إطلاق سراح الزميل سامي الحاج بعد 6 سنوات في غوانتانامو..

سامي الحاج حظي باستقبال رسمي في المطار حضره وزراء ومسؤولون، لكن غابت عنه قناة الجزيرة بسبب رفض السلطات الأميركية حضور ممثلي القناة أثناء تسليم الزميل الحاج..

إطلاق سراح الزميل سامي الحاج بعد 6 سنوات في غوانتانامو..
يواصل مصور قناة الجزيرة سامي الحاج تلقي العلاج في إحدى مستشفيات العاصمة السودانية بعد أن عاد إلى وطنه حرا طليقا في الساعات الأولى من فجر اليوم، الجمعة، في أعقاب 6 سنوات من الاعتقال بأيدي الأميركيين قضى جلها في سجن غوانتانامو.

ووصل الصحفي السوداني سامي الحاج واثنان من المعتقلين السودانيين الذين كانوا معه في غوانتانامو إلى مطار الخرطوم على متن طائرة أميركية في ختام رحلة طويلة دامت حوالي 24 ساعة، ونقل على الفور إلى مستشفى الأمل في الخرطوم بأمر من الحكومة السودانية لتقديم العناية الصحية اللازمة له.

وأفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم أن سامي الحاج حظي باستقبال رسمي في المطار حضره وزراء ومسؤولون، لكن غابت عنه قناة الجزيرة بسبب رفض السلطات الأميركية حضور ممثلي القناة أثناء تسليم الزميل الحاج.

وأوضح مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني أن الجانب الأميركي منع تصوير تسليم سامي الحاج إلى السلطات السودانية لأسباب أمنية، وحتى تجنب إعلان تاريخ الوصول كان مقصودا لتجنب الحشود الإعلامية، وكل شيء كان مرتبا بالاتفاق مع الجهات الأميركية.

وجاء أنه إلى جانب الاستقبال الرسمي حظي سامي الحاج باستقبال عائلي وشعبي حار في المستشفى في أجواء إنسانية مؤثرة بحضور أقاربه وأهله وأصدقائه.

ورغم منعها من تصوير لحظة نزول سامي الحاج من الطائرة الأميركية إلى جانب معتقلين آخرين أفرج عنهما معه، رافقت الجزيرة سامي الحاج إلى المستشفى.

وقد أجهش سامي بالبكاء عندما التقى بأهله وأصحابه وعانق ابنه محمد في مشهد أثار مشاعر الحاضرين حيث ذرف بعضهم الدموع تأثرا بتلك اللحظة الإنسانية.

وقد نقل سامي الحاج من قسم الإسعاف الفوري إلى العناية المركزة، ويتوقع أن يبقى تحت الرعاية الطبية طيلة يومين بناء على تعليمات الأطباء الذين لاحظوا أن ضغط الدم لديه كان منخفضا جدا عندما وصل، لكن وضعه تحسن نسبيا وهو في حالة مستقرة الآن.

وقد حظي إطلاق سراح سامي الحاج وعودته إلى بلده باهتمام إعلامي واسع حيث رصدت مختلف المنابر السودانية تلك اللحظات أولا بأول وعكست الزخم الإنساني الذي رافقها.

وفي أولى تصريحاته لدى وصوله إلى المستشفى أعرب سامي الحاج عن سعادته الغامرة بعودته إلى الوطن، وقال إن المعتقلين في غوانتانامو محرومون من الصلاة ويتعرضون لانتهاكات دينية كبيرة على أيدي الجنود الأميركيين الذين يزعجونهم على الدوام ويدنسون القرآن.

وفي اتصال مع الجزيرة دعا سامي الحاج كل الحكومات إلى إعادة أبنائها من معتقل غوانتانامو، وأكد أن اعتقاله كان محاولة لإجهاض العمل الإعلامي الحر في الشرق الأوسط عبر الفضائيات.

وعن وضع سامي الحاج القانوني، أفاد مراسل الجزيرة استنادا لمصادر حكومية أنه سيخرج من المستشفى حرا طليقا بعد تلقي العلاج الكافي، مشيرا إلى أن المعتقلين الآخرين اللذين قدما معه ذهبا إلى أهلهما حرين طليقين بعد أن تلقيا العلاجات.

وكانت الجزيرة قد سألت وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات في وقت سابق بشأن الوضع القانوني للزميل الحاج فقال إن الخرطوم لا تعتقل أو تحقق مع مواطنين سودانيين بناء على أوامر من جهات عليا.

وأضاف سبدرات "يجب أن تكون هناك تهمة مبدئية تبرر تقديمه للمحاكمة، ونحن ليس لدينا ما يبرر اعتقاله". وأكد أن سامي الحاج "مواطن سوداني عاد إلى وطنه، وهو حر مبدئيا في التنقل داخله كأي مواطن سوداني، ولا يوجد ما يحول دون إعطائه حريته".

وعن السنوات الست التي قضاها في المعتقل، قال سبدرات إن "من حق سامي الحاج أن يطالب الحكومة الأميركية بالتعويض عن السنوات التي ضاعت من عمره، هذا حقه الطبيعي، وسيجد العون من الحكومة السودانية".

ويشار إلى أنه في الوقت الذي وصل فيه سامي الحاج واثنان من مواطنيه إلى الخرطوم، وصلت طائرة عسكرية أميركية إلى المطار العسكري بالقنيطرة بالمغرب وعلى متنها المواطن المغربي سعيد بوجعدية الذي كان معتقلا لدى الأميركيين في غوانتانامو.
هنأ مركز أحرار لدراسات الأسرى، في بيان وصل موقع عــ48ـرب نسخة منه، أسره قناة الجزيرة وسامي الحاج بمناسبة الإفراج عنه من سجن غوانتنامو ،بعد اعتقال قارب الست أعوام .

وجاء في البيان "في هذه المناسبة التي أسرت قلوب أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يتابعون ويحترمون قناة الجزيرة ويشعرون أكثر من غيرهم بالظلم لأنهم رفقاء قيد سامي، يطالب مركز أحرار لدراسات الأسرى قناة الجزيرة الفضائية التي جعلت من سامي الحاج أشهر أسير عربي في سجون الظلم أن تقف معنا من اجل تنظيم حملة إعلاميه ضخمه نتحدث فيها عن معاناة أكثر من 11000 أسير فلسطيني وعربي يقبعون في سجون الاحتلال".

ويطالب مركز أحرار باسم أسرى الحرية في سجون الاحتلال قناة الجزيرة بالوقوف معهم إعلاميا في محنتهم حيث أن منهم من مضى على اعتقاله أكثر من 31 عاما لم ير فيها ليلة سعيدة بعيدا عن أهله، هذا إن بقي أحد من أهله على قيد الحياة طوال هذه الفترة من السجن والاعتقال.

كما يطالب مركز أحرار التنظيمات الفلسطينية التي يوجد لها أسرى ومناضلون في سجون الاحتلال أن "تتعلم من قناة الجزيرة التي استطاعت أن تجعل من قضية سامي الحاج قضية رأي عام عالمي ووظفت كل امكانتها وطاقاتها من اجل الدفاع عن أسير مظلوم يعمل معها.

التعليقات