سورية ولبنان تتفقان على ترسيم الحدود، بدون مزارع شبعا، وحل مسألة المفقودين

المعلم يؤكد أن وضع مزارع شبعا خاص لكونها تحت الاحتلال * التقارير الإسرائيلية تبدي اهتماما خاصا بالاتفاق وتصر في الوقت نفسه على أن مزارع شبعا جزء من الجولان..

سورية ولبنان تتفقان على ترسيم الحدود، بدون مزارع شبعا، وحل مسألة المفقودين
أعلن البيان الختامي للقمة السورية اللبنانية في العاصمة السورية توصل البلدين لاتفاق بخصوص العديد من القضايا الخاصة بالعلاقات الثنائية، وعلى رأسها مسألة ترسيم الحدود، مع اعتبار وضع مزارع شبعا خاصا لكونها تحت الاحتلال، ووضع الآليات الكفيلة بإغلاق ملف المفقودين، واتفق وزيرا الخارجية على أن هذه القمة أسست لعلاقات مستقبلية متميزة بين الجارين.

ففي بيان رسمي صدر الخميس في دمشق في ختام مباحثات الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان، اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين وتطويرها على أساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل من البلدين.

وأوضح البيان -الذي تلاه الأمين العام للمجلس السوري اللبناني الأعلى نصري خوري- أن الرئيسين الأسد وسليمان اتفقا على جملة من القضايا العالقة ومنها ترسيم الحدود عبر تفعيل اللجنة السورية اللبنانية المختصة التي شكلت لهذا الغرض في الأربعينيات من القرن الماضي.

وأشار إلى أن القرار يشمل أيضا ضبط الحدود ومنع التهريب من الجهتين عبر الأجهزة المختصة المكلفة بالمتابعة اليومية لتطورات هذا الملف.

وبدا لافتا في البيان أن القمة اللبنانية السورية أقرت إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في ضوء "التطورات الحاصلة"، مع الإشارة إلى أن هذا القرار كان واحدا من المطالب التي كانت تصر عليها قوى الأكثرية المعروفة باسم (14 آذار) والمناهضة لسوريا.

كذلك أكد البيان اتفاق الطرفين على تسوية ملف المفقودين وبشكل كامل عبر الأجهزة المختصة في البلدين، إلى جانب دعم اتفاق الدوحة والحوار الوطني اللبناني الذي سيرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وفي المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير خارجية سوريا وليد المعلم ولبنان فوزي صلوخ، أكد الطرفان أن القمة السورية اللبنانية التي اختتمت في دمشق الخميس أرست الأسس السليمة لوضع علاقات جيدة ومتميزة.

وأوضح الوزير اللبناني صلوخ أن الرئيس سليمان وجه للرئيس الأسد دعوة لزيارة لبنان، لافتا إلى أن مجلس الوزراء اللبناني سيعقد الخميس المقبل اجتماعا سيبحث فيه ما تم التوصل إليه في قمة دمشق بين الرئيسين.

وردا على سؤال حول استعداد سوريا لاستقبال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة (من قوى الأكثرية)، قال المعلم إن سوريا تنظر إلى الحكومة الحالية في لبنان على أنها حكومة وحدة وطنية، وبالتالي فهي لا تمانع في استقبال أي مسؤول لبناني يرغب في ذلك.

وعن مسألة ترسيم مزارع شبعا أوضح المعلم أن الرئيسين الأسد وسليمان اتفقا على تفعيل لجنة ترسيم الحدود، لكنه أشار إلى أن لمزارع شبعا وضعا خاصا لكونها لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وفي تعليقه على تصريح وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا ريس التي رحبت باتفاق سوريا ولبنان على تبادل التمثيل الدبلوماسي، ذكر المعلم أن هذا القرار هو موقف نابع من إرادة سورية لبنانية مشتركة وأن "ترحيب الآخرين به أمر جيد".

وعما إذا كان يرى في تصريحات رايس تغيرا في الموقف الأميركي تجاه سوريا والعلاقات السورية اللبنانية، اكتفى المعلم بالقول "إن الله يهدي من يشاء".

وحول ملف المفقودين، أفاد المعلم بأن الاتفاق تم على تشكيل لجنة مشتركة من قضاة نزيهين من البلدين لدراسة هذا الملف ومتابعته من السلطات المعنية.

أما بخصوص مصير المجلس الأعلى السوري اللبناني، فقد قال صلوخ إن المجلس سيبقى لكن سيتم نزع بعض الصلاحيات التي يرى الجانبان أنها تعود لسفارتي البلدين في وقت لاحق، مؤكدا أن المجلس سيعمل على تنفيذ ومتابعة توصيات اللجان المشتركة المتصلة بالتبادل التجاري والاقتصادي والتعاون الثنائي بشكل عام في مجال الكهرباء على سبيل المثال وغيرها.

ومن جهتها تناولت التقارير الإسرائيلية النبأ، مشيرة بوجه خاص إلى عدم موافقة سورية على ترسيم الحدود القريبة من منطقة مزارع شبعا إلى حين انسحاب إسرائيل منها.

وأضافت أنه بالنسبة لإسرائيل فإن مزارع شبعا هي جزء من هضبة الجولان، التي تم احتلالها في العام 1967، في الوقت الذي تؤكد فيه كل من سورية ولبنان على أنها لبنانية.

التعليقات