لبنان: 18 قتيلا وإصابة 54 آخرين في الأيام الثلاثة الماضية..

الهدوء يسود احياء بيروت بعد السيطرة على غالبية المناطق في العاصمة اللبنانية وتسليمها إلى الجيش اللبناني

لبنان: 18 قتيلا وإصابة 54 آخرين في الأيام الثلاثة الماضية..
يسود بيروت الهدوء منذ ساعات الصباح، وتسود حالة شبه طبيعية في المدينة، في حين هناك انتشار مكثف للجيش، وخاصة في مناطق التماس، وفي المناطق التي وقعت فيها اشتباكات.

وكان قتل 18 لبنانيا على الأقل وأصيب 54 آخرون خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات، التي انتقلت جنوبا، بين أنصار المعارضة والموالين للحكومة، وذلك بعد أن قتل سبعة أشخاص وجرح أربعة آخرون في مواجهات الجمعة. وادعت قوى 14 آذار، في بيان صدر الجمعة، أن حزب الله نفذ انقلابا مسلحا.

وكانت قد أفادت تقارير، غير مؤكدة، عن مقتل 7 أشخاص فجر اليوم في اشتباكات وقعت بين أنصار المعارضة والمولاة في عاليه.

وجاء هذا التصعيد بعد أن أتمت المعارضة اللبنانية أمس سيطرتها على الجزء الأكبر من المناطق التي تتمركز فيها القوى الموالية للحكومة اللبنانية في الشطر الغربي من العاصمة بيروت حيث تركزت المواجهات خلال الأيام الثلاثة.

فقد أشارت مصادر أمنية إلى أن اثنين من أنصار المعارضة قتلا ظهر الجمعة في اشتباك مع أنصار الموالاة في بلدة عرمون جنوب غرب بيروت، كما قتلت امرأة وابنها خلال اشتباكات في منطقة رأس النبع.

وانتقلت المواجهات المسلحة كذلك إلى منطقة صيدا في الجنوب اللبناني حيث قتلت امرأة وزوجها وأصيب أربعة آخرون في تبادل نار عنيف، بينما قتلت امرأة أخرى في بلدة بر الياس شرق البلاد.

وقد شهدت مناطق حيوية لقيادات سياسية في لبنان مواجهات حامية أبرزها عين التينة حيث مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك الروشة وقريطم حيث منزل النائب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، ومناطق عائشة بكار والحمراء، وكليمنصو مكان سكن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وكان مسلحون أحرقوا المبنى القديم لتلفزيون "المستقبل" في منطقة الروشة غرب العاصمة، كما احترق كذلك مبنى صحيفة "المستقبل" في الرملة البيضاء بفعل الاشتباكات، بينما أوقف تلفزيون "المستقبل" وإذاعة "الشرق"، بثهما صباح الجمعة، وأصبحا في عهدة الجيش اللبناني.

وبينما أعلن حزب الله أنه لا يسعى لانقلاب دموي وحث أنصاره على عدم التعرض للمباني الحكومية أو التقدم نحو المناطق المسيحية من العاصمة بيروت، فإن قوى الأكثرية النيابية اتهمت الحزب بتنفيذ انقلاب مسلح ضد الدستور واتفاق الطائف بهدف إخضاع الدولة اللبنانية، وأعلنت في بيان لها أمس أن ما جرى في بيروت "أسقط نهائياً شرعية سلاح حزب الله".

وناشدت قوى 14 آذار في بيانها الذي تلاه أمس رئيس اللجنة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الدول العربية والمجتمع الدولي مساندة لبنان الذي تعرض "لانقلاب مسلح دموي نفذه حزب الله بهدف إعادة سوريا إلى لبنان وإيصال إيران إلى البحر المتوسط".

كما أوكل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مهمة حمايته إلى الجيش وسلّمه السيطرة على مراكزه الحزبية. وتولّى الجيش السيطرة على بعض مراكز تيار المستقبل إضافة لمبنييْ جريدة المستقبل ومحطة المستقبل الإخبارية.

من ناحيته، هدد رئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب بالتحرك المسلح ضد ما وصفها بالمواقع الأمنية التابعة لوليد جنبلاط بمنطقة الشوف في جبل لبنان.

وقال وهاب في تصريحات للجزيرة إنه أبلغ قيادة الجيش بضرورة تسلم هذه المواقع هذه الليلة (الجمعة) وإلا فإنه سيتحرك لإزالتها في غضون الأيام المقبلة.وبينما أعلنت قوى 14 آذار رفضها استقالة حكومة الرئيس السنيورة وطالبت بدعم عربي وخارجي، أعلن رسمياً في الجامعة العربية أمس الجمعة أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون يوم غد الأحد اجتماعاً طارئاً لبحث الأزمة اللبنانية، تلبيةً لطلب السعودية ومصر اللتين تقدّمتا رسمياً امس بطلب الاجتماع في ضوء التطورات، وأعربتا عن قلقهما ومخاوفهما من انعكاس الحوادث على المنطقة.

أما في واشنطن، فقد أعلن الناطق باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حلفائها في مجلس الأمن ودول أخرى لاتخاذ إجراءات تتضمّن تحميل «المسؤولية» لمن قال إنهم وراء أعمال العنف في بيروت، في إشارة إلى حزب الله وسوريا ولبنان.

التعليقات