الرئيس السوري: "اسرائيل اغتالت عرفات تحت انظار العالم وصمته"

الاسد فى كلمته فى مؤتمر اتحاد المحامين العرب استهداف سورية ولبنان جزء من مشروع متكامل غايته نسف هوية المنطقة والمرحلة التى تمر بها امتنا تتطلب قدرا عاليا من الشعور بالانتماء

الرئيس السوري:
اتهم الرئيس السوري بشار الاسد، اليوم السبت، اسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي مازال سبب وفاته العام الماضي غامضا.

وقال بشار الاسد في خطاب القاه في مؤتمر اتحاد المحامين العرب انه في ظل "الاغتيالات الكثيرة التي قامت بها اسرائيل بشكل منهجي ومنظم، اخطر شيء قامت به اسرائيل هو اغتيال الرئيس ياسر عرفات."

واضاف ان هذا حدث "تحت انظار العالم وصمته ولم تجرؤ دولة واحدة على ان تصدر بيانا او موقفا تجاه هذه القضية وكأن شيئا ما لم يحصل في هذه المنطقة."

ووجه الرئيس بشار الاسد فى بداية كلمته التى القاها فى افتتاح المؤتمر العام الثانى والعشرين لاتحاد المحامين العرب التحية والتقدير لاعضاء المؤتمر لعقد مؤتمرهم فى دمشق تضامنا مع سورية مؤكدا على جهودهم المخلصة التى يبذلونها لنصرة الحق والدفاع عن قضايا الامة العربية وما يتهددها من اخطار ودورهم الاستثنائى فى هذه المرحلة الاستثنائية. اكد السيد الرئيس بشار الاسد فى كلمته فى مؤتمر اتحاد المحامين العرب ان المرحلة التى تمر بها امتنا تتطلب قدرا عاليا من الشعور بالانتماء والاستعداد للبذل والاخلاص بالعمل مضافا الى صفاء الرؤية ووضوح الاتجاه.

وقال الرئيس .. ان الاحداث والظروف الحالية ليست وليدة اليوم بل تعود الى عقود ماضية غير أن وطأتها اشتدت فى السنوات الاخيرة حيث كان الشعب العربى يدفع خلالها ضريبة باهظة لمشروعات غريبة عنه ويسدد استحقاقات الاخرين على ارضه من دماء ابنائه واستقرارهم دون ان يكون له ادنى دور او مصلحة فى ذلك.

واكد الرئيس بشار الاسد فى كلمته امام المؤتمران المنافذ سدت امام عملية السلام فى الشرق الاوسط ليس نتيجة لرفض الحكومات الاسرائيلية الاستجابة لاستحقاقات السلام واستمرارها فى انكار الحقوق العربية فقط بل ان الوضعية الدولية الراهنة والقوى الفاعلة فيها ليست مهيأة لان تدفع عملية السلام الى الامام ايضا ولتراجع المجتمع الدولى عن الوفاء بالتزاماته تجاه عملية السلام وتجاه الاستقرار فى المنطقة.

كما اكد الرئيس ان قضية العراق احدثت زلزالا سياسيا وقوميا ومعنويا لدى الشعب العربى وخلقت واقعا جديدا فى الشرق الاوسط بدأت ملامحه المأساوية ترتسم على بنية مجتمعاته وتهز قناعات الناس وتزعزع انتماءاتهم الوطنية والقومية.واضاف السيد الرئيس ان ظاهرة الارهاب اخذت تتسع دوائرها بصورة مؤلمة مهددة بتخريب النسيج الوطنى والاجتماعى لدول المنطقة وذلك نتيجة مجموعة من العوامل وفى مقدمتها السياسات الخاطئة والمتهورة اقليميا ودوليا والمواقف المسبقة تجاه الامة وقضاياها بالاضافة لاستخدام هذه الظاهرة الارهاب كأداة فى يد بعض القوى التى تدعى مكافحة الارهاب من اجل ارهاب الاخرين وترويعهم.

وقال الرئيس بشار الاسد فى كلمته امام المؤتمر ان تطورات الوضع اللبنانى بدت كاحدى افرازات الوضع الدولى الجديد منذ صدور القرار /1559/ حتى مقتل الرئيس الحريرى وتشكيل لجنة التحقيق الدولية وما ترتب عنها من صدور قرارات دولية جديدة تحاول النيل من سورية ومواقفها .واضاف السيد الرئيس ان استهداف سورية ولبنان هو جزء من مشروع متكامل يقوم على نسف هوية المنطقة واعادة تشكيلها من جديد تحت مسميات مختلفة تلبى فى النهاية تطلعات اسرائيل للهيمنة عليها وعلى مقدراتها .وقال سيادته ان سورية كانت فى بؤرة الحدث ليس لموقعها الجغرافى وارتباطها السياسى والاجتماعى والانسانى بساحات الصراع الرئيسية فحسب بل لدورها ومكانتها وتاريخها ايضا يضاف الى هذا ان اصحاب هذا المشروع رأوا فيها عقبة رئيسية امام تحقيقه.

وقال الرئيس بشار الاسد فى كلمته اعلنا رغبتنا فى اقامة السلام العادل والشامل على قاعدة قرارات الامم المتحدة وعلى اساس هذه القرارات تمسكنا بمبادرة السلام العربية التى اقرت فى قمة بيروت العربية والتى لم يعد احد يتحدث عنها اليوم.واضاف سيادته ان هذه المبادرة تطالب اسرائيل بالتوجه الى السلام وتؤكد استعداد العرب للسلام ولكن اسرائيل قابلت كل ذلك بالتجاهل وبمزيد من المجازر والاغتيالات تجاه شعبنا فى ظل دعم غير محدود من الولايات المتحدة الاميركية وتجاهل كامل من قبل القوى الدولية الاخرى .

وقال الرئيس بشار الاسد فى كلمته امام المؤتمر اننا واضحون كل الوضوح ازاء التحقيق فى اغتيال الرئيس الحريرى واننا مع التحقيق لنصل الى معرفة الفاعل او الفاعلين وسنتابع التعاون مع التحقيق حاليا وفى المستقبل من اجل جلاء الحقيقة على قاعدة السيادة والمصلحة الوطنية .واضاف سيادته ان مصلحة سورية تلتقى مع مصلحة التحقيق عندما يكون نزيها واذا كان هناك من يعتقد ان تسييس التحقيق وحرفه عن مجراه الطبيعى يمكنه ان يدفع سورية للقيام بما يريدون فهم يضيعون وقتهم كما يضيعون الفرصة المناسبة لتحقيق الاستقرار فى المنطقة الامر الذى سينعكس عليهم بشكل سلبى اما توظيفهم لبعض المزيفين والانتهازيين او الخونة كشهود فلا يغير فى مواقف سورية شيئا بل يغير فقط فى صورتهم المزيفة اصلا ويجعلهم اقرب الى صورتهم الحقيقية امام الشعوب العربية وامام العالم .

وعلى الصعيد الداخلي أكد الرئيس الأسد على متابعة علمية الإصلاح على كافة المستويات وقال نحن نضع الآن اللمسات الأخيرة على الخطة الخمسية العاشرة وهي خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي والنقدي والمالي والإداري ولتنظيم الخدمات ولتحسين الواقع المعاشي للمواطنين

وعلى المستوى السياسي أكد الرئيس أن هناك عدد من المشروعات التي نحن بصدد إنجازها وهي تدعم العمل السياسي وتساهم في إغناء الحياة الديمقراطية سواء مايتعلق منها بقانون الأحزاب أو قوانين الانتخابات والإدارة المحلية وأضاف الرئيس : نحن نعمل على تكريث العمل المؤسساتي وسيادة القانون واستقلال السطلة القضائية ، وهذا من شأنه أن يُفعل الحياة السياسية ويثري عملنا الوطني ويعالج العديد من الظواهر السلية التي نواجهها وأكد الأسد أن الإصلاح ينطلق من حاجاتنا الداخلية فقط ونحن نرفض أي اصلاح يفرض من الخارج تحت أي عنوان أو مبرر


وقال : نحن لاندعي المثالية والكمال بهذا الموضوع وأنا دائما أقول بأننا بالبداية والطريق الطويل ولانقبل أن يقال بأننا لم نحقق شيئا ، ربما هناك بطء ، فاعذروا بطئنا ولكن هناك ظروف موضوعية لا بد من الاستعجال ضمن الممكن وضمن الاستقرار .

التعليقات