السودان، البرازيل، أثيوبيا، وتسدد قيمتها بالدولار، إلى جانب قضاء الماشية فترات طويلة داخل الحجر الزراعي، واستهلاكها كميات كبيرة من الأعلاف، المستورد أغلبها هي الأخرى.

وشهدت مصر، في وقت سابق، عددًا من الحملات الإعلامية، التي قادها إعلاميون عرفوا بولائهم وقربهم من نظام السيسي، لمقاطعة اللحوم، لمواجهة الغلاء المطرد في الأسعار، أشهرها حملة "بلاها لحمة"، التي حازت تغطية إعلامية كبيرة، لكنها لم تؤثر بشكل حقيقي في انخفاض أسعار اللحوم، بحسب تقارير محلية.

اقرأ/ي أيضًا | برقاش... حيث تقدم مصر جمالها قرابين

والأضحية هي إحدى شعائر الدين الإسلامي، تعني تقديم ذبح من الأنعام (الماشية) وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها.

التعليقات